أمسينا وأمسى الملك لله

كان رسول الله ﷺ إذا أمسى، قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير...».

  • التصنيفات: الأذكار -

عن عبد الله قال: كان رسول الله ﷺ إذا أمسى، قال: «أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذا الليلة وشر ما بعدها، وأعوذ بك من الكسل وسوء الكبَر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر».

في هذا الحديث خير وبركة وتعليم لهذا الكلمات وهي تشمل على معان منها أنه إذا أمسى وإذا أصبح يقر بأن الملك لله، وأن كل ملك في يد مالك الملك فإنما هو على سبيل المجاز، والملك حقيقة لله عز وجل، وأن الملك لله عز وجل ملكا وولاية واستحقاقا. 

فإذا قال العبد ذلك واعتقده بقلبه خرج من قلبه تعظيم ملوك الدنيا، ثم أتبع ذلك بالحمد لله، وذلك على نعمه الكثيرة التي لا تحصى، منها: انفراد الله تعالى بالملك، فإن الملك يغار من أن يكون الملك إلا له وحده، فإذا قضى سبحانه وتعالى بما يوافق محبة المؤمن تعين على المؤمن أن يحمد الله تعالى على ذلك القضاء، 

ثم أتبع ذلك بقوله: (لا إله إلا الله وحده) فنفى الإلهية عموما وأثبتها لله تعالى وأنه في ذلك وحده، ووكده بقوله: (لا شريك له) ثم أتبعه بقوله: (له الملك وله الحمد) فإنه لا يملك ان يخلص الحمد إلا الله عز وجل، ثم أثبت له القدرة بقوله (وهو على كل شيء قدير) حتى أنه ليعترف المؤمن عند توفيق الله تعالى له، أن الله سبحانه قد كان على خذلانه ومنعه قديرا.

وقوله: (رب أسألك خير ما في هذه الليلة) قوله (رب) بحذف النداء يدل على استشعار القرب، فإن المنادي إذا علم قرب المنادى حذف حرف النداء إلا في موضعين اقتضيا الاستحثاث وهما قوله: (وقال الرسول يا رب) وقوله: (وقيل يا رب).

وفي هذا الحديث دليل على أن الإنسان ينبغي أن يجدد الدعاء في كل صباح ومساء لأنه خلق جديد، فيؤتى له بذكر جديد، وقوله: رب أعوذ بك من الكسل، إنما استعاذ من الكسل لأنه من أهم ما استعيذ منه إذ هو سبب للتواني في الطاعات.

وقوله: (وسوء الكبر) إنما استعاذ في الكبر مما يسمى سوءا فإذا كان الكبر في طاعة الله وخدمته كان حسنا لا سوءا.

الإفصاح لابن هبيرة