(وهُم مِن فزَعٍ يومَئذٍ آمِنُون)
أحداث يوم القيامة يوم الفزع الأكبر، ومن الآمنون يوم القيامة، واختر لنفسك سبيلَ أمنها.
- التصنيفات: الموت وما بعده -
الحمدُ للهِ الَّذي يَمُنُّ على أهلِ الإيمانِ بالأمانِ، ويُلقي الرُّعبَ في قلوبِ أهلِ الكُفرِ والطُّغيانِ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعدُ، فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
عبادَ الله:
دَخَلَ النبي ﷺ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟، قَالَ: وَاللَّهِ -يَا رَسُولَ اللهِ!- إِنِّي أَرْجُو اللهَ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» [1].
هكذا يحيا المؤمنُ في الدُّنيا، يحبُّ ربَّهُ، يرجُو رحمتَهُ ويخشَى عذابَهُ، طامعٌ راجٍ، لكنَّهُ خائفٌ مشفِقٌ، يُطيعُ ربَّهُ وهو وجِلٌ ألَّا يُقبَلَ منهُ، يَرى ذنوبَهُ كالجبلِ يوشِك أن يَسقُطَ عليهِ، يسيرُ بالخوفِ والرّجاءِ، حتى إذا لقيَ اللهَ يومَ القيامةِ أمَّنهُ ممَّا يخافُ.
إنَّهُ وعدُ اللهِ الذي قال -كما أخبرَنا نبيُّنا ﷺ-: «وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَأَمْنَيْنِ، إِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»الألباني في السلسلة الصحيحة (٧٤٢)." data-original-title="" title=""> [2].
أتدري ما معنى أن يؤمِّنَكَ اللهُ يومَ القيامةِ؟
تعالَ أُحَدِّثْكَ عن رِحلةٍ مِن الأمنِ والطُّمأنينةِ للمؤمنينَ، وأخرى من الخوفِ والفزَعِ للمجرمينَ.
الآنَ حيثُ انتهَت أنفاسُ العبدِ في الدُّنيا، وجاءَ الموتُ الذي قال فيه النبيُّ ﷺ: «إِنَّ الْمَوْتَ فَزَع»صحيح مسلم (٩٦٠)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما." data-original-title="" title=""> [3].
في تلكَ اللَّحظةِ لا يفزَعُ المؤمنُ، بل يسمَعُ بِشاراتِ ملائكةِ الرَّحمةِ تقولُ: {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت: ٣٠-٣٢].
أمّا الكافرُ فتَحُوطُه ملائكةُ العذابِ تَرهيبًا وضَرْبًا، قال الله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال: ٥٠].
ثُمَّ إذا كان المؤمنُ في قبرِه وجاءَته الملائكةُ لتُجْلِسَه وتَسألَه، قال النبيُّ ﷺ: «فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ، غَيْرَ فَزِعٍ، وَلَا مَشْعُوفٍ...» قال: «وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ، فَزِعًا مَشْعُوفًا» [4].
ثُمَّ يأتي بعدَ ذلك يومُ القيامةِ، حيثُ الفزَعُ الأكبرُ، حيثُ المخاوِفُ والأهوالُ العِظامُ.
يَنفُخُ إسرافيلُ في الصُّورِ نفخةَ البَعثِ، فإذا الأرضُ قد زُلزِلَتْ، والسَّماءُ انشَقَّتْ، والكواكِبُ انتثَرَتْ، والنُّجومُ انكدَرَتْ، والشَّمسُ كُوِّرَتْ، والبِحارُ فُجِّرَتْ وسُعِّرَتْ، والجِبالُ نُسِفَتْ وسُيِّرَتْ، والوُحوشُ حُشِرَتْ، والقُبورُ بُعثِرَتْ.
حينئذٍ يُحشَرُ الناسُ حُفاةً عُراةً مُشَاةً غُرْلًا، وتَرى الكافرينَ يُحشَرونَ على وُجوهِهِم عُميًا وبُكمًا وصُمًّا، والمتكبِّرونَ كأمثالِ الذَّرِّ يَغشاهم الذُّلُّ، وتدنو الشَّمسُ من رؤوسِ الخلائِقِ، في كَربٍ عظيمٍ.
يقول النبيُّ ﷺ: «تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الـخَلْقِ، حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي العَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا» [5].
إنَّه يومُ القيامةِ، يومُ الدِّينِ والجزاءِ والحسابِ، يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ، إنَّها الطَّامَّةُ الكُبرى، يومَ يتذكَّرُ الإنسانُ ما سعى، يومَ يَفِرُّ المرءُ مِن أخيهِ، وأمِّهِ وأبيهِ، تَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثيةً، عَنَتِ الوجوهُ للحيِّ القيومِ فلا تسمعُ إلَّا هَمسًا، لا أنسابَ ولا أحسابَ، بل هو الفَصلُ والحسابُ.
تتشقَّقُ السَّماءُ بالغَمامِ، وتتنزَّلُ الملائكةُ فتُحيطُ بالخلائقِ صَفًّا صَفًّا، ثمَّ يُؤتى بجهنَّمَ، وما أدراكَ ما جهنَّمُ؟ فيتذكَّرُ الإنسانُ وأنَّى له الذِّكرى.
يقول النبيُّ ﷺ: «يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا» [6].
أربعةُ مِليارٍ وتِسعمائةِ مليونِ ملَكٍ يجرُّون جهنَّمَ جرًّا، تكادُ تتقطَّعُ من الغَيظِ، ترمي بشرَرٍ كالقَصرِ.
الخَلقُ الآنَ بارزونَ، لا يخفى على اللهِ مِنهُم شيءٌ، الـمُلكُ للهِ الواحِدِ القَهَّارِ، تُوضَعُ الموازينُ، وتتطايرُ الصُّحفُ، ويُنصَبُ الصِّراطُ، ويُنادى على كلِّ عبدٍ ليُعرَضَ على ربِّهِ، يُكلِّمُه ليسَ بينَه وبينَه تُرْجُمانُ.
الآنَ تُبلى السَّرائرُ، وتَشهَدُ الجوارحُ، وتنطِقُ الألسُنُ والأيدي والأرجُلُ بما كانوا يصنعونَ.
في ذلك اليوم، كُلُّ نبيٍّ يقول: «إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي نَفْسِي»البخاري (٣٣٤٠)، وصحيح مسلم (١٩٤)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه." data-original-title="" title=""> [7] ، ونبيُّنا ﷺ قائمٌ على الصِّراط يقول: «رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ» [8].
يومٌ مقدارُه خمسونَ ألفَ سنةٍ، أهوالٌ وأفزاعٌ ومخاوِفُ، إلّا أنَّه على أهلِ الإيمانِ أمنٌ وأمانٌ.
أمّا الكفّارُ المجرمونَ فقلوبُهم هواءٌ قد نُزِعَت من صُدورِهم فصارَت في حلوقِهم من الرُّعبِ والفزعِ.
يَفزَعونَ إذا وُضِعَ الكتابُ فرأَوا فيه جرائمَهم لا يُنقَصُ منها جُرمٌ، قال سبحانه: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: ٤٩].
يَفزَعونَ إذا أوقفتهم الزَّبانيةُ على الجحيمِ يَحطِم بعضُها بعضًا، قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: ٢٧].
والفزعُ الأعظمُ عندما تذوقُ أجسادُهم عذابَ الجحيمِ، يأتيهمُ الموتُ من كلِّ مكانٍ، ثم يُذبَحُ الموتُ بين الجنّةِ والنّارِ، فييأسونَ من النَّجاةِ، ثم تُطبَقُ عليهم جهنَّمُ فهي عليهم مؤصَدةٌ.
أمّا أهلُ الإيمانِ فيتولّاهم ربُّهم بإيمانِهمُ الذي بشَّرَهم فقال: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء: ١٠٣].
لقد سألَ الصَّحابةُ رسولَ الله ﷺ فقالوا: «أينَ المؤمنونَ يومَئذٍ؟»، قال: «تُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ مِنْ نُورٍ، مُظَلَّلٌ عَلَيْهِمُ الغَمَامُ، يَكُونُ ذَلِكَ اليَوْمُ أَقْصَرَ عَلَى المُؤْمِنِينَ مِنْ سَاعَةٍ مِنْ نَهَارٍ» [9].
لكنْ مَن الآمنونَ يومَ القيامةِ؟
لا يأمنُ يومَ القيامةِ إلا المسلمونَ المؤمنونَ، فلا أمانَ لكافرٍ يومَ القيامةِ.
يُنادي اللهُ على أهلِ الإسلامِ والإيمانِ يومَ القيامةِ فيقولُ: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف: ٦٨-٦٩].
أمَّا الكافرونَ والمشركونَ والمنافقونَ فإنَّهم كما قالَ سبحانهُ: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} [سبأ: ٥١].
إِنَّ الكافرَ ألقى اللهُ الرُّعبَ في قلبِه في الدُّنيا ويَبعثُه فزِعًا يومَ القيامةِ، أَلَمْ يقُلِ اللهُ: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} [آل عمران: ١٥١].
أمَّا الموحِّدونَ الذينَ لم يُشركوا باللهِ شيئًا فإنَّهم كما قالَ اللهُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: ٨٢].
الإسلامُ الصّادقُ؛ قولُ «لا إلهَ إلّا اللهُ»، تلكَ الحسنةُ التي مَن جاءَ بها تصديقًا وعمَلًا أمَّنَهُ اللهُ يومَ المخاوفِ.
قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ * وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النمل: ٨٩-٩٠].
تذهَبُ المخاوِفُ يومَ القيامةِ عن هؤلاءِ المؤمنينَ، المتَّقينَ، الذين عملوا الصّالحاتِ وأصلحوا، قاموا بواجبِ الإصلاحِ ما استطاعوا.
قال الله: {فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأنعام: ٤٨].
وقال سبحانه: {فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأعراف: ٣٥].
وقال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: ٦٢-٦٤].
هذه الرُّباعيَّةُ: الإيمانُ، والتَّقوى، والعملُ الصالحُ، والإصلاحُ؛ صِفاتُ أولياءِ اللهِ الآمنينَ يومَ القيامةِ الأمنَ التامَّ، كما وصفَهم نبيُّنا ﷺ فقال: «هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ، لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ، تَحَابُّوا فِي اللهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللهُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا، فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ» [10].
يا عبدَ اللهِ! أنتَ في دارِ الدُّنيا، فاخترْ لنفسِكَ سلامتها وأمنَها، أو خوفَها وفزعَها.
يقول ربُّنا سبحانَه: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: ٤٠].
هل يستوي مَن يسمعُ الملائكةَ تُنادي عليه ليدخلَ الجنةَ تقولُ لهُ: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: ٤٦]، ومن: {يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [العنكبوت: ٥٥]؟
أرأيتم منْ قالَ اللهُ فيهم: {وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: ٣٧]، هل يستوون هم وهؤلاءِ الذين في دَرَكاتِ الجحيمِ لهم فيها زَفيرٌ وشَهيقٌ؟
_______________________________________________
- (1) جامع الترمذي (٩٨٣)، من حديث أنس رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (٣٤٣٦).
- (2) صحيح ابن حبان (٦٤٠)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٧٤٢).
- (3) صحيح مسلم (٩٦٠)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
- (4) مسند أحمد (٤٢٦٨)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (٣٤٤٣).
- (5) صحيح مسلم (٢٨٦٤)، من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه.
- (6) صحيح مسلم (٢٨٤٢)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- (7) صحيح البخاري (٣٣٤٠)، وصحيح مسلم (١٩٤)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
- (8) صحيح مسلم (١٩٥)، من حديث حذيفة رضي الله عنه.
- (9) المعجم الكبير (١٣/٥٥٣)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (٣٥٩٠).
- (10) مسند أحمد (٢٢٩٠٦)، من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٣٠٢٧).
__________________________________________
المصدر: مركز حصين للأبحاث والدراسات