الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم

ولقد تجلى الصدق في شخصية الصادق الأمين -صلى الله عليه وسلم- فلو كان الصدق رجلًا، لكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهيَّا لنتعرف عن كثب على الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.

  • التصنيفات: محبة النبي صلى الله عليه وسلم -

الصدق من أعظم الأخلاق التي يتصف بها إنسان؛ لذا كان محل عناية القرآن؛ فقال تعالى موجهًا نداءه لكل مَنْ آمن به ربًّا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]؛ للدلالة على أن المجتمع المسلم يجب أن يتصف بهذه الصفة الرائعة صفة الصدق؛ لأنها مفتاح كل خير.

 

ولقد تجلى الصدق في شخصية الصادق الأمين -صلى الله عليه وسلم- فلو كان الصدق رجلًا، لكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهيَّا لنتعرف عن كثب على الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.

مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ   **   مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ 

مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَـة   **   مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَـرَمِ 

مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَـــــة   **   مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِــــــمِ 

مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُـــهُ   **   مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَـــــمِ 

مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُـــــهُ   **   مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِــــــدَمِ 

مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَف   **   مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَـــــــمِ 

مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَـــــــا   **   مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَـــــمِ 

 

شهادة ربِّ العالمين بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم:

يكفيه -صلى الله عليه وسلم- فخرًا وشرفًا شهادة رب العالمين بصدقه في قوله، فقد قال الله تعالى مزكيًا له -صلى الله عليه وسلم-: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون} [الزمر: 33].

 

وصدق الله عز وجل حين قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: {بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِين} [الصافات:37].

 

وقال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:2: 4].

 

شهادة خديجة رضي الله عنها: وها هي عائشة تستدل على رعاية الله تعالى وحفظه للنبي -صلى الله عليه وسلم- بصفات الكمال ومنها الصدق؛ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ............... (إلى) قَالَ: فَجِئْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُونِي حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي الرَّوْعُ فَقُلْتُ» يَا خَدِيجَةُ مَا لِي؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَى عَلَيَّ فَقَالَتْ: أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقَ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ[1].

 

شهادة قريش بصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

أيها الإخوة الأحباب، لقد عرف النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ نعومة أظفاره بالصادق الأمين، واشتَهر ذلك بين الصغير والكبير، فلم يُجرب عليه كذبٌ قط؛ لما أرد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجهر بالدعوة، أراد بفطنته -صلى الله عليه وسلم- أن ينتزع منهم قبل إخبارهم بأمر الرسالة الشهادةَ له بالصدق في القول والعمل؛ ليقيم عليهم الحجة من أنفسهم؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، صَعِدَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي: «يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِي» - لِبُطُونِ قُرَيْشٍ - حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ اليَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ فَنَزَلَتْ:  {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 2][2].

 

«شهادة أبي سفيان - رضي الله عنه - للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالصدق أمام هرقل، قبل أن يسلم، عندما سأله هرقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عن سؤال هرقل لأبي سفيان: «.. فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا قَالَ»، وفي آخر القصة يقول هرقل لأبي سفيان: « وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ: لَا، فَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعِ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ يَذْهَبُ فَيَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَسَأَلْتُكَ)[3].

 

شَهِدَ الأنامُ بصِدْقِهِ حتى العِدَا      والحقُّ ما شَهِدَتْ به الأعداءُ

 

«شهادة أبي جهل لعنه الله»:

وها هو ألد أعداء النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي حاربه وحاول قتله أكثر من مرة، وألَّب على صناديد قريش، إنه عدو الله (أبو جهل لعَنه الله)، يشهد له -صلى الله عليه وسلم- بالصدق في دعوته ورسالته، وما منعه من الإيمان به إلا الكبر والحسد؛ قال المِسْورُ بنُ مَخْرمة - وهو ابنُ أختِ أبي جهل - لأبي جهل: يا خالي، هل كنتم تتَّهِمون مُحَمَّدًا بالكذِب قبلَ أن يقولَ ما قال؟ فقال: يا بنَ أختي، واللهِ لقد كان محمدٌ فينا وهو شاب يُدعَى الأمين، فما جرَّبنا عليه كَذِبًا قطُّ، قال: يا خال، فما لكم لا تتَّبعونه؟! قال: يا بن أختي، تنازَعْنا نحن وبنو هاشم الشرفَ، فأطعَموا وأطعَمْنا، وسَقَوا وسَقَيْنا، وأجارُوا وأَجَرْنا، حتى إذا تجاثَيْنا على الرُّكَب - وكنَّا كفَرَسَيْ رهانٍ - قالوا: مِنَّا نبيٌّ، فمتى نُدرِك مثلَ هذه؟

 

وقال الأخنسُ بنُ شريق يومَ بدرٍ لأبي جهل: يا أبا الحكم، أخبِرْني عن محمدٍ، أصادِقٌ هو أمْ كاذبٌ، فإنه ليس ها هنا من قريش أحدٌ غيري وغيرُك يسمعُ كلامنا؟ فقال أبو جهل: وَيحك! واللهِ إن محمَّدًا لصادق، وما كَذَب محمدٌ قط، ولكنْ إذا ذهبتْ بنو قُصَي باللواءِ والحِجابةِ والسِّقايةِ والنُّبوَّة، فماذا يكون لسائِر قريش؟[4].

 

صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجد والهزل:

أيها الإخوة، إن بعض الناس ربما يتجوز في باب الكذب، فيكذب مازحًا ليضحك الناس، ويظن أن ذلك من باب الفكاهة الجائزة، ولكنه في الحقيقة أمرٌ منهي عنه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بهْز بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَيْلٌ لِمَنْ يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ؛ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ»[5].

 

ولقد كان معلِّم البشرية الصدق، وكان يمازح أصحابه، ولكنه لا يقول إلا حقًّا وصدقًا صلى الله عليه وسلم.

 

عُرف عنه -صلى الله عليه وسلم- صدقه في الجد، أما في الهزل فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يَمزح مع أصحابه، ولكن لم يكن يقول إلا صدقًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَمْزَحُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا»[6].

 

ومن دعابته ومزاحه -صلى الله عليه وسلم- عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْمِلْنِي، قَالَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- «‌ «إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ»، قَالَ: وَمَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلَ إِلَّا النُّوقُ»[7].

 

قال صاحب عون المعبود رحمه الله: لَمَّا كان المتعارَف عند العامَّة في بادي الرَّأي استعمال ولدِ النَّاقة فيما كان صغيرًا لا يصلُح للركوب، وإنما يقال للصَّالح: الإبلُ - تَوَحَّش الرجلُ على فهم المعنى، فالإبل - ولو كبارًا - أولادُ النَّاقة، فيَصْدُق ولد النَّاقة بالكبير والصغير؛ اهـ[8].

 

صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في جميع حركاته وسكناته -صلى الله عليه وسلم-:

لقد كان -صلى الله عليه وسلم- صادقًا في جميع حركاته وسكناته، صادقًا في كل ما يتفوَّه به؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ عَنْ ذَلِكَ، قَالُوا: تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَكَلَّمُ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، قَالَ: فَأَمْسَكْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ، فَقَالَ: «اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ» [9].

 

حتى الإشارة بالعين لم يَرضها -صلى الله عليه وسلم- أن تكون خائنة، ففي الحديث عن مُصعبِ بن سعْدٍ عن سعْدٍ، قال: وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- النَّاسَ لِلْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى فَبَايَعَهُ بَعْدَ الثَّلَاثِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: مَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ، قَالُوا: وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ، أَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ أَعْيُنٍ» [10].

الاقتداء بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم:

وبعد أيها الإخوة الأعزاء، واجب علينا أن نقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صفة الصدق، فقد أمرنا وأخبرنا أن في الصدق هداية ورشادًا، وأن في الكذب غواية وضلالًا، وأن الصدق سبيل الأبرار، وأن الكذب سبيل الفُجَّار؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَالْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورُ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا»[11].

 

واحذَروا الكذب، فإنه من صفات المنافقين؛ ففي الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث مَن كُنَّ فيه كان منافقًا: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان»[12].

 

حصول البركة في الأرزاق:

أيها الإخوة، إذا أردتم البركة والغنى، فعليكم بالصدق، وإياكم والكذب؛ فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «البيِّعان بالخيار ما لم يتفرَّقا -أو قال: حتى يتفرَّقا - فإن صدَقا وبيَّنا، بُورِك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا، مُحِقَتْ بركة بيعهما» [13].

 

شهادة ضمان لدخول جنة الرحمن:

الصدق أحد الضمانات التي ينال بها المسلم الجنة؛ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنُ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا أَوْعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ».

قالوا: تحبُّ المصطفى العَدْناني   **   قلتُ: اشهدوا فهو الحبيبُ الثاني 

والأولُ اللهُ الذي خَصَّـــــــــــــه   **   بشفاعةٍ كبرى وبالقــــــــــــــــرآنِ