العبادات والأذكار كالأدوية
من جميل المعاني التي تنبه لها بعض العلماء في العبادات و الأذكار المحددة شرعا أنها كالأدوية المركبة من عدة أخلاط، و هذه الأخلاط لابد من التقيد بمقاديرها و إلا لم ينجع ذلك الدواء.
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
من جميل المعاني التي تنبه لها بعض العلماء في العبادات و الأذكار المحددة شرعا أنها كالأدوية المركبة من عدة أخلاط، و هذه الأخلاط لابد من التقيد بمقاديرها و إلا لم ينجع ذلك الدواء.
•من ذلك قول الإمام الغزالي في (المنقذ من الضلال): وكما أن الأدوية تركب من أخلاط مختلفة النوع والمقدار وبعضها ضعف البعض في الوزن والمقدار، فلا يخلو اختلاف مقاديرها عن سر هو من قبيل الخواص، فكذلك العبادات التي هي أدوية داء القلوب، مركبة من أفعال مختلفة النوع والمقدار، حتى أن السجود ضعف الركوع، وصلاة الصبح نصف صلاة العصر في المقدار، ولا يخلو عن سر إلهي فيها، يقتضيها بطريق الخاصية.
وكما أن في الأدوية أصولاً هي أركانها وزوائد هي متمماتها، لكل واحد منها خصوص تأثير في أعمال أصولها، كذلك النوافل والسنن متممات لتكميل آثار أركان العبادات.
ومن ذلك ما ذكره الهيتمي عن القرافي رحمهما الله في (تحفة المحتاج): (تَنْبِيهٌ) كَثُرَ الِاخْتِلَافُ بَيْنَ الْمُتَأَخِّرِينَ فِيمَنْ زَادَ عَلَى الْوَارِدِ كَأَنْ سَبَّحَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَقَالَ الْقَرَافِيُّ: يُكْرَهُ لِأَنَّهُ سُوءُ أَدَبٍ وَأيِّدَ بِأَنَّهُ دَوَاءٌ وَهُوَ إذَا زِيدَ فِيهِ عَلَى قَانُونِهِ يَصِيرُ دَاءً وَبِأَنَّهُ مِفْتَاحٌ وَهُوَ إذَا زِيدَ عَلَى أَسْنَانِهِ لَا يَفْتَحُ.
___________________________
الكاتب: أمجد سمير