اختبار للتوكل
عبد الله بلقاسم الشهري
بعضهم مطمئن في رزقه، ويقول يكفيني راتبي، أو تقاعدي، أو دخل يأتيني من بيتي أو دكاني، فأنا مطمئن في رزقي متوكل على ربي...
- التصنيفات: أعمال القلوب -
بعضهم مطمئن في رزقه
ويقول يكفيني راتبي
أو تقاعدي
أو دخل يأتيني من بيتي أو دكاني
فأنا مطمئن في رزقي متوكل على ربي...
ويظن ذلك طمأنينة إلى الله وتوكلا عليه
وهذا إنما هو سكون وطمأنينة لهذا المعلوم من راتب أو تقاعد فلو تعرض شيء منه للانقطاع لخاف وقلق وارتبك...
وهذا الخوف من طبائع البشر
لكن المقصود ألا يتوهم العبد أنه حقق التوكل في رزقه بسبب راحة نفسه واعتماده على شيء معلوم.
والتزكية أن ينهض العبد في نفسه السكينة إلى الله وحده في غياب كل هذه الأشياء أو انقطاعها.
قال ابن القيم رحمه الله:
ومنه: اشتباه الطُّمأنينة إلى الله والسُّكون إليه بالطُّمأنينة إلى المعلوم وسكون القلب إليه. ولا يميِّز بينهما إلَّا صاحب البصيرة، كما يُذكر عن أبي سليمان الداراني رحمه الله أنه رأى رجلًا بمكَّة ــ أعزَّها الله ــ لا يتناول شيئًا إلا شربةً من ماء زمزم، فمضى عليه أيام، فقال له أبو سليمان يومًا: أرأيت لو غارت زمزم، أيشٍ كنت تشرب؟ فقام وقبَّل رأسه وقال: جزاك الله خيرًا حيث أرشدتَني، فإنِّي كنت أعبد زمزم منذ أيام، ومضى
وأكثر المتوكِّلين سكونهم وطمأنينتهم إلى المعلوم، وهم يظنُّون أنه إلى الله، وعلامة ذلك أنّه متى انقطع معلومُ أحدهم حضره همُّه وبثُّه وخوفه. فعُلِم أنَّ طمأنينته وسكونه لم يكن إلى الله.