المسجد الأقصى..حان وقت الزحف؟!
الدعوات الشعبية كثيرة لمواجهة العدو الصهيوني ، لكن عندما نتحدث عن الأنظمة العربية الرسمية فنجد أنهم لم يفعلوا في السابق سوى الإدانات والشجب بينما صمتت بعض الدول التي تريد الحفاظ على تطبيع علاقاتها مع " إسرائيل"...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
"المسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن المساس به".. كلمات يرددها علماء وجهات إسلامية وحتى مسئولين عرب كلما تعرض ثالث الحرمين الشريفين لاعتداء أو هجوم سافر من جانب اليهود المغتصبين الذين دأبوا على اجتياز كل الخطوط الحمراء في ظل صمت العرب والمسلمين إلا من التنديد والشجب .. تلك الجملة عادت لتتردد الآن مع التصعيد اليهودى المتطرف السافر ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية خلال اليومين الماضيين والمدعوم من سلطات الاحتلال لتنفيذ بشكل علني مخططات التهويد.
فبعد تكرار اقتحام قطعان المستوطنين للمسجد مؤخرا وقيام سلطات الاحتلال بإغلاق أبوابه على المصلين بالسلاسل الحديدية، ومطاردتها المصلين العزل داخل باحة المسجد، نددت مصر، والأردن، بجانب جامعة الدول العربية إجراءات الاحتلال لتهويد القدس المحتلة معتبرة أن المدينة والمسجد الأقصى المبارك وباقي المقدسات المسيحية والإسلامية هي خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
هذه الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها مجموعات يهودية متطرفة بشكل منتظم ، بينهم مجموعات تنتمي لحزب الليكود اليميني المتطرف في الحرم القدسي الشريف تحت حماية شرطة الاحتلال والاقتحامات التي تقدم عليها قوات الشرطة وحرس الحدود والتي تزايدت مؤخرا ، تشكل تصعيدا جديدا ضمن مسلسل تهويد القدس الذي يشمل توسيع الاستيطان وإحكام عزل القدس المحتلة وعمليات الحفر المستمرة للمسجد الأقصى.
لكن يبدو أن هذه الحلقة من مسلسل التهويد هي الأكثر خطورة حيث تعلن الجماعات المتطرفة جهارا استهدافها للأقصى وتستعد بمخططات تعلمها الحكومة جيدا بل إن أحد أبرز المتطرفين الذين يقودون هذه الحملات ينتمي الى حزب الليكود الحاكم، في حين تبرر تل أبيب ما يحدث من محاولات اقتحام من جانب شرطتها وحتى من جانب المستوطنين المتطرفين أن المصلين المسلمين يحتجون على وجود سياح وأن هؤلاء السياح وشرطة الاحتلال تعرضوا للرشق بالحجارة تبين من شهادات بعض الفلسطينيين أن حاخامات يهود كانوا هم الفاعلين!.
ويريد الصهاينة فرض سياسية الأمر الواقع وجعل عملية الاقتحام طبيعية، وصولا إلى إعطاء هؤلاء المتطرفين فرصة لإقامة الصلاة في المسجد المبارك، وذلك حسب اقتراحات منهم باقتسام المسجد الأقصى، وبالتالي إقامة الهيكل المزعوم.
ولم تسلم المقدسات المسيحية من تدنيس اليهود المتطرفين حيث كتب بعضهم عبارات معادية للمسيحية باللغة العبرية على جدران الكنيسة المعمدانية في القدس، من بينها "سنصلبكم" و"الموت للمسيحية".
وتزايدت الدعوات من داخل فلسطين للعالم الإسلامي والمجتمع الدولي إلى "التدخل لوقف الانتهاكات الصارخة والمتكررة" في باحة المسجد الاقصى، والتي واجهها الكثير من العلماء والجهات الإسلامية بالتأكيد على أن المسجد الأقصى خط أحمر، ولن يسمح المسلمون بالمساس به، بينما يتولى الآن المرابطون في المسجد الأقصى حمايته والحفاظ عليه من التدنيس الذي يرجع لعدم وجود رادع يردع الاحتلال عن أفعاله العنصرية.
كما ظهرت دعوات شعبية من عدد من شعوب الدول الإسلامية للزحف نحو حدود فلسطين يوم 15 مايو المقبل فى ذكرى النكبة، أو فتح باب الجهاد والقيام بانتفاضة فلسطينية عربية إسلامية، وذلك بعد نجاح ثوار الربيع العربي في الإطاحة بأنظمتهم القمعية، معتبرين أنهم الآن أمام عدو أقدم على أمر قد يعجل بنهايته.
الدعوات الشعبية كثيرة لمواجهة العدو الصهيوني ، لكن عندما نتحدث عن الأنظمة العربية الرسمية فنجد أنهم لم يفعلوا في السابق سوى الإدانات والشجب بينما صمتت بعض الدول التي تريد الحفاظ على تطبيع علاقاتها مع " إسرائيل" ، لكن الآن ماذا تنتظر هذه الدول أمام تصعيد الانتهاكات التي باتت تمس المقدسات الاسلامية في القدس والأقصى تحديدا؟
وإذا لم تتخذ هذه الدول موقفا عربيا إسلاميا موحدا وجادا ضد الجرائم الصهيونية والابتعاد عن البيانات والإدانات، فإن الشعوب الإسلامية يبدو أنها تقترب بالفعل من انتفاضة أو ثورة شبيهة بثورات الربيع العربي ولكن هذه المرة ثورة إسلامية عربية ضد الكيان الصهيوني المستعمر لتستطيع بحق أن تقول له إن "الأقصى والقدس خط أحمر لا يمكن تدنيسه أو المساس به".
إيمان الشرقاوي - 27/3/1433 هـ