(وما كنتُ مُتَّخذَ المُضلينَ عَضُدا)
من الآيات المرعبة التي قلّ أن يُنتبه لها: {وما كنتُ مُتَّخذَ المُضلينَ عَضُدا}!
- التصنيفات: التفسير -
من الآيات المرعبة التي قلّ أن يُنتبه لها: {وما كنتُ مُتَّخذَ المُضلينَ عَضُدا}!
كلما مرت عليّ تدبرتها بوصفها تحذيرًا من الحرمان من "استعمال" الله عز وجل للمؤمن إذا مال إلى الباطل.
فـ "مُضلينَ" أي الذين يُضِلونَ أتباعهم عن الحق، فهذا سبب لحرمانهم من أن يُعزّ بهم الدين، بعبارة البقاعي: "ليس أهلًا لنُصرة الدين"، قال السعدي: "فاللائق بالله أن يُقصيهم ولا يُدنيهم"!
رغم أنه يُفهم من أول الآية أنها موجهة إلى أولياء الشيطان وهم الكفار، لكنه عدل عن الإضمار الذي يُفيد هذا الفهم في أولها إلى التصريح في آخرها بـ "المُضلينَ" لتأكيد وجه الذم في إضلال الناس، وأنه يستوي في ذمه أن يقع ابتداءً أو يطرأ على الإنسان، فكلاهما مذموم، وما أبدع قول الطاهر بن عاشور عن نهاية الآية: "العدول عن الإضمار لأن التذييل ينبغي أن يكون كلامًا مستقلًا".
فإن الله عز وجل الحق، ويُقيم الحق، ويهدي إلى الحق، فكيف يكون أهلُ الضلالة؛ أنصارَ الله!
والله، لو لم يكن في القرآن سوى هذه الآية في لزوم مراقبة المسلم للباطل وصيانة دينه منه؛ لكفى بها.
________________________________________
الكاتب: محمد وفيق زين العابدين