لا تقل لم أمر الله!
الأحكام التي شرعها الله لعباده وبيَّنها في كتابه الكريم، أو على لسان رسوله ﷺ، ليس لأحدٍ الاعتراضُ عليها ولا تغييرها؛ لأنها تشريعٌ مُحكَمٌ للأمة في زمان النبي ﷺ وبعده إلى قيام الساعة، فالواجب العملُ بتلك الأحكام عن اعتقاد وإيمانٍ من دون اعتراض.
- التصنيفات: - آفاق الشريعة -
ولكن قل: بِمَ أمَرَ الله؟
فالأحكام التي شرعها الله لعباده وبيَّنها في كتابه الكريم، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس لأحدٍ الاعتراضُ عليها ولا تغييرها؛ لأنها تشريعٌ مُحكَمٌ للأمة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى قيام الساعة، فالواجب العملُ بتلك الأحكام عن اعتقاد وإيمانٍ من دون اعتراض.
فلا يعترض على أحكام الله إلا سفيهٌ قد شابه اليهود؛ قال تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]، بل يجب شرعًا على المسلم أن ينقاد لشرع النبي صلى الله عليه وسلم انقيادًا تامًّا، وذلك علامة الإيمان الكامل؛ لقول الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، وقال سبحانه: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51]؛ أي: سمعًا وطاعة؛ ولهذا وصفهم تعالى بالفلاح، وهو نَيلُ المطلوب والسلامة من المرهوب؛ فقال: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51]؛ [ابن كثير]، والأصحُّ أن الفلاح ليس نجاة فقط، بل نجاة من المرهوب، وإدراك أو حصول للمطلوب، فالْمُفْلِحُ هو الذي نجا مما يكره، وأدرك ما يحب، ووظيفة المؤمن فيما إذا دُعِيَ إلى حكم الله ورسوله، أو فيما إذا اطَّلع هو بنفسه على حكم الله ورسوله، الواجب أن يقول: سمعنا وأطعنا، لا يلتفت يمينًا أو شمالًا، أو يؤوِّل أو يحرِّف.
فاعلم - أخي - أن المؤمن الكامل الإيمانُ يحب الله ورسوله، وأحكامَ الشريعة الإسلامية، وينقاد لها راضيًا بها، وتكون محبته لِما يحبه الله ورسوله أعظمَ من محبته لِما يشتهيه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
___________________________________________
الكاتب: نورة سليمان عبدالله