العدوان الصهيوني ‏والعجز الإيراني الدلالات والمآلات

خطورة التغول الأمريكي الأوربي في المنطقة عبر المحتل الصهيوني وهو ما يوجب على الأمة كلها دولا وشعوبا الاستعداد لمواجهته فالعدوان الصهيوني على إيران لن يقتصر عليها بل سيشمل كل دولة في المنطقة

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -

هناك فرق كبير وتباين خطير غير مسبوق بين دلالات:
‏١- الموقف الرسمي للدول الإسلامية الرافض للعدوان الصهيوني على إيران كما عبرت عن ذلك المملكة العربية السعودية وتركيا وغيرهما من الدول العربية والإسلامية التي تنظر للموضوع كعدوان غير قانوني بحسب ميثاق الأمم المتحدة على دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي وعلى بلد من بلدان العالم الإسلامي بقطع النظر عن الخلاف مع السلطة والنظام الحاكم في طهران فالأنظمة تتغير والدول والشعوب باقية وهو عدوان قد تتعرض له أي دولة وشعب من دول وشعوب منظمة التعاون الإسلامي في ظل تفويض أمريكي أوربي مطلق للمحتل الصهيوني بإبادة شعب⁧ غزة⁩ وشن الحرب على أي دولة يريد كما حدث لسوريا بالأمس ولإيران الآن وقد يحدث لمصر أو السعودية أو تركيا غدا..


٢- وموقف شعوب الأمة بما فيها الشعب الإيراني نفسه غير المبالي كثيرا بالحرب ولا بالنظام الحاكم في طهران واستهداف قياداته الذي ذاقت منه شعوب الأمة في العراق وسوريا واليمن مثل ما ذاقت من المحتل الصهيوني في فلسطين!
‏وهي خسارة سياسية وأخلاقية كبرى لطهران قد تفوق خسارتها العسكرية في هذه الحرب فلأول مرة في تاريخها لا تتعاطف شعوب الأمة مع دولة من دول العالم الإسلامي تتعرض لحرب وعدوان صهيوني غربي!
‏وهي نتيجة طبيعية لحصاد نصف قرن من سياسات طهران الطائفية وبحور من الدماء والحروب الوظيفية التي شنها النظام الإيراني أو شارك فيها عبر ميليشياته مع المحتل الأمريكي الأوربي الروسي في عدوانه على دول وشعوب العالم العربي والإسلامي ابتداء من العراق وأفغانستان وانتهاء بسوريا واليمن وهي حروب طائفية وحشية استثارت لبشاعتها وشناعتها شعوب العالم الإسلامي كله وأفقدت نظام طهران أي تعاطف شعبي إسلامي وهي ردة فعل طبيعية لا يمكن تجاهل أسبابها الحقيقية ولو برفع شعارات المقاومة!


‏٣- وخطورة التغول الأمريكي الأوربي في المنطقة عبر المحتل الصهيوني وهو ما يوجب على الأمة كلها دولا وشعوبا الاستعداد لمواجهته فالعدوان الصهيوني على إيران لن يقتصر عليها بل سيشمل كل دولة في المنطقة قد تحاول الخروج عن سيطرة النظام الغربي فهو في حقيقته حرب أمريكية أوربية لمنع إيران من المضي قدما في مشروعها النووي ومنعها من تعزيز علاقتها بروسيا والصين والخروج من عباءة المعسكر الغربي الذي فتح لها الطريق للتمدد في مناطق نفوذه في الشرق الأوسط منذ الاحتلال الروسي لأفغانستان سنة ١٩٧٩م للحيولة دون وصول روسيا إلى الخليج العربي (درة التاج الأمريكي) وهو الدور الذي ظلت إيران تحافظ عليه حتى وقعت رسميا اتفاقياتها الإستراتيجية مع روسيا في يناير ٢٠٢٥م التي قال عنها المفكر الروسي دوغين (إن روسيا هي الآن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق حلم جنرالاتها منذ أيام الإمبراطورية الروسية، في الحصول على إمكانية الوصول إلى المحيط الهندي)!


‏وهو ما تعده واشنطن ولندن تجاوزا إيرانيا خطيرا للخطوط الحمراء وهو السبب الحقيقي لشن الحرب عليها لتعود إلى طاولة المفاوضات معها مجددا وما المحتل الصهيوني إلا قاعدة متقدمة وذراعا أمريكيا بريطانيا للمحافظة على نفوذ الحملة الصليبية في العالم الإسلامي وهو ما تؤكد كل المؤشرات على اقتراب نهايته بعد مئة عام من سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية واحتلال الغرب لبلدانها وفرض خرائط سايكس بيكو والسيطرة على القدس!

_____________________________________________
الكاتب: ‏بقلم أ.د. حاكم المطيري