علمني كيف أصلي وأسلم عليه فكيف لي...؟؟!

محمد بوقنطار

كيف لي تحت طائلة المحبة ودعوى الاتباع أن أضع تركته جانبا، وأقصيها عمدا، ثم أطفق باحثا عن غير المسنون منها عند الأنداد والأبدال، لعمري هذا محض الخذلان وحقيقة شهادة الزور والتلبس بمثلبة البهتان

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -

 

كيف لي تحت طائلة المحبة ودعوى الاتباع أن أضع تركته جانبا، وأقصيها عمدا، ثم أطفق باحثا عن غير المسنون منها عند الأنداد والأبدال، لعمري هذا محض الخذلان وحقيقة شهادة الزور والتلبس بمثلبة البهتان، ويا ليت الإحداث استوعب الحرف وتلك كبيرة من الكبائر، لكن اعتساف القوم قد تجاوز الحد صاحبه فادعى الفضل والخيرية في رصيد الأجر والثواب لتلك الصلوات المحادثات، فلطالما سمعنا أن صلاة فلان الفلاني تعدل من الأجر ثواب ستين ختمة من القرآن، كبرت كلمة تندلق من أفمامهم إن يتخرصون إلا زيفا وكذبا وبهتانا...
ولقد قلبت وفتشت في ثرات سلفنا الصالح فكان مبلغي من العلم أنني لم أسمع كما لم أجد لأبي بكر رضي الله عنه صلاة على النبي بكرية، ولا لعمر الفاروق رضي الله عنه صلاة  عمرية، ولا لعثمان رضي الله عنه صلاة عثمانية، ولا لعلي رضي الله عنه صلاة عليوية، ولا للطلحة رضي الله عنه صلاة طلحية، ولا للزبير رضي الله عنه صلاة زبيرية، ولا لبلال رضي الله عنه صلاة بلالية، ولا لأحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين صلاة صحبية قط، مع أنهم المصطفون الأخيار، المحبون الأبرار، ذوو القدر العلي، والفخر الجلي، وصادق المحبة، وعظيم التضحية ونقي الخلة، وإنما ترجموا تلك المحبة التي كتبوا تفاصيلها بماء العيون باتباعه حذو القذة بالقذة، فلم يسجل عليهم التاريخ أن واحدا من ثلتهم الخيرة قد تقدم بين يديه، أو استدرك عليه في حضرته أو غيابه صلوات ربي وسلامه عليه،  فوضع وحاشاه تركته الطيبة المباركة جانبا، ليؤثر عليها قولا أو فعلا لغيره وسواه، فتلك كانت عندهم موبقة ومصيبة ومشاقة صريحة لله ورسوله، فقد تربوا على منقبة الاتباع، وعلموا علم اليقين أن طرق تلقي الأحكام عنه صلى الله عليه وسلم تكون على الحصر والقصر إما باللفظ أو الفعل أو الإقرار، وقد كفاهم حد الإشباع والإقناع والإبداع والإمتاع، فشهد له ربه بكمال الدين وتمام النعمة ورضي لهم سبحانه وتعالى الإسلام دينا، فكفونا رضي الله عنهم بأمانة نقل تركته وسندها الذهبي المتواتر المتصل مؤنة وحاجة الفزع إلى غيرهما فلا صلاة فلانية ولا صلاة علانية، ولا حضرة خلواتية...
 فمن زاد فقد اعتدى ومن نقص فقد بغى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، رفعت الأقلام وجفت الصحف.