سبل إحياء الدعوة

فالكثير منا يشتكي من المنكرات وتكاسل الدعاة،  وضعف الأئمة في أداء الواجب وغياب دور المساجد، مع كثرة فتن الشبهات الإلحادية والشهوات الإباحية.

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فالكثير منا يشتكي من المنكرات وتكاسل الدعاة،  وضعف الأئمة في أداء الواجب وغياب دور المساجد، مع كثرة فتن الشبهات الإلحادية والشهوات الإباحية، وانتشارها في الواقع والمواقع، ناهيك عن فتنة المخدرات التي تنخر المجتمع وما هذه الجرائم إلا بسببها.
والحق أن الدعوة إلى الخير قد ضعفت فعلا لأسباب كثيرة. والحل يكمن فيما يلي:

١- استشعار فضل الدعوة إلى الله:
 يقول الله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: ٣٣]، هذا بيان لشرف الداعية إلى الله تعالى، الحريص على هداية الخلق وأنه لا أحسن منه. ومن تدبر النصوص الشرعية علم فضل الدعوة ووجوبها.

٢- العناية بالدعوة الفردية: 
وهو أن يحمل كل مسلم هم الدعوة ولا ينتظر العمل الجماعي في جمعيات وحلقات ودورات و... بل عليه أن يدعو أقرب الناس إليه فالأقرب وكل حسب ما يحتاج فيما هو مقصر فيه. وهذا النوع من الدعوة سهل المأخذ عظيم النفع ولا يتوقف حتى في أحلك الظروف.

٣- عظم احتقار كلمة أو موعظة:
 فرُبَّ كلمة سارت وغيرت مجرى التاريخ فهذا البخاري جمع الصحيح بسبب كلمة سمعها في مجلس. قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كنا عند إسحاق بن راهويه فقال: لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله ﷺ، قال البخاري: فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع الجامع الصحيح. انظر: هدى الساري مقدمة فتح الباري لابن حجر (ص٧).

٤- العناية بالأطفال والشباب ومتابعتهم:
 فهم عدة المستقبل وحملة الراية، والملاحظ أن الكثير من الدعاة ومعلمي القرآن والآباء يعتنون بأطفال الابتدائي ويهملون المراهقين في الإعدادي والثانوي لصعوبة ذلك وتمرد بعضهم وهذا له أسباب قد يأتي بيانها في مناسبة أخرى إن شاء الله. 

٥- العناية بالوسائل المعاصرة لدعوة العامة والخاصة:
 وذلك باستثمار مواقع التواصل الاجتماعي وإعداد مقاطع قصيرة لدعوة العامة تعليما وتذكيرا وتحذيرا، كما أنه يجب إعداد برامج تكوينية عن بعد لإعداد النخب ومن يحمل الراية بعد.

٦- تطوير الخطاب الوعظي:
وذلك بالعناية بالتكوين  على ثلاث محاور:

الأول: التكوين المعرفي: وذلك بالتأصيل العلمي ومعرفة الرسالة، ثم معرفة مستقبل الرسالة أي المستهدفين والجماهير وما يصلح لهم، والمعرفة بسياق الرسالة أي مراعاة الزمان والمكان.

 والثاني: التكوين المهاري: وذلك بإتقان مهارات الإلقاء والخطابة، والتواصل الإيجابي مع الناس، والجودة في إنتاج وإخراج المادة الوعظية وتجديد ذلك.

 والثالث: التكوين التزكوي: وذلك بتزكية النفس وإخلاص القصد لله ومراقبته ومحاسبة النفس، ومعرفة أن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.

أخيرا ...الظاهر أننا سنبقى في الحضيض لقرون أخرى ما لم نسلك سبل النجاة.


ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها....إن السفينة لا تجري على اليبَس

___________________________________________


الكاتب: أحسن موسي