الأبناء أمانة عظيمة في عنق كل أب وأم

المسلم العاقل الواعي الذي تعلم أمر دينه يدرك مسؤوليته الكبرىٰ إزاء أولاده الذين هم عقبه ونسله في هذه الحياة..."

  • التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام -

▪️ المسلم العاقل الواعي الذي تعلم أمر دينه يدرك مسؤوليته الكبرىٰ إزاء أولاده الذين هم عقبه ونسله في هذه الحياة؛ إذ يسمع قوله سبحانه وتعالىٰ:
{يا أيُّها الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أنْفُسَكُمْ وأهْلِيكُمْ نارًا وقُودُها النّاسُ والحِجارَةُ} [التحريم].

ويسمع قول النّبي ﷺ يضعه أمام مسؤوليته الكبرىٰ ونصب عينيه «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته»؛

وقد سارع الأنبياء إلى تربية أبنائهم وتفقد أحوالهم، هذا يعقوب - عليه السلام- قبل اقتراب أجله يسأل بنيه ليطمئن على سيرهم على التوحيد بعد موته: {ما تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي} وقرت عينه عندما أجابوا: {قالُوا نَعْبُدُ إلَهَكَ وإلَهَ آبائِكَ إبْراهِيمَ وإسْماعِيلَ وإسْحاقَ إلَهًا واحِدًا ونَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة ١٣٣].


وهذا إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام- يدعوان الله عليهم السلام {رَبَّنا واجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ومِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} الآية. [البقرة ١٢٨]، وهذا الدعاء من إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام- كما أخبر الله عن عباده: {رَبَّنا هَبْ لَنا مِن أزْواجِنا وذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أعْيُنٍ واجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إمامًا} [الفرقان ٧٤]

◆قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنما نتزوج ليُخرِج الله من أصلابنا ذرية تعبده "

واشتد حرص السلف على مباشرة تربية أبنائهم والقيام بهذه المهمة العظيمة 

▪️فَاحرصوا كل الحرص على تربية أبنائكم خاصّة في هذا الزمن كثر فيه الفتن سلمنا الله وإياكم من كل فتنة مضلة 
سبب الأول لانحراف الأبناء إنما هو إهمال الآباء لأبنائهم، فالأبناء من يهتم بتربيتهم في الصغر يجني ثمرات هذه التربية في الكبر وبعد الموت، فالعمل ينقطع عن الرجل إذا مات إلا من ثلاث، ومنها: 
(ولد صالح يدعو له)
هذا الولد هو ثمرتك إن صلحت صلح ولدك وولد ولدك واعلم أكثر مايصلح ولدك هو العمل الصالح والتقرب إلى الله سبحانه وتعالىٰ

أما الأبناء فإن رعايتهم والقيام على مصالحهم هي قبل كل شيء تقع على الآباء والأمهات، فقد أوجب الإسلام عليهم تربية أبنائهم تربية صالحة وملاحظة سلوكهم وتقييم تصرفاتهم، والعدل بينهم، وتعليمهم العلم النافع، وتوجييهم إلى الجدّ في العمل، والرغبة والأخلاق الحسنة».