من أقوال السلف في الدعوة إلى التوحيد

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

للسلف رحمهم الله أقوال كثيرة في الدعوة إلى التوحيد, اخترت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • التصنيفات: أخبار السلف الصالح -

                    

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أكرمه الله جل وعلا فعرف التوحيد, وعمل به, فعليه أن ينقذ  غيره ممن هو واقع فيما ينافيه, أو ينفي كماله الواجب, أو يقدح فيه, وذلك بدعوته إلى التوحيد, وترك البدع, واجتناب المعاصي.   

وللسلف رحمهم الله أقوال كثيرة في الدعوة إلى التوحيد, اخترت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • خير الناس من دعا الناس إلى التوحيد:

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: خير الناس للناس أنفعهم لهم, ولا نفع أعظم من الدعاء إلى التوحيد والطاعة, والنهي عن الشرك والمعصية.

  • التوحيد أول ما دعا إليه جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام:

& قال العلامة السعدي رحمه الله: جميع الأنبياء...أول ما يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له, وهي طريقة سيدهم وإمامهم صلى الله عليه وسلم, لأنه قام بهذه الدعوة أعظم قيام, ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة, والمجادلة بالتي هي أحسن, ولم يفتر ولم يضعف حتى أقام الله به الدين, وهدى به الخلق العظيم, ووصل دينه ببركة دعوته إلى مشارق الأرض ومغاربها.

  • الدعوة إلى التوحيد من أعظم ما يجب على الوالي أن ينشره بين الرعية:

& قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: من ولي شيئاً من أمور المسلمين, فإن أعظم ما يجب عليه أن يسوس الرعية بالكتاب والسنة, وينشر التوحيد من مشكاتهما, ويزيل ما يناقضه من مظاهر الشرك والوثنية.

& قال الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان: يجب على إمام المسلمين بعث الدعاة إلى توحيد الله تعالى, وتعليم الناس شرائع الإسلام, وأمرهم بالتزامها.

  • الدعوة إلى التوحيد:

& قال العلامة سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: الأمر الذي خُلقت له الخليقة...التوحيد...لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه...بل يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة...وإذا أراد الدعوة إلى ذلك, فليبدأ بالدعوة إلى التوحيد, الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله, إذا لا تصح الأعمال إلا به, فهو أصلها الذي تبنى عليه, ومتى لم يوجد لم ينفع العمل, بل هو حابط.

& قال العلامة عبدالله بن محمد ابن حميد رحمه الله: الإنسان...إذا...عرف التوحيد وعمل به, وعرف التوحيد وابتعد عنه, لا بد أن يدعو الناس إلى ذلك.

& قال العلامة عبدالرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله: الرجل إذا علم وجب عليه العمل, فإذا علم وعمل وجبت عليه الدعوة إلى الله, حتى يكون من ورثة الأنبياء وعلى طريقتهم وطريق أتباعهم....والدعوة إلى الله هي الدعوة إلى توحيده والإيمان به وبما جاءت به رسله.

& قال العلامة صالح الفوزان: الثقافة التي تنفع هي معرفة التوحيد الصحيح ومعرفة ما يضاده من الشرك أو ينقصه من البدع والمحدثات هذه هي الثقافة الصحيحة وهذا هو المطلوب من المسلم ومن طالب العلم أن يعرف التوحيد وأن يدعو إليه.

& قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ: من تمام التوحيد: أن يدعو المرءُ غيره إلى التوحيد, فإنه لا يتم في القلب حتى تدعو إليه, وهذه حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله.

& قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: الله بعث الرسل إلى أقوامهم يدعونهم إلى التوحيد, والرسل بعثوا أفرادًا من أمتهم يدعون الناس إلى طاعة الله وإفراده بالعبادة, وتوحيده سبحانه, ولا شك أنهم يدعون الناس إلى الدين كله, ولكن يقدمون التوحيد قبل كل شيء, لأن التوحيد شرط لصحة الأعمال.

  • يبدأ الداعية بالدعوة إلى التوحيد إذا كان في قوم كفار أو عباد قبور:

& قال العلامة ابن باز رحمه الله: المدعَون يختلفون, فإن كان في قوم كفار كعباد الأوثان واليهود والنصارى يبدأ بما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم, يبدأ بتوحيد الله, ودعوتهم إلى توحيد الله, ودعوتهم إلى معنى لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

وأما إذا كان مع قوم يدعون الإسلام ويقولون: إنهم مسلمون, فإنه يدعوهم إلى تحقيق هذه الدعوى, ويبين لهم تحقيقها, وأن دعوى الإسلام ليس مجرد قول, بل لا بد من تصحيح هذا القول, ويبين لهم معنى " لا إله إلا الله. إذا وقعوا في الشرك بعبادة القبور وأهل القبور يبين لهم هذا الأمر حتى يخرجهم من ظلمات الشرك.

وإن كان أمر الصلاة والصوم عندهم معروفًا, لكن يبين لهم أن الصلاة والصوم والزكاة والحج وأشباه ذلك لا تنفع أهلها حتى يصححوا هذا الأصل, وأنتم عندكم كذا وعندكم كذا إذا أمكن ذلك. فإذا أمكن ذلك يبدأ معهم بتعظيم الصلاة وتعظيم الزكاة وتعظيم بر الوالدين, ويبين لهم الأمور, حتى يركنوا إلى علمه ويعرفوا فضله, ثم يطمئنوا إليه, ثم ينتقل معهم إلى تصحيح العقيدة, لأنه إذا بدأهم بما هم عليهم من الشرك قد ينكرونه, ولا يستجيبون, لأنهم ليس من جنس الذين ليس عندهم صلاة ولا صوم, فهؤلاء يدعون إلى الإسلام.

  • المجددون لدعوة خاتم الرسل يبدؤون بالدعوة بالتوحيد:

& قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: المجددون لدعوة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم, على هذا الصراط المستقيم الثابت على تطاول القرون...كلهم أول ما يبدؤون برفع راية التوحيد, وتحقيق كلمة الإخلاص, والنذارة عن الشرك, وطرح مظاهره, والتطهير من خفاياه. وتأمل سراً أن الدعوة متى كانت كذلك, كان أهلوها أعمق في دين الله, وأبعد عن البدع والأهواء المضللة.

  • كل دعوة تهمش التوحيد ولا تهتم به, فهي دعوة خاسرة:

& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: كل دعوة لا تقوم على التوحيد فإنها دعوة فاشلة لا تحقق أهدافها ولا تكون لها نتيجة كل دعوة تهمش التوحيد ولا تهتم به فإنها تكون دعوة خاسرة في نتائجها, وهذا شيء مشاهد معروف. وكل دعوة تركز على التوحيد فإنها تنجح بإذن الله وتثمر وتفيد المجتمع كما معروف من قضايا التاريخ.

  • لم يراع الأمانة من قال: إن الدعوة إلى التوحيد غير مهم:

& قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ: يجب أن يُفهم كيف تُحقق الدعوة في حياة الناس ؟ وكيف يدعو المرء إلى دين الله عز وجل, وأن تكون دعوته على وفق الإسلام الصحيح؟ إذا كان...يدعو إلى شيء من الإسلام, ويقول الشيء الآخر غير مهم, كالذين يقولون: إن الدعوة إلى العقيدة والتوحيد وتفهيم ذلك الناس غير مهم, وبيان التوحيد والشرك وما يضاد حقيقة الإسلام أن هذا ليس بمهم, المهم كذا وكذا.

هؤلاء أيضاً لم يراعوا الأمانة, ولم يأتوا بالإسلام الذي أمر الله عز وجل به.

  • الدعوة إلى التوحيد قبل الإجابة على الاستفتاء:

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: يوسف عليه الصلاة والسلام لما سأله الرجلان عن الرؤيا التي رآها كل واحد منهما دعاهما إلى التوحيد قبل أن يُجيبَهما.

وهذه مسألة هامة، فإذا جاء إنسان يسألك، فاعلم أنه جاء مفتقرًا إليك سيقبل ما تريد، فابدأه أولًا بنصيحة إذا كان مُتلبِّسًا بشيء يجب إنكاره.

  • الدعوة إلى التوحيد حتى في وقت الشدة:

& قال الإمام السعدي رحمه الله: كما أن على العبد عبودية لله في الرخاء, فعليه عبودية له في الشدة, فـ " يوسف " عليه السلام, لم يزل يدعو إلى الله, فلما دخل السجن استمر على ذلك, ودعا الفتيين إلى التوحيد, ونهاهما عن الشرك.

                     كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ