ومضة تربوية
وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم مِن قبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارا"
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فالتربية عملية جد معقدة، وتحتاج لمعايير مهمة، ينبغي أن تكون في كل مربٍ:
أولا: أن يكون المربي على عقيدة صحيحة، وخلق حسن، نفسية مستقرة.
ثانيا: أن يكون المربي على مقدار جيد في العلم الشرعي.
ثالثا: أن يلم المربي بالعلم التربوي في الجملة؛ كأساليب التربية ووسائلها، ومهارات التواصل ونحوها.
فلا بد من القراءة في كتب تربية الأبناء، والكتب في ذلك كثيرة ومتفاوتة جودة وحسنا وحشوا.
وكلما كَبُر الطفل احتاج المربي إلى مزيد من العلم والمعرفة والمهارة في مهمته التربوية، خاصة في زمن التسمم الرقمي، وزمن تصدر التافهين، بل وزمن انتشار الإلحاد والشبهات.
ويتحمل الأبوان مغبة عدم التربية وسيتجرعان مرارة الإهمال؛ فالطبيعة لا تقبل الفراغ.
- قال الإمام ابن القيم: "من أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة.
وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم مِن قبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارا"
(تحفة المودود (ص ٣٣٧).
فازرع خيرا لتجني خيرا، واحذر من الأخطاء القاتلة في التربية؛ ككثرة الصراخ، وشدة الضرب. ونوِّع في الأساليب التربوية؛ مرة بالحوار، ومرة بالقدوة، ومرة بالصحبة، ومرة بالقصة، مرة بالوعظ، مرة بالمكافأة، ومرة بالثناء والتحفيز.
نسأل الله أن يصلح ذريتنا ويبارك فيهم. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_________________________________________
الكاتب: أحسن موسي