"نَصرٌ مِن الله وفتحٌ قريب"
محمود الرفاعي
لا تتوقف يا أخي، لا تتوقف عن إظهار تدينك في كل مكان، لا تخجل من الالتزام بأمور دينك في كل مكان أنت فيه، حتى لو هذا المكان كان مكتظ بأهل الباطل، لا تستهِن بنفسك، أنت قوي، أنت تغيظهم..!
- التصنيفات: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -
لا تتوقف يا أخي، لا تتوقف عن إظهار تدينك في كل مكان، لا تخجل من الالتزام بأمور دينك في كل مكان أنت فيه، حتى لو هذا المكان كان مكتظ بأهل الباطل، لا تستهِن بنفسك، أنت قوي، أنت تغيظهم..!
أمرك بالمعروف ونهيك عن المُنكر في مكان، ولو أنت الصالح الوحيد فيه، فهذا انتصار للدعوة وللدين، تمسكك بمظاهر الدين في أي مكان، فأنت تغيظ أهل الباطل، تَمَسُّكِك بِنقابك أو خمارك فأنت بذلك غُصة في حلق أهل الباطل..
بعضهم يقول: نحن قِلة، فماذا سنفعل أمام هذا التتار من أهل الباطل..؟
أنا وحيد، وهُم كُثُر، أنَّى لي بالتأثير فيهم..؟
حَنانَيك يا حبيبي، تدبر معي هذه الآية، لما آمن مع سيدنا موسى عدد قليل جدًا من الناس، بدأ فرعون ومَن حوله يعترضون لهم في كل شيء، مع أنهم كانوا قِلة قليلة جدًا، ولكن انظر وتدبر معي، ماذا فعلت هذه القِلة فيهم:
{إنَّ هؤلاء لشِرذمةٌ قليلون وإنَّهُم لنا لغائظون}!
أهل الباطل والكـفر يصفونهم بأنهم (شِرذمة قليلون) لم يقتصر الأمر على قلتهم فقط، بل وصفوهم بأنهم (شِرذمة) والشرذمة هي الجماعة القليلة المُتفرقة الضعيفة، التي لا ناصر لها..!
طيب، ماذا فعلت هذه الفئة المؤمنة القليلة؟
"وإنَّهُم لنا لغائِظون..!" رغم قلتهم إلا أنَّهم ينغصون عليهم يومهم وحياتهم، أهل الباطل عندما يُشاهدون أهل الإيمان يضيق صدرهم، والسبب الأكبر أنَّ هؤلاء يُذكرونهم بمدى تقصيرهم في حق الخالق، هؤلاء بعضهم إذا رُؤوا يُذكرونهم بالله، يُذكرونهم بالآخرة، يُذكرونهم بأنَّ هناك حياة أخرى، يُذكرونهم بأنَّهُم سيثقفون بين يَدي الله، وسيُحاسبون على كل شيء، يُذكرونَهُم بأنَّهم يلهثون وراء فانية؛ فرؤيتهم تغيظهم وتُضايقهم.
فالله الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر..
الله الله في كل أخ شُجاع مُتمسك بدينه أينما حَل
الله الله في كل أخت طيبة مُتمسكة بحجابها الشرعي، ولم تأخذها دُنيا فانية، ولا وظيفة حقيرة، إلى تبديل دينها.
لا تيأس، ولا تخجل، أنت بَطَل، أنت على ثغر، أنت تؤرقهم، أنت تغيظهم..!
"نَصرٌ مِن الله وفتحٌ قريب"