هل ستتحدى نفسك؟

يبدو هذا العنوان غريبًا إلا أنه جذَّاب في مضمونه؛ لأنه يكتنز مقدرةَ الفرد على تفجير قدراته الكامنة

  • التصنيفات: تزكية النفس -

يبدو هذا العنوان غريبًا إلا أنه جذَّاب في مضمونه؛ لأنه يكتنز مقدرةَ الفرد على تفجير قدراته الكامنة، والسير يمينًا ويسارًا في بقاع الأرض، يسعى إلى عمارتها وتحقيق آماله فيها وأحلامه، وهذا من حقه، فالإنسان ما خُلِقَ إلا لنشر الخير، وإسداء النصائح للناس، وتبادل المنافع اليومية معهم.

 

تتحدى نفسك، فتتغلب على نقاط الضعف فيك، بالإيمان بالله عز وجل أولًا؛ فهو الذي يهديك ويَعْلَم أسرارك، ويوفِّقك في كل خطوة تخطوها من حياتك، هو أرحم عليك من أمِّك التي أنجبتك؛ لهذا توجَّه إليه بالدعاء والرجاء، ولو كنت في الرخاء، فالله يحب العبد الذي يتقرب إليه في كل وقت وحين، ويُلِحُّ عليه بالدعاء والرجاء.

 

تتحدى نفسك، فتطلب العلم أينما وُجِدَ، تتلقَّف الفكرة، ثم تصوغها بنفسك، العلم نور للقلب، وراحة للصدر، وبصيرة للعين، اطْلُبِ العلم ولا تسأم لحظة واحدة، فهو النبع المدرار، والماء الغزير، والبئر التي لا تنضُب، هو الماء الزُّلال الذي يروي العطش.

 

تتحدى نفسك، فتصون جسدك، وتحفظ راحتك النفسية، تحافظ على ذاتك؛ لأنك مؤتمن عليها، ولا تُدخِل لجسدك إلا ما يزيده قوة ومتانة، وتبتعد عما يضره من تدخين وما شابه، تحفظ صحتك؛ فالصحة تاج على رؤوس الأصحَّاء، يتمناها المرضى طريحو الفراش.

 

تتحدى نفسك، فتعمل وتكِدُّ وتجتهد، ولو لم تجد الإعانة، هذه هي اللحظة بالذات التي تخرج فيها حقيقة قدراتك، تجتهد وتتعب، تسهر الليالي، وتستيقظ في الصباح الباكر، تنافس أقرانك على طريق الفلاح، وما أحلى تذوق طعمه في نهاية المطاف!

 

تتحدى نفسك، فتستقل قارب الحياة بثبات وإصرار وعزيمة، تشُدُّ أَزْرَ نفسك عند الضعف والخيبة، وتُضاعف قوتك عند النجاح والتفوق، والحياة سِجال، يومٌ فيها لك ويوم عليك، كن مدركًا لذلك، وانظر للجزء المملوء من الفنجان، وحوِّل طاقتك السلبية إلى الإيجابية، وتفاءل ثم تفاءل ثم تفاءل؛ فالتفاؤل سلاح المؤمن القويِّ.

 

أنت من يملك الإجابة، وإذا كان جوابك بنعم، ستمضي قُدُمًا في الحياة، ولن تترك الآخرين يسبقونك، ستمضي في سبيل تحقيق الأهداف، فالهدف شرارة تمُدُّ الفؤاد بالطاقة، هو المحرِّك الذي يدفع بك إلى الأمام دائمًا، هو غاية آنية تُحقِّقها في طريق تحقيق الغاية الأسمى، بأن تكون فردًا صالحًا وناجحًا وفاعلًا بمعنى الكلمة.

____________________________________________
الكاتب:
 أسامة طبش