‏الأمة بين العزة والذلة

العزة والتمكين والنصر والظفر لم يكن أسبابها المباشرة نوع السلاح وشجاعة الفرسان - وإن كان هذا مطلوبًا من باب إعداد القوة- ولكن نصرَ الله ﷻ ومدده يأتي للرجال الذين يقفون على حدود الله ﷻ ويتقونه !.

  • التصنيفات: نصائح ومواعظ -

عندما كانت إمبراطورية الروم تحكم نصف الأرض، وإمبراطورية فارس تحكم النصف الآخر منها، كان العرب آنذاك يعيشون على هامش التاريخ، وكانوا خارج دائرة التأثير والصراع!

حتى أعزهم اللهﷻ بالإسلام ودخلوا دائرة التأثير وأصبحوا لاعبًا رئيسًا فيها، وحطّموا أكبر إمبراطوريات الأرض طغيانًا وكفرًا.

قال عمر بن الخطاب: ‏"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام..".
فلم يكن للعرب عزة ولا هيبة إلا بالإسلام، وقبله فهم أذلة مستضعفون!

وما زال المسلمون يتسيّدون الأرض، ويفتحون البلدان، وينشرون العدل فيها حتى وصلوا الصين وقلب أوروبا، وتوسّعوا في قارتي آسيا وأفريقيا، واستمروا على هذا النهج حتى انتشر بينهم الطغيان، وتفشّى فيهم الظلم، وابتعدوا عن مُراد اللهﷻ في التّمكين، وطلبوا العزّة في غير دين اللهﷻ، حينها بدؤوا بالانحدار والانحطاط والضعف، فخرجوا مرة أخرى من دائرة التأثير والصراع، وعادوا كما كانوا من قبل يتحكّم فيهم الروم والفرس.
‏"فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". 

ومن خلال الصورتين أعلاه يتبيّنُ لنا متى كنا أسيادًا على الأرض، نقوم بواجبنا الرباني، ونبلغ رسالاته خدمة للبشرية، ومتى كنا عبيد يتحكم بنا وبمقدراتنا أعداء الدين والبشرية من الروم والفرس.

‏فكلما تمسكنا بثوابت الدين مكّن الله ﷻ لنا في الأرض، وكلما فرّطنا بثوابت الدين سلّط الله ﷻ علينا أعداءنا يسوموننا سوء العذاب!

العزة والتمكين والنصر والظفر لم يكن أسبابها المباشرة نوع السلاح وشجاعة الفرسان - وإن كان هذا مطلوبًا من باب إعداد القوة- ولكن نصرَ الله ﷻ ومدده يأتي للرجال الذين يقفون على حدود الله ﷻ ويتقونه !.
‏"بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين".

_________________________________________
الكاتب: كتبه إياد العطية