دورات مكسيكية مجانية بالعربية

ملفات متنوعة

دراسةهادئة حول قضية المسلسلات المدبلجة وأثرها على المجتمع المسلم

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
إن بعض الأحداث والمواقف تؤثر في الإنسان حتى إنها لتصل إلى درجة تغيير أهدافه وطموحاته أو تغيير نمط حياته وقد تثير فيه التساؤلات تلو التساؤلات وماذا يمكن أن يفعل حيالها وغيرها.

[[ أخبرتني إحدى الأخوات أنها كانت في أحد المطاعم العائلية في دورة المياه الخاصة بالنساء وقد سمعت فتاة ( من الطبقة المخملية على ما يبدو ) تدعو صديقتها إلى حفلة ستقيمها، فاعتذرت الأخرى بسبب عدم محبة صديقها للحفلات. فقالت لها ( صاحبة الدعوة ) إنها ستكلمه وتقنعه، وعندما انتبهت لوجود تلك الأخت الملتزمة قامت بتغيير حديثها إلى اللغة الفرنسية والسيجارة في يدها الأخرى ثم ما لبثت أن أصلحت هندامها وعادت إلى مكانها، طبعا كاشفه والوجه مجمل بأحدث المكياجات. ربما تصدق أو لا تصدق لكن هذا حدث ويحدث وربما سمعت عن شيء مشابه لهذا أو قريب منه. ]]

نعم لم استطع إلا أن أضع اللوم على المسلسلات المدبلجة وقبل أن تخالفني الرأي دعني أوضح لك وجهه نظري.

خلال سنوات قليلة حدث تغير كبير وجذري في مستوى الأخلاق فعلى سبيل المثال إحصائيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية تشير إلى ازدياد مضطرد في عدد القضايا الأخلاقية والكثير منها خيانات زوجية ( تخيل معي : خلال شهر رمضان الماضي تم ضبط ما يقارب من 600 قضية أخلاقية في مدينة واحدة في مركز واحد فقط ).

والأحداث والمواقف المتكررة التي توحي بانحطاط أخلاقي، فهذا يفاخر بمعرفته لعدة فتيات وتلك تفاخر بهدية أهداها صديقها وأخرى تدعو صديقتها لحضور حفلة ستقيمها ويحضرها مجموعة من الشباب والشابات وفتاة أخرى تقنع أختها المتزوجة لتقيم علاقة مع شاب فهو يعرف كيف يبعث الحيوية والتجديد لحياتها التي طغت عليها الرتابة والكثير الكثير من الأمثلة.

ولكن ما هي القوة التي أحدثت هذا التغيير الهائل؟؟!!

  • مكونات المسلسل المدبلج:-


    • استمرار متواصل للمسلسل لمدة 200 حلقة أي على ما يزيد عن 6 أشهر ( تستطيع أن تقول أنها نوع من الدورات المكثفة).

    • ملابس النساء لا تكاد تخلو من أن تكون شفافة، قصيرة إلى ما فوق الأفخاذ، الصدور شبة عارية أو بملابس البحر ولا مانع أن تكون أحيانا بملابس النوم لإبقاء الشعور بالمتعة عند الرجل، والأناقة والتجمل عند النساء.

    • وجود عدد ليس بالقليل من الفتيان والفتيات مع وجود علاقة بينهم جميعا فيما عدا البعض منها التي يسلط عليها الضوء وذلك لإضفاء خلفية أن عدد كبير من المجتمع على هذا النمط من الحياة ( أي ما يسمى بالبرهان الاجتماعي).

    • إعطاء العلاقات المحرمة بين الشاب و الفتاة والخيانات الزوجية نوع من الرومانسية والتعاطف في نفس الوقت مع تصوير الأهل بالمتشددين والمضيقين على الفتاة وإظهار الزوج بحدة الطبع والجفاء في المعاملة وعدم تقدير تلك الزوجة اللطيفة ذات المشاعر الرقيقة والمرهفة ثم..........حسنا الآن إلى من سوف تميل إلى ذلك الزوج الوقح أم إلى ذلك الرجل الرومانسي الذي جاء ليخلص تلك الزوجة من شقاءها ويعطيها شيء من السعادة (يمكن يود البعض أن يقول له جزاك الله خير لو ما هو نصراني).

    • التركيز على الأحداث التي تبرر أن تخون الزوجة زوجها لأجله وتضخيمه وو....ثم تسليط الضوء على المشاكل التي ستحدث بعد ذلك وكيف أن الناس ومن حول الرجل وصديقته لا يقدرون وضعهما ولا يتعاطفون معهم من غير وجه حق، التركيز على مشاكل ابن أو ابنة الزنا وما تلاقيه من ضغوط نفسية و...ومرة أخرى خلق تعاطف مع نواتج المشكلة وليست المشكلة بذاتها ألا وهي العلاقة المحرمة (الزنا) إن تغيير نقطة التركيز هي كعدسة التصوير فهي لا تعطي الصورة الحقيقية كلها بل تسلط على جزء معين وتركز عليه وتكبره ( ومن هنا يأتي توجيه الكاتب والمخرج للجمهور بحيث يعزز المبادئ التي يريدها ويهمش أخرى).

    • كيفية التركيز على الأحداث، فهم يركزون على شكل الفتاة فهي جميلة،رشيقة، وأنيقة لإبقاء الجمهور من الرجال منجذبين إليها ومتعاطفين معها مهما فعلت أو أخطأت، على الطرف الآخر يركزون على الرجال بحيث يكونوا لبقين ويتكلمون بكلام عاطفي لإبقاء الجمهور من النساء متعاطفين معه (لعلمهم أن المرأة عاطفية وتحب الرومانسية) مع عدم إغفال جانب الوسامة فيهم (أي في الرجال الذين في المسلسل).......إضفاء موسيقى متوافقة مع حدث ما، مثال آخر زوجة تخون زوجها وعندما يكتشف ذلك ويواجهها يركزون على دموعها وعلى مظهرها الحزين للحصول على تعاطف الجمهور، أما الرجل فهو غاضب ويذهب ليشرب الخمر ليهدئ من غضبه وينسى!! بحيث يعطي انطباع أن الخمر جيد لتهدئة الانفعالات والغضب وتخفيف المصيبة.

    • طرح بديل خاطئ وإرساء مبدأ المعاملة بالمثل فعندما تكتشف الزوجة أن زوجها يخونها مع أخرى فهي تلجأ إلى حل ألا وهو أحيانا الانتقام منه بإقامة علاقة مع رجل آخر أي رجل حتى لو كان مع السائق.

    • إظهار أن فترة المراهقة لا بد أن تتخللها علاقات بين الشباب والشابات وأن من لم يقم علاقة في تلك الفترة فهو ربما يعاني من مرض ما أو هو خجول أو شاذ أي لا بد أن يكون به نقض ما، فينغرز في ذهن المشاهد الشاب أو الشابة أنه إن لم يكن على علاقة بالطرف الآخر فهو غريب الأطوار، وكذلك أن هذه العلاقة مبررة فهي مرتبطة بفترة المراهقة ولن تدوم طويلا!! وبعد بضع سنين ستكون ذكرى فقط من دون أن يكون لها أي مردود سلبي.


  • نتائج هذه الدورة المكثفة التي استمرت أكثر من 6 أشهر :


    • إعطاء مرجعيات (أي الخبرات التي يكتسبها الشخص بنفسه أو يستفيد من تجارب الآخرين) فهذا على علاقة مع تلك وهذه مع ذاك وتلك مع الآخر وكل شيء طبيعي وهذا ما يسمى بالبرهان الاجتماعي أي أن فئة كبيرة من الناس تفعل الشيء نفسه إذا هذا شيء صحيح والمعروف أن هذا ليس بصحيح في معظم الأحوال.

    • تغيير في مجموعة الكلمات والعبارات التي يستخدمها الفرد إلى التي تستخدم في ذلك المسلسل أو الآخر وهذا الأسلوب من أسهل الطرق للحصول على تغيير في نمط حياة شخص ما، كما يذكر في أشهر الكتب التي تتحدث عن التغيير الفعال ككتاب ( أيقظ قواك الخفية ) لكاتبه أنتوني روبنز.
      مثال هل ردة فعلك إزاء هذه العبارة " هذه الفتاة على علاقة غير شرعية مع شاب" مثل "هذه الفتاة زانية"!!

    • تغيير في نوعية الملابس التي ينتقيها الشباب ولابد انك تلاحظ انتشار مجموعة كبيرة من الملابس المشابهة لم في تلك المسلسلات.

    • ترسيخ قاعدة مغلوطة وهي أن الشباب والشابات في فترة المراهقة لا يجب أن يكون لهم هم في الدنيا إلا كيفية الحصول على علاقة ما وبالتالي لا هو الذي يصبح بالشخص الفعال في المجتمع ولا هي كذلك.

  • الثمرات:


    • محاولات الشباب المستمرة والمتواصلة للحصول على أي علاقة مع الطرف الآخر حتى لو كانت متزوجة.

    • ازدياد عدد القضايا الجنسية التي يتم ضبطها

    • ازدياد ملحوظة في عدد الخيانات الزوجية

    • ظهور جيل لا هم له إلا تفريغ شحنات جنسية هنا أو هناك.


ومن هذه النقاط السابقة أعتقد أنها معركة ضد الدين والأخلاق والقيم .. إنها ببساطة هي معركة ضد شرفنا ضد أختي وأختك وزوجة فلان وابنة فلان وإخواننا الشباب وأخواتنا الشابات، بالنسبة لي سأحاول الدفاع والقتال بقدر استطاعتي وبالنسبة لك أنا لا أعلم أين تريد أن يكون موقفك في هذه المعركة فأولا وأخيرا نحن نقاتل عن ديننا وعرضنا فلا تتأخر في دخول ساحة القتال.

  • بعض الحلول المقترحة:


    • إيجاد البديل النافع لتلك المسلسلات.

    • مراسلة أصحاب الفضائيات لإيقاف عرضها ( كما تم إيقاف عرض البوكيمون !! )

    • تنبيه الناس إلى خطرها.

    • تعجيل وتيسير الزواج بين الشباب والشابات.

    • تعلم وتحسين أسلوب التعامل بين الأزواج وزوجاتهم. ومن المراجع الجيدة أشرطة للأستاذ جاسم المطوع مثل : الطريق إلى السعادة الزوجية وأشرطة تنمية الحب بين الزوجين وأيضا : الكلمة الحلوة وفن احتواء المشاكل بين الزوجين وأشرطة أخرى للأستاذ خالد المنديل والشيخ ابراهيم الدويش كشريط السحر الحلال وأيضا بحـر الحــب .

    • غرس هم نشر الدين وإعلاء كلمة الله في فئة الشباب في المرحلة المتوسطة والثانوية من قبل المدرسين منبهين إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع شمله وأتته الدنيا راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" صحيح الجامع 6510.

    • أن تساهم أنت في إضافة بعض الحلول.

    • أن تحتفظ بهاتف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإبلاغ اقرب جهة لهم عن أي منكر تصادفه



أخي هل تريد أن تصون عرض مسلم؟

إذا ساهم في ما تستطيع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار" صحيح الجامع.
فكيف بمن حرص على حفظ عرض لأخيه ؟

والآن وفي الختام اعتقد أنك تعذرني لوضعي اللوم على المسلسلات المدبلجة.
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام