صلة الأرحام في السنة النبوية المباركة

الله تعالى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ليوصي الناس بصلة الأرحام

  • التصنيفات: مجتمع وإصلاح -

 

الله تعالى أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ليوصي الناس بصلة الأرحام، ففي الحديث الطويل الذي أخرجه الإمام مسلم عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه قال: «"دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة - يعني في أول النبوة - فقلت له: ما أنت؟ قال: "نبي"، فقلت: وما نبي؟ قال: "أرسلني الله تعالى"، فقلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: "أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء"» ، وذكر تمام الحديث.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا بصلة الأرحام، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة هرقل - أن هرقل قال له: فماذا يأمركم - يعني: النبي صلى الله عليه وسلم - قال أبو سفيان: قلت: يقول: «"اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة» [1]".

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «"اتقوا الله وصلوا أرحامكم"» ؛ (الصحيحة: 869).

 

وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «"بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ[2] وَلَوْ بِالسَّلَامِ"» ؛ (رواه البزار من حديث ابن عباس رضي الله عنهما)؛ (الصحيحة: 1777) (صحيح الجامع: 2838).

الشيخ ندا أبو أحمد


[1] الصلة: يعني صلة الأرحام.

[2] بلو أرحامكم: أي: ندوها بصلتها، وهم يطلقون النداوة على الصلة، كما يطلقون العبس على القطيعة، فالمراد بقوله (بلو أرحامكم) أي صلوها بما يجب أن توصل، وقيل: أحسنوا إليهم ولو بالسلام.