هل الليبراليون أقلية؟!

نسمع كثيرًا قاعدة تقول: "خير وسيلة للدفاع الهجوم" ويبدو أن الليبراليين يستخدمون هذه القاعدة خير استخدام، بينما نقرأ مقولة شهيرة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه تقول-: "اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة"..

  • التصنيفات: مذاهب باطلة -

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

نسمع كثيرًا قاعدة تقول: "خير وسيلة للدفاع الهجوم" ويبدو أن الليبراليين يستخدمون هذه القاعدة خير استخدام، بينما نقرأ مقولة شهيرة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه تقول-: "اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة" ويبدو أن بعض الإسلاميين يجري عليهم وبقوة هذا القول..

ومن هنا وهناك والتي واللتيا تنفس الليبراليون لدينا، وتحولت مشاريعهم وأحلامهم إلى واقع ملموس مشاهد، وأن لديهم خططًا مدروسة وبرامج مستقبلية لا تتوقف، والمجتمع يتقبلها مرة بمسمى الانفتاح وأخرى لإنقاذ المرأة، وثالثة بسبب لقمة العيش وهكذا.. لينطلق السؤال الكبير: هل الليبراليون أقلية؟ ولا تأثير لهم على المجتمع؟

لأننا نسمع هذه كثيرًا وأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم، والمجتمع فيه خير والناس يعرفون توجههم، إلخ.. دعوني أقود عقولكم إلى ميدان التدبر والتأمل، فالأمر بحاجة لهما تأملوا معي قوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} [النمل: 48]. سبحان الملك عدد قليل وفي بعض الأقوال أنهم تسعة أشخاص لكن ماذا صنعوا من فساد؟! بل تأمل لم يقل يفسدون في المدينة بل قال: {يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} لأن شرهم انتشر وخطرهم عم الشرق والغرب.

ثم تأمل أخرى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ..} [النمل: 49]. البيات يكون ليلا وهذا يدل على مدى هجومهم واجتماعهم، وتدبيرهم للأمور قبل عرضها للناس، ثم تأمل قوله: {وَلَا يُصْلِحُونَ} فهم يعتقدون أنهم أهل إصلاح ونموذج مثالي لهذه العملية الإصلاحية، لكن يأتي التكذيب ممن يعلم سرائرهم فيقول: {..أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 12]. وعندما أتأمل هذه الآيات يتبادر إلى ذهني هؤلاء الليبراليون لتخرج من رحم التأمل توائم من التساؤلات، هل هؤلاء الليبراليون مفسدون في الأرض؟ وهل هم أقلية؟

فإن جئنا للواقع فلا يشك عاقل في فسادهم، وإن جئنا للشق الآخر من السؤال: هل هم أقلية؟ فالجواب من خلال الواقع يقول ليسوا أقلية، بل فكرهم ومكتسبا تهم وقوة طرحهم ونماذج مشاريعهم تزداد يومًا بعد يوم، حسب ما يريدون وفوق ما يؤملون، وسأسوق إليكم بعضًا من الأمثلة الواقعية، جاء في النظام الأساسي للحكم في المادة السابعة من الباب الثاني: "يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من الكتاب والسنة، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة" انتهى.

انظر لهذا النظام بعين التدبر، وانظر ماذا يجري في وزارة الثقافة والإعلام، وفي وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم؟ هل طبقوا هذه المادة من النظام؟ وإذا لم يطبقوها فلماذا لا يحاسبون؟ وبالمثال يتضح المقال: سماحة المفتي وفقه الله يحرم ويجرم أن تبيع المرأة للرجل لما يحدث من فتنة وهذا مشروع وزارة العمل، فلماذا وزارة العمل لا تعمل بالضوابط الشرعية التي دائمًا ما يحرص عليها خادم الحرمين وفقه الله، أليست هيئة كبار العلماء مخولة بهذا من قبل ولي الأمر؟

ومثال آخر: ما جرى في ملتقى المثقفين.. قبل أيام نسمع ونقرأ أمورًا خطيرة وتراشقًا بالألفاظ، واتهامات وخمورًا وعارًا، وهذا يهدد بالفضح، وذاك يتهم بعض عواجيز المثقفين بالتمرد على الشابات الجدد في عالم المثقفين، وهؤلاء أصحاب أقلام يومية، وروايات وخروج على القنوات والشاشات، ويمر الأمر مرور الكرام..! ممارسة لإقصاء كل ما هو إسلامي وبوضوح، وما يجري في النوادي الأدبية في الشرقية ومكة خير دليل حاضر على عملية الإقصاء، ومن هنا يبقى السؤال قائمًا: هل الليبراليون أقلية؟



حسين محمد شامر