دُرَر مختصرة من أقوال الحسن البصري رحمه الله

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

دُرَر مختصرة, من أقوال الحسن البصري, رحمه الله, كلّ دُرّة عبارة عن سطرٍ واحدٍ, أسال الله الكريم أن ينفع بها.

  • التصنيفات: أخبار السلف الصالح -

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه دُرَر مختصرة, من أقوال الحسن البصري, رحمه الله, كلّ دُرّة عبارة عن سطرٍ واحدٍ, أسال الله الكريم أن ينفع بها.

إن العبد المؤمن ليعمل الذنب فلا يزال كئيباً.

يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله طاقة, إنه من عصى الله فقد حاربه

إن ذل المعصية في قلوبهم, أبى الله عز وجل إلا أن يُذلّ من عصاه

قال رجل له إني أحب قيام الليل وأعدّ طهوري, فما لي لا أقوم؟ قال ذنوبك قيدتك.

كان إذا رأى السحاب قال: في هذا والله رزقكم ولكنكم تُحرمونه بخطاياكم وذنوبكم

كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد.

كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد.

من عرف الدنيا زهد فيها.

من آثر دنياه على آخرته, فلا دنيا له ولا آخره.

من أحب الدنيا وسرته, خرج حُب الآخرة من قلبه

الدنيا دار بلاء, ثم دار فناء, والآخرة دار جزاء, ثم دار بقاء.

بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً, ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.

من نافسك في دينك فنافسه, ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.

إذا رأيت الناس يتنافسون في الدنيا فنافسهم في الآخرة فإنها تذهب دنياهم وتبقى الآخرة

أدركت أقوامًا لا يفرحون بشيء من الدنيا أتوه, ولا يأسون على شيء منها فاتهم.

رحم الله أقواماً كانت الدنيا عندهم وديعة فأدوها إلى من ائتمنها عليها ثم راحوا خفافاً

لكل أمة صنم يعبدونه, وصنم هذه الأمة الدينار والدرهم.  

ما أعزّ أحد الدرهم إلا أذله الله عز وجل

بئس الرفيق الدرهم والدينار, لا ينفعانك حتى يفارقانك.

الدرهم والدينار...داما مكنوزين فما يضران ولا ينفعان, وإنما نفعهما بإنفاقهما في الطاعات.

والله ليبلغ من أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره, فيخبرك بوزنه, وما يحسن أن يصلي

المؤمن وقاف متأن, وليس حاطب ليل.

المؤمن لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يُحب.

المؤمن إذا طلب حاجة إن تيسرت قبلها بميسور الله وإن لم تتيسر تركها ولم يتبعها نفسه

المؤمن في الدنيا كالغريب, لا يجزع من ذلها, ولا يأنس في عزها, للناس حال وله حال

المؤمن من جمع إحساناً وخشية, والمنافق من جمع إساءة وأمناً.

إن المؤمن أحسن الظن فأحسن العمل, وإن المنافق أساء الظن فأساء العمل.

المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه, ما أردت بكلامي, ما أردت بأكلتي

تفكر ساعة خير من قيام ليلة.

الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك.

من وسع الله عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له.

من قتّر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأي له.

التقوى ما وقر في القلب, وصدقه القول والفعل.

ما زالت التقوى بالمتقين, حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام.

أفضل العلم: الورع, والتوكل.

العاملُ على غير علم يُفسدُ أكثر مما يُصلح.

من علم شيئاً فليعلمه, وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكه.

لباب واحد من العلم أتعلمه, أحب إليَّ من الدنيا وما فيها.

اطلبوا العلم طلباً لا تُضروا بالعبادة, واطلبوا العبادة طلباً لا تُضرُّوا بالعلم

اغد عالمًا أو متعلمًا أو منصتًا أو محبًا لذلك, ولا تكن الخامس فتهلك.

كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره

الفقيه: الزاهد في الدنيا, الراغب في الآخرة, البصير بدينه, المداوم على عبادة ربه.

إن الرجل ليكون فقهيًا فيرى بعض القوم أن به عيًّا وما به من عيّ إلا كراهية أن يشتهر.

الفقيه الورع الزاهد المقيم على سنة محمد صلى الله عليه وسلم.

الفقيه لا يسخر بمن أسفل منه, ولا يهزأ بمن فوقه, ولا يأخذ على علمٍ علمه الله عز وجل حُطاماً

لا تملوا من الاستغفار

أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وفي طرقكم وفي أسواقكم, فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.

إن الموت فضح الدنيا, فلم يترك لذي لب فرحًا.

ما أكثر عبد ذكر الموت إلا رأى ذلك في عمله ولا طال أمل عبد قط إلا أساء العمل

ابن آدم تموت وحدك, وتدخل القبر وحدك, وتبعث وحدك, وتحاسب وحدك.

كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار.

عقوبة العالم...موت القلب قيل: وما موت القلب ؟ قال: طلب الدنيا بعمل الآخرة.

ما ازداد صاحب بدعة إلا ازداد من الله بُعدًا.

ما ابتدع رجل بدعة إلا تبرأ الإيمان منه.

ليس لصاحب بدعة, ولا  لفاسق يعلن فسقه غيبة

ما من داء أشدّ من هوى خالط فلبًا.

لا تمكن أذنيك صاحب هوى فيمرض قلبك.

لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم.

قال له رجل أخاصمك في الدين فقال قد أبصرت ديني فإن كنت أضللت دينك فالتمسه

كان ينهي عن الخصومات في الدين, ويقول: إنما يخاصم الشاك في دينه.

ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه.

من كثر كلامه كثر كذبه, ومن كثر كذبه كثرت ذنوبه.

من ساء خلقه عذب نفسه.

حسن الخلق: بسط الوجه, وبذل الندى, وكف الأذى.

قوله تعالى (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) قال حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا

إنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا.

إنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.

أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم لله عز وجل في الدنيا.

ترك الذنب أيسر من طلب التوبة

التوبة النصوح أن يكون نادماً على ما مضى مجمعاً على ألا يعود فيه

التوبة النصوح ندم بالقلب, واستغفار باللسان, وترك بالجوارح, وإضمار أن لا يعود

أصول الشر ثلاثة: الحرص, والحسد, والكِبر.

الكبر منع إبليس من السجود لآدم.

الحرص أخرج آدم من الجنة.

الحسد حمل ابن آدم على قتل أخيه.

ينبغي للوجه الحسن أن لا يشين وجهه بقبح أفعاله

ينبغي لقبيح الوجه أن لا يجمع بين قبيحين.

من عرف ربه أحبه.

اعلم أنك لا تحب الله, حتى تحب طاعته.

ما عال من اقتصد.

المسلم مرآة أخيه.

كثرة الضحك تميت القلب.

أفضل أخلاق المؤمن العفو.

أحبُّ عباد الله إليه أكثرهم ذكراً.

من ابتغى الخير اتقى الشر.

إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك.

لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه.

هل الملك إلا مركب وخادم ودار.

لا تفرط في حب. ولا تفرط في بغض.

عظ الناس بفعلك, ولا تعظهم بقولك.

يرحم الله رجلاً لم يغره ما يرى من كثرة الناس.

ابتلى أيوب عليه السلام: سبع سنين وأشهراً.

إن من الإنس شياطين كما أن من الجن شياطين.

من أحسن القول, وأساء العمل كان منافقًا.

كانوا يجتهدون في الدعاء, ولا تسمع إلا همسًا.

استوى الناس في العافية, فإذا نزل البلاء تباينوا.

نزل القرآن ليُتدبر ويُعمل به, فاتخذوا تلاوته عملاً.

ذهب الناس والنسناس, نسمع صوتاً ولا نرى أنيساً.

إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم, وإذا أدبرت عرفها كل جاهل.

كانوا يقولون: المدارة نصف العقل, وأنا أقول: هي العقل كله.

ما لي لا أرى زمانًا إلا بكيت منه, فإذا ذهب بكيت عليه.

الحج المبرور...أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة.

يصبح ابن آدم بين نعمة زائلة, وبلية نازلة, ومنية قاتلة.

من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فصلاته وبال عليه.

ليس بين العبد وبين ألا يكون فيه خير إلا أن يرى أن فيه خيرًا.

الصبر كنز من كنوز الجنة, لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده.

قيل له: ما السخاء ؟ قال: أن تجود بمالك في الله عز وجل.

استكثروا من الأصدقاء المؤمنين, فإن لهم شفاعة يوم القيامة.

ذهبت المعارف وبقيت المناكر, ومن بقي من المسلمين فهو مغموم.

من خوفك حتى تلقى الأمن, خير ممن أمنك حتى تلقى المخافة.

لا يزال العبد بخير إذا ما قال, قال لله, وإذا عمل, عمل لله عز وجل.

الحياء والكرم خصلتان من خصال الخير لم يكونا في عبدٍ, إلا رفعه الله بهما.

أحب العباد إلى الله: الذين يحببون الله إلى عباده, ويعملون في الأرض نصحًا.

الجاهل قلبه في طرف لسانه, لا يرجع إلى قلبه, ما جرى على لسانه تكلم به.

كم من مستدرج بالإحسان إليه وكم من مفتون بالثناء عليه وكم من مغرور بالستر عليه

قيل له: نراك طويل البكاء ! فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.

التواضع أن تخرج من منزلك, ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً.

المبادرة, المبادرة, فإنما هي الأنفاس لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم.

لا يتمُّ دينُ الرجل حتى يتمَّ عقلهُ, وما أودع الله امرأً عقلاً إلا استنقذه به يوماً.

لا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم فإذا فعلت ذلك استخفوا بك وأبغضوك.

قال رجل له: يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي! قال: أذبه بالذكر.

لا تستقيم أمانةُ رجل حتى يستقيم لسانه, ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه.

من ظلمك...لا تدع عليه, ولكن قل: اللهم أعنّي عليه, واستخرج حقي منه.

كنا نحدث أنه من غير أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه, ابتلاه الله عز وجل به.

المتهجدين من أحسن الناس وجوها...لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره

ما كان إبليس من الملائكة طرفه عين قط وإنه لأصل الجن, كما أن آدم أصل الإنس

لو علم الزاهدون العابدون أنهم لا يرون ربهم في المعاد لزهقت أنفسهم في الدنيا.

إذا أردتم أن تعلموا من أين أصاب المال, انظروا فيم ينفقه, فإن الخبيث يُنفق سرفًا.

ابن آدم لم تحسد أخاك؟ فإن كان الذي أعطاه لكرامته عليه فلم تحسد من أكرمه الله؟

ابن آدم صحيفتك...وكل بها ملكان كريمان يكتبان أعمالك فاعمل ما شئت وأكثر وأقلّ

تفقدوا الحلاة في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر...فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق

والله ما سلط الحجاج إلا عقوبة فلا تعترضوا عقوبة الله بالسيف ولكن عليكم بالسكينة والتضرع

العجب من ابن آدم يغسل الخراء بيده كل يوم مرة أو مرتين ثم يعارض جبار السماوات

أربع من كن فيه كان كاملاً: دِين يرشده وعقل يسدده وحسب يصونه, وحياء يقوده.

كان إذا أخبر عن أحد بصلاح قال: كيف عقله ؟ ما يتم دين امرئ حتى يتم عقله.

قال في أيام وجعه والله ما هي بشر أيام المسلم ذُكِّرَ فيها ما نسي من معاده وكُفِّرَ بها عن خطاياه

كان إذا دخل على مريض قد عوفي قال له: يا هذا إن الله قد ذكرك فاذكره, وأقالك فاشكره

رأى قوماً يزدحمون على حمل نعش بعض الموتى الصالحين, فقال: في عمله تنافسوا.

سئل عن رجل له أم فاجرة. فقال يقيدها فما وصلها بشيء أعظم من أن يكفها عن معاصي الله.

بكى عند موته وقال: نُفيسة ضعيفة وأمر مهول عظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.

            كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ