نواقض لا إله إلا الله
محمد جميل زينو
على المسلم أن يتعلم هذه النواقض حتى لا يقع فيها، فيخرج من الإسلام الذي أكرمه الله به، فيموت كافرًا.
- التصنيفات: الشرك وأنواعه -
على المسلم أن يتعلم هذه النواقض حتى لا يقع فيها، فيخرج من الإسلام الذي أكرمه الله به، فيموت كافرًا.
وأهم هذه النواقض:
1- دعاء غير الله: كدعاء الأنبياء أو الأولياء الأموات أو الأحياء الغائبين لقول الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإنْ فَعَلْتَ فَإنَّكَ إذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} (أي المشركين) [يونس: 106].
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَن مات وهو يدعو مِن دون الله نِدًا دخل النار»؛ (رواه البخاري).
(النِد: المثِيل والشريك).
2- اشمِئزاز القلب مِن توحيد الله، ونفوره من دعائه والاستعانة به وحده، وانشراح القلب عند دعاء الرسل أو الأولياء الأموات أو الأحياء الغائبين، وطلب المعونة منهم لقوله تعالى عن المشركين: {وَإذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الزمر: 45].
(وتنطبق الآية على الذين يحاربون من يستعين بالله وحده ويقولون عنه وهابي، إذا علموا أن الوهابية تدعو للتوحيد).
3- الذبح لرسول الله أو ولي لقول الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2] (أي اذبح لربك).
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله مَن ذبح لغير الله»؛ (رواه مسلم).
4- النذر لمخلوق على سبيل التقرب والعبادة له، وهي لله وحده.
قالت امرأة عمران: {رَبِّ إنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: آية 35].
5- الطواف حول القبر بنية التقرب والعبادة له، وهو خاص بالكعبة، لقول الله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29].
6- الاعتماد والتوكل على غير الله، لقول الله تعالى: {فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84].
7- الركوع أو السجود بنية العبادة للملوك أو العظماء الأحياء أو الأموات إلا أن يكون جاهلًا لأن الركوع والسجود عبادة لله وحده.
8- إنكار ركن من أركان الإسلام المعروفة كالصلاة والزكاة والصوم والحج، أو إنكار ركن من أركان الإيمان: وهي الإيمان بالله وملائكته ورُسِله واليوم الآخر، وبالقدَرِ خيره وشره، وغير ذلك مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
9- كراهية الإسلام، أو كراهية شيء من تعاليمه في العبادات أو المعاملات، أو الاقتصاد، أو الأخلاق لقوله تعالى:
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 9].
10- الاستهزاء بشيء من القرآن، أو الحديث الصحيح، أو بحكم من أحكام الإسلام، لقوله تعالى:
{قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ} [التوبة: 65].
11- إنكار شيء من القرآن الكريم، أو الأحاديث الصحيحة مما يوجب الرّدة عن الدين إذا تعمد ذلك عن علم.
12- شتمُ الربِّ أو لعنُ الدين أو سَبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الاستهزاء بحاله، أو نقد ما جاء به مما يوجب الكفر.
13- إنكار شيء من أسماء الله، أو صفاته، أو أفعاله الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة من غير جهل ولا تأويل.
14- عدم الإيمان بجميع الرسل الذين أرسلهم الله لهداية الناس، أو انتقاص أحدهم لقوله تعالى: {لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 286].
15- الحكم بغير ما أنزل الله إذا اعتقد عدم صلاحية حكم الإسلام أو أجاز الحكم بغيره لقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].
16- التحاكم لغير الإسلام، وعدم الرضا بحكم الإسلام أو يرى في نفسه ضيقًا وحرَجًا في حكمه لقوله تعالى:
{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
17- إعطاء غير الله حق التشريع كالدكتاتورية، أو الديمقراطية، أو غيرها ممن يسمحون بالتشريع المخالف لشرع الله لقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: آية 21].
18- تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرم الله، كتحليل بعض العلماء الربا غير متأول، لقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: آية 275].
19- الإيمان بالمبادئ الهدامة: كالشيوعية الملحدة، أو الماسونية اليهودية، أو الاشتراكية الماركسية، أو العلمانية الخالية من الدين، أو القومية التي تفضل غير المسلم العربي على المسلم الأعجمي لقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
20- تبديل الدين والانتقال من الإسلام لغيره لقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة: 217].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن بدل دينَه فاقتلوه)؛ رواه البخاري.
21- مناصرة اليهود والنصارى والشيوعيين ومعاونتهم على المسلمين لقوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28].
22- عدم تكفير الشيوعيين المنكرين لوجود الله، أو اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم، لأن الله كفرهم فقال: {إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 6].
23- قول بعض الصوفيين بوحدة الوجود: وهو: ما في الكون إلا الله، حتى قال زعيمهم:
وما الكلبُ والخنزيرُ إلا إلهنا ** وما الله إلا راهبٌ في كنسيةٍ
وقال زعيمهم الحلاج: (أنا هو، وهو أنا) فحكم العلماء عليه بالقتل فأعدِم.
24- القول بانفصال الدين عن الدولة، وأنه ليس في الإسلام سياسة لأنه تكذيب للقرآن والحديث والسيرة النبوية.
25- قول بعض الصوفية: إن الله سلّم مقاليد الأمور لبعض الأولياء من الأقطاب وهذا شرك في أفعال الرب سبحانه يخالف قوله تعالى: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الزمر: آية 63].
إن هذه المبطلات أشبه بنواقض الوضوء، فإذا فعل المسلم واحدًا منها، فليُجَدد إسلامه، ولْيترُك المبطل ولْيَتُب إلى الله قبل أن يموت فيحبط عمله، ويُخلَّد في نار جهنم: قال الله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].
وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول: «اللهم إنا نعوذ بك مِنْ أن نُشركَ بك شيئًا نعلَمه، ونستغفرك لما لا نعلم» ؛ (رواه أحمد بسند جيد).