لماذا نصوم الإثنين والخميس؟!

محمد سيد حسين عبد الواحد

ففي منتصف كل شهر هجري تكون الدماء في أجسامنا ثائرة ومتدفقة وبشدة وينتج عن هذا الثوران وعن هذا الهيجان وسرعة في الانفعال والغضب..

  • التصنيفات: فقه الصيام -

بداية : إن هذا العالم الذي نعيش فيه بين أجزاءه وجزيئاته تواصل وتكامل وترابط عجيب.. {صنع الله الذي أتقن كل شيء

كل شيء في هذا العالم له تأثير على غيره، وغيره له تأثير عليه، في تناغم فريد، إن دل على شيء دل على وحدة الصانع الحكيم سبحانه وتعالى، وطلاقة قدرة الخالق العظيم جل في علاه..

ومثال ذلك:-

الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالي..

الشمس والقمر سخرهما الله تعالي لخدمة الإنسان..

فالشمس مثلا تخدمنا بحرارتها وبنورها وكذلك القمر هو الآخر يخدمنا بنوره وبجاذبيته ....

ومن العلاقات القوية للقمر:

علاقته بالماء مدا وجزرا بمعنى أنه اذا كان القمر في طريقه إلي الأفول فالماء في طريقه إلي الجزر يعني الانحسار والتراجع والهدوء..

أما إذا كان القمر في طريقه إلي التمام والكمال وذلك في منتصف الشهر الهجري كان الماء في طريقه الي المد وهو العلو والزيادة والثوران والهيجان ..

ومن المفارقات العجيبة التي أحدثتها الحكمة البالغة والقدرة المطلقة لله رب العالمين أن نسبة الماء علي سطح الأرض ( 71 )في المائة من مساحة الأرض، ونسبة الماء في جسم الإنسان أيضاً( 71 ) في المائة من وزن الإنسان..

ولهذا فعند اكتمال نور القمر في منتصف الشهر يحصل المد والثوران والهيجان في البحر ويحصل مثله في أجسامنا ففي منتصف كل شهر هجري تكون الدماء في أجسامنا ثائرة ومتدفقة وبشدة وينتج عن هذا الثوران وعن هذا الهيجان وسرعة في الانفعال والغضب..

ومن هنا جاء البيان النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوصينا بصيام تلك الأيام القمرية..

الأيام : الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري..

وعن الحكمة من صيام هذه الأيام تحديداً قال عليه الصلاة والسلام:

( «ألا أخبركم بما يذهب وَحْرَ الصدر صوم ثلاثة أيام من كل شهر » ) «قالوا وما وَحْرُ الصدر يا رسول الله ؟ قال غشه ووساوسه وغله..»

وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد..