بيان اللجنة الدائمة للإفتاء حول تطاول (كشغري)
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بيانًا حول قضية الكاتب الصحافي حمزة كشغري الذي تطاول على الذات الإلهية، ومقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ ما أثار غضبًا عارمًا داخل المملكة وخارجها..
- التصنيفات: مذاهب باطلة -
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بيانًا حول قضية الكاتب الصحافي حمزة كشغري الذي تطاول على الذات الإلهية، ومقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم؛ ما أثار غضبًا عارمًا داخل المملكة وخارجها.
وأكدت اللجنة في بيانها أن الواجب على ولاة الأمر محاكمته (كشغري) شرعاً، كما الواجب على عموم المسلمين الحذر من مثل ذلك سواء بالقول أو بالكتابة أو بالفعل حذراً من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر.
وأضاف بيان اللجنة أن "الاستهزاء بالله ورسوله وبآياته وأحكامه من أعظم أنواع الكفر وهو ردة عن دين الله تعالى، وأن هناك إجماعاً من العلماء على كفر المستهزئ بالله ورسوله وآياته وأحكامه".
وأكدت اللجنة أن مَن استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من دينه فقد تنقصه واحتقره، واحتقار شيءٍ من ذلك وتنقصه كفرٌ ظاهرٌ وعداءٌ لرب العالمين وكفرٌ برسوله الأمين –صلى الله عليه وسلم-.
وأشارت صحف محلية سعودية إلى أن هذا البيان صدر عقب اجتماع اللجنة بالأمس، برئاسة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس اللجنة، وبحضور أعضاء اللجنة.
وكان الشيخ الدكتور ناصر العمر قد انتقد تطاول الكاتب على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وخصص درسه الأسبوعي أمس الأحد بمسجد خالد بن وليد في الرياض للحديث عن هذه القضية، وحذر الشيخ من غضب الله تعالى وعذاب يوشك أن ينزله بأمتنا إذا تهاونت في ذلك.
كما استنكرت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته الإساءات التي صدرت عن الكاتب السعودي حمزة كشغري ضد الذات الإلهية والرسول الكريم محمد صلى الله عيه وسلم.
ليست زلة قدم:
وقالت الهيئة: "إن هذه الإساءات ليست زلة قلم ولا خطأ في فهم، بل تعمد وصف الله تعالى بكلام شنيع، في طياته الضلال والانحراف البيِّن، وكذلك إساءة الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم، واستخفاف بجنابه الشريف".
وأضافت الهيئة أنها "ترجو الله تعالى أن ييسر على يدي خادم الحرمين وسمو ولي عهده من الردع لهؤلاء ما يُغلق به هذا الباب الخطير في الهجوم على الشريعة والتطاول على الله تعالى وعلى النبي صلى الله عليه وسلم".
وأفادت تقارير إعلامية أمس بأن كشغري غادر المملكة إلى الأردن، ومنها إلى الإمارات ثم إلى دولة شرق آسيوية، وذلك بعد أن تصاعدت الدعوات التي طالبت بمحاكمته.
كما أشارت وسائل إعلام مختلفة إلى أن خادم الحرمين الشريفين أصدر أمرًا بالقبض على كشغري، ومحاسبته فوراً جراء ما بدر منه.
مؤسسة البلاد تتبرأ من كشغري:
وفي تطور ذي صلة، أعلنت مؤسسة البلاد للصحافة والنشر تبرؤها من الكاتب حمزة كشغري، الذي تطاول على الذات الإلهية والرسول صلى الله عليه وسلم،
وبينت المؤسسة أنها أوقفت التعاون مع الكاتب كشغري منذ أكثر من خمسة أسابيع؛ لعدم ملاءمة توجهه منهج الصحيفة، معلنة في بيان توضيحي إخلاء مسؤوليتها عما ينشره الكاتب كشغري في الفضاء الإلكتروني؛ لعدم وجود أي علاقة عمل معها أو صفة للكاتب مع الصحيفة والمؤسسة.
نقلاً عن موقع مفكرة الإسلام
نص البيان:
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما صدر عن الكاتب الصحفي بجريدة البلاد السعودية ( حمزة كاشغري ) في تويتر من تطاول على الله تعالى وتشكيك في وجوده سبحانه وفي وجوب عبادته جل وعلا ، وما تبع ذلك من سوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتصريح بكراهية ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومما قاله هذا المذكور : ( أن قدرة الإله على البقاء ستكون محدودة لولا وجود الحمقى ) ( إن كل الآلهة الضخمة التي نعبدها كل المخاوف العظيمة التي نرهبها ، كل الرغبات التي تنتظرها بشغف .. ليست إلا من خلق عقولنا ) ( هناك تجارب علمية استطاعت فعلاً إطالة العمر ، وسيتحقق الخلود لو نجحوا في نقل العقل البشري للإله ) وقوله : ( ولو افترضنا وجود الله فإنه سيجعلكم في عينه على الدوام ما دمتم جيدين ) ومما قال في مقام النبي صلى الله عليه وسلم : ( في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت ، سأقول إنني أحببت أشياء فيك وكرهت أشياء ، ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى ) ( في يوم مولدك لن انحني لك ، لن أقبل يديك ، سأصافحك مصافحة الند للند ، وابتسم لك كما تبتسم لي ، واتحدث معك كصديق فحسب .. ليس أكثر ) ومن استخفافه بالقرآن قوله : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر حبي .. وما أوتيتم من القلب إلا قليلا ) .
ولا ريب أن الاستهزاء بالله ورسوله وبآياته وبشرعه وأحكامه من أعظم أنواع الكفر وهو رده عن دين الله ، ولقد جاء في كتاب الله الكريم كفر من استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل : {قل أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كنتم تَسْتَهْزِؤُن . لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، فهذه الآية الكريمة نص ظاهر وبرهان قاطع على كفر من استهزأ بالله العظيم أو رسوله الكريم أو كتابة المبين . وقد أجمع علماء الإسلام في جميع الأعصار والأمصار على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابة أو شيء من الدين ، وأجمعوا على أن من استهزأ بشيء من ذلك وهو مسلم أنه يكون بذلك كافر مرتد عن الإسلام .
والله سبحانه له صفة الكمال المطلق ، ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو أكمل الخلق وسيدهم وخاتم المرسلين وخليل رب العالمين ولقد صان الله رسوله صلى الله عليه وسلم وحماه مما قاله المبطلون ورماه به المفترون ، فقد كان أعف الناس وأنصحهم لله ولعباده وأرفعهم قدرا وأشرفهم نسبا وأشدهم صبرا وأقومهم بحق الله وتبليغ رسالته ، وأخشاهم لله وأتقاهم له ، وأزهدهم في كل ما يلوث مقامه العظيم ، أو يعوقه عن مهمته في الجهاد والنصح والتبليغ ، فمن استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من دينه فقد تنقصه واحتقره ، واحتقار شيء من ذلك وتنقصه كفر ظاهر وعداء لرب العالمين وكفر برسوله الأمين .
قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ في كتابه ( الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ) ، في حكم سب النبي صلى الله عليه وسلم ص 233 ما نصه : ( اعلم وفقنا الله وإياك ، أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه ، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به ، أو شبهه بشيء ، على طريق السب له أو الإزراء عليه ، أو التصغير لشأنه ، أو الغض منه والعيب له ، فهو ساب له ، والحكم فيه حكم الساب .. ، ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد ، ولا نمتري فيه تصريحا أو تلويحا ، وكذلك من لعنه أو دعاء عليه أو تمنى له أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه ، على طريق الذم ، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور ، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء أو المحنة عليه ، أو غمضه ببعض العوارض البشرية الجائزة ، والمعهودة لديه ، وهذا كله إجماع العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ) .
والواجب على ولاة الأمر محاكمته شرعاً ، كما أن الواجب على عموم المسلمين الحذر من مثل ذلك سواء بالقول أو بالكتابة أو بالفعل حذراً من غضب الله وعقابه والردة عن دينه وهو لا يشعر ، نسأل الله لنا وللمسلمين جميعا العافية من كل سوء إنه خير مسئول .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .
بيان عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو : أحمد بن علي سير المباركي
عضو : صالح بن فوزان الفوزان
عضو : عبدالكريم بن عبدالله الخضير
عضو : محمد بن حسن آل الشيخ
عضو : عبدالله بن محمد بن خنين
عضو : عبدالله بن محمد المطلق
الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ