صدقة السر تقيك الحر يوم القيامة
«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: «...وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ...»
- التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها - فقه الزكاة -
في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» [1].
معاني المفردات:
سَبْعَةٌ: أي سبعة أصناف من الناس.
فِي ظِلِّهِ: أي ظل عرشه[2].
يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: أي ظل عرشه.
إِمَامٌ عَدْلٌ: أي أحدهم إمام عادل، والمراد به صاحب الولاية العظمى، ويلتحق به كل من ولي شيئًا من أمور المسلمين، فعدل فيه.
وَشَابٌّ: خص الشاب؛ لأن العبادة في الشباب أشق؛ لكثرة الدواعي، وغلبة الشهوات.
نَشَأَ: أي نما، وتربى.
فِي عِبَادَةِ اللهِ: أي حتى توفي على ذلك.
وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ: أي كالمصباح، إشارةً إلى طول الملازمة بقلبه.
تَحَابَّا: أي اشتركا في جنس المحبة، وأحب كل منهما الآخر حقيقة لا إظهارًا فقط.
فِي اللهِ: أي في طلب رضاه، أو لأجله، لا لغرض دنياوي.
اجْتَمَعَا عَلَيْهِ: أي على الحب في الله إن اجتمعا.
وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ: أي على الحب إن تفرقا، يعني يحفظان الحب في الحضور والغيبة.
وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ: أي دعته إلى نفسها.
ذَاتُ مَنْصِبٍ: أي صاحبة مكانة عظيمة في المجتمع.
وَجَمَالٍ: أي صاحبة جمال فتان.
أَخَافُ اللهَ: أي أخاف معصية الله، وعقابه.
حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ: أي يده اليسرى.
مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ: أي ما تخرج يده اليمنى، وهذا من المبالغة في إخفاء الصدقة.
وَرَجلٌ ذَكَرَ اللهَ: أي بلسانه، أو بقلبه.
خَالِيًا: أي في موضع ليس فيه أحد من الناس، أو خاليًا من الالتفات إلى غير الله تعالى ولو كان في ملأ.
فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ: أي سالت بالدموع.
ما يستفاد من الحديث:
1- استحباب البكاء عند ذكر الله.
2- الحث على الاتصاف بالصفات السبعة المذكورة في الحديث.
3- تفاضل الناس في المحشر.
4- فضيلة الحب في الله.
[1] متفق عليه: رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031).
[2] انظر:فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن رجب (6 /51).
________________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني