الإسلاميون والمعترك السياسي
الإسلاميون بعد النتائج التي حققها الإسلاميون مؤخرا في الانتخابات التي شهدتها عدد من الدول العربية إثر "الربيع العربي" الذي أصاب بعض الدول بشكل مباشر والبعض الآخر بشكل غير مباشر أصبح لزاما عليهم أن يعيدوا ترتيب أفكارهم وأطروحاتهم ..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
الإسلاميون بعد النتائج التي حققها الإسلاميون مؤخرا في الانتخابات التي شهدتها عدد من الدول العربية إثر "الربيع العربي" الذي أصاب بعض الدول بشكل مباشر والبعض الآخر بشكل غير مباشر أصبح لزاما عليهم أن يعيدوا ترتيب أفكارهم وأطروحاتهم وأساليبهم لتتناسب مع المرحلة الجديدة والتي ستفرض عليهم المزيد من التحديات..
وإذا كان بعض هذه التيارات قد شارك في المعترك السياسي منذ فترة طويلة مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلا أنها شاركت في إطار محدود حيث لم يسمح لها بالفوز باغلبية أو تشكيل حكومة وكانت المشاركة نوع من إثبات الذات وحماية النفس في ظل نظام قمعي كان يستخدم الانتخابات كأداة يغازل بها الغرب ويخدع بها البسطاء من شعبه لكي يستمر في الحكم تحت لافتة "الديمقراطية", أما الوضع الآن فقد اختلف تماما فالإسلاميون مرشحون بقوة لتشكيل الحكومة في أكثر من دولة وقد حدث ذلك بالفعل في المغرب وأوشك في تونس ومصر؛ لذا من المهم أن يتم الالتفات لعدة أمور من أهمها:
إن الخطاب الذي يتم توجيهه على المنابر في المساجد أو في الحلقات الدراسية العلمية يختلف عن الخطاب الذي يتم توجيهه من خلال المنابر السياسية حيث يختلف نوع المتلقي والاسلوب الذي يتأثر به فإذا كان المتلقي في المسجد جاء لكي يتعلم أمور دينه وكله ثقة في الداعية أو الخطيب الذي يوجهه فإن المتلقي الآخر تعتريه الكثير من المخاوف حول الاداء السياسي للإسلاميين ويستمع إلى العديد من وسائل الإعلام المحرضة ضدهم ويحتاج إلى يقين بأن اختياره كان صوابا, كما أنه لا يحتاج إلى توجيه ونصيحة ولكنه يحتاج إلى حل عملي لمشاكله الاقتصادية والاجتماعية والحياتية التي أرهقته طوال عشرات السنين, كذلك ليس كل من يستمع إليهم في منابرهم السياسية من المؤيدين فالبعض من المعارضين الذين يتلمسون العثرات والثغرات فمن الواجب الحذر في استخدام الالفاظ والعبارات التي تحتمل معاني مختلفة, ومن الامور التي ينبغي الانتباه إليها أيضا أسلوب الخطاب والذي ينبغي أن يركز على عقول الناس وليس عواطفهم وتقديم حلول واضحة لمشاكلهم بشكل مبسط بعيدا عن العبارات المعقدة والتي يستخدمها مدعو الثقافة وأدت إلى ابتعاد عامة الناس عنهم.
كما أن على الإسلاميين معرفة أولوياتهم جيدا وعدم الانزلاق وراء ردود الافعال وترتيب هذه الاولويات ووضع الأكثر أهمية أولا دون أن أن يعني ذلك تجاهلها بشكل كامل, كما أن عليهم وضع الامور في نصابها وتقدير المصالح والمفاسد بشكل شرعي وبعيدا عن الاهواء والمصالح الخاصة مع الرجوع في ذلك للعلماء المشهود لهم بالعلم وفهم الواقع معا حتى لا يترتب على إنكار منكر ما مفسدة أكبر منه..
سيتعرض الإسلاميون لاستفزازات كبيرة ولمصاعب جمة إذا وكلت إليهم المسؤولية فعليهم حسن اختيار الاشخاص الذين يجيدون العمل والالتحام مع الناس والابتعاد عن أصحاب الولاء للحزب أو الجماعة على حساب الكفاءة والنزاهة ولا ينسوا التجربة الجزائرية والتركية والتي بنت نجاحها السياسي اللاحق على خدمات واسعة قدمتها للشعب من خلال البلديات..الاختلاف الذي يسود بين بعض الجماعات الإسلامية قد يتم استغلاله من قبل أعداء التيار الإسلامي لتشويه صورتهم لذا ينبغي التعامل معه وفقا للآداب الشرعية والاخلاق الكريمة فليس من المعقول أن يكون العلمانيون أحيانا أقرب للتحالف مع بعض الإسلاميين من إخوانهم في نفس المنهج بسبب التحزب والعصبية والرغبة في التفرد والظهور وهي أمور تعادي الإخلاص الواجب الالتزام به من أصحاب المنهج الإسلامي...
الحرب التي أعلنها العلمانيون بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات ستزداد شراسة وستمول بقوة من الداخل والخارج عند تولي المسؤولية وليس المطلوب التفرغ للرد على كل عاوي فيضيع الوقت الذي من المفترض أن يستغل لخدمة المواطنين الذين سيكونون الحصن الواقي ضد هذه الهجمات التي ستتهدم على صخرة الإنجازات التي سيتم تحقيقها بالجد والاجتهاد.. وللحديث بقية.
خالد مصطفى
11/1/1433 هـ
خالد مصطفى
11/1/1433 هـ