النفاق وأثره على المجتمع

النفاق مذموم قولاً واحداً لِما يترتب عليه فساد في المجتمع وانتشار الانحلال الأخلاقي كالكذب والخيانة والغدر

  • التصنيفات: مجتمع وإصلاح -

كتبت الأستاذة: شيرين حسن

النفاق مذموم قولاً واحداً لِما يترتب عليه فساد في المجتمع وانتشار الانحلال الأخلاقي كالكذب والخيانة والغدر.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ««تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ»» . [ رواه البخاري] ..

وعن عمار بن ياسر قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «:« مَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا كان لَهُ لِسَانَانِ مِنْ نَارٍ»» . [رواه البخاري] ..

والمنافق هو من خالف قوله فعله أو بمعنىً آخر من قال شئ وفي داخله نقيضه.

صنف الشرع هذا النفاق بالنفاق الأصغر الذي لا يُخرج صاحبه عن الملة ولكن يأثم عليه وصفات المنافق معروفة وموجودة في حديث النبي ﷺ ««أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ»» .  هذا نفاق عملي. 

هناك فرق بين المدارة (المجاملة) وبين النفاق فلا يجوز أن أمدح في شخص وهو ظالم ونعتبر هذه مجامله لأن المجاملة دخول السرور علي قلب مسلم كمدح في شكله أو لبسه أو أكله مثلاً..

وهذه المدارة مشروعة لأنها مجاملة دنيوية ليست دينية وهناك فرق بين من يتلطف مع الناس وبين من يقرهم على خطئهم ومعصيتهم لذا بين (الحافظ ابن حجر) الفرق بين المدارة (المجاملة) والمداهنة (النفاق) فقال: المداراة خفض الجناح للناس والرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن فعله وترك الإِغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه والإنكار عليه بلطف القول والفعل ولا سيما إذا احتيج إلى تألف وهي من أخلاق المؤمنين.

(فالمداراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق)

أما النفاق الأكبر هو من يُظهر الإيمان بالله ورسوله ﷺ وفي باطنه الكفر وهذا يُخرج صاحبه عن ملة الإسلام، وهو من الشرك الأكبر فالمنافقين مِنْ أسوأ أنواع الكفار، ومصيرهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار لأنهم زادوا على كفرهم الكذب والمراوغة والخداع للمؤمنين.  هذا نفاق قلبي اعتقادي.

أعاذنا الله وإياكم.