يتكلم بالكلمة من سخط الله

أبو الهيثم محمد درويش

تعج شوارعنا ومنتدياتنا وفضائياتنا بل ومؤسساتنا التعليمية  بكلمات وسلوكيات لو عرضت على الشرع لكانت النتائج محرجة أشد الإحراج لما سنقف عليه من سوء سلوك وتدني أخلاق.

  • التصنيفات: مجتمع وإصلاح -

الحمد لله رب العالمين

تعج شوارعنا ومنتدياتنا وفضائياتنا بل ومؤسساتنا التعليمية  بكلمات وسلوكيات لو عرضت على الشرع لكانت النتائج محرجة أشد الإحراج لما سنقف عليه من سوء سلوك وتدني أخلاق.

قال صلى الله عليه وسلم:  « وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ. » [الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري]

ولو تأملنا كأفراد مغبة الوقوع في سخط الله تعالى وعقاب صاحب كلمة السوء التي لا يلقي لها بالاً كالغيبة والسب والهمز واللمز والسخرية والوقوع في أعراض الناس ... إلخ لعلمنا أننا كأفراد ومجتمعات في أشد الحاجة إلى توبة نصوح ورجوع إلى الله عز وجل.

وعلينا أن ندرك أن اللِّسانُ مِن نِعَمِ اللهِ العَظيمةِ، ولَطائفِ صُنعِه البَديعةِ؛ فإنَّه مع صِغَرِ جِرْمِه قدْ يكونُ سَببًا في دُخولِ الجنَّةِ، أو انْكِبابِ صاحِبِه على وَجْهِه في النَّارِ؛ لذا يَنْبغي للمُسلِمِ أنْ يَحفَظَ لِسانَه.

فما نحن سوى مجموعة من الكلمات والأفعال وردود الأفعال والمواقف، سنلقى بها الله، فوا خجلاه من رب العالمين.

فالإنسان قد يوهم نفسه بالأمان من العقوبة وإنَّه لَيتكلَّمُ بالكَلمةِ الواحدةِ مِمَّا يَكْرَهُه اللهُ ولا يَرْضاهُ، لا يَلتفِتُ بالُه وقلْبُه لعِظَمِها، ولا يَتفكَّرُ في عاقِبتِها، ولا يَظُنُّ أنَّها تُؤثِّرُ شَيئًا، ولكِنَّها عندَ اللهِ عَظيمةٌ في قُبحِها، فيَهْوِي بها -أي: يَنزِل ويَسقُط بسَببِها- في دَرَكاتِ جَهَّنَمَ.
وهذا تَحذيرٌ للمُسلِمِ مِن خُطورةِ الكَلِمةِ؛ فإنَّ الكَلِمةَ إذا لم تَخرُجْ مِن الفَمِ فالإنسانُ مالِكُها، فإذا خرَجَت كان أسِيرَها.

أمثلة لكلمات تجلب السخط منتشرة في مجتمعاتنا: 

سب الدين 

رد الأحكام الشرعية 

الاستهزاء بأحكام الشرع

الغيبة 

السخرية

النميمة

قذف المحصنات ومنه الشتم بالأمهات وإلصاق التهم بهن ولو من باب اللهو واللعب.

وغيرها من كلمات السوء المنتشرة في مجتمعاتنا والتي يجب أن تكون منها توبة عاجلة على مستوى الأفراد والمجتمعات.

والله من وراء القصد