قلبك هو محل نظر الله إليك

إنّ الأثقال تمنع قلبك من التحليق، والقيود تمنعه من المسير،، فيا ولدي،، تخفّف! تخفف كي تُحلّق، كي ترى السماء عن قرب..

  • التصنيفات: أعمال القلوب -

إن قلبَك هو وديعة الله لك، وأغلى ما تملك! وإنّك لن تملكه حتى تعرفه، ولن تعرفه إلا إذا ملكت اليقظة التي تعينك في معرفة ماهيته، وما يقرّبك منه أو يبعدك، وما يرفعك به أو يُخفضك! 
واليقظة تكون بحراسة المداخل، ومراقبة الخلجات والهواجس وحتى الخواطر،، 


- إن كثرة المدخلات التي تُعرض على القلب في هذا الزمان، تجعله تائهاً لا يعرف وجهةً ولا يدرك غاية ولا يحسنُ الإبصار!
فحصّن قلبك بما يعينه وينفعه في اختيار مدخلاته، والتصدّي للشواغل، فلا تدَع غريباً يعبُر، ولا عابراً يدخُل حتى تمتحنَ الصدقَ فيه! 


- إن قلبك هو محلّ نظر الله العليّ إليك،، فانظر إلى قلبك،، هل يليق بذاك المقام؟ انطر إلى نقائه، انظر إلى صفائه،، وانظر إلى خشيته وارتجافه من تخيّل ذلك المشهد! 


إنّ الأثقال تمنع قلبك من التحليق، والقيود تمنعه من المسير،، فيا ولدي،، تخفّف! تخفف كي تُحلّق، كي ترى السماء عن قرب.. 

تخفّف بنيّ، كي تحملك كلمات القرآن، ومجالسة الصالحين، وسيرة الشفيع  لحياةٍ لم ترَها مِن قبل! حياة يستحقُّ قلبك أن يعيشها ويشعر بها!  تخفّف فإن المثّقلات كثر وهي من تحجب عنك كل ذاك النور!، تخفّف لأن القلب القاسي لا يتأثر بما يُلقى فيه من عطايا ! 


أخبرنا النبي الكريم أن(القلب مثل الريشة تقلّبها الرياح بفلاة) 
وذلك لخفّة القلب أمام الفتن، فهي تحرّكه وتقلّبه كيفما شاءت..
أما الفلاة فهي أرض خالية من العمران، فانظر إلى حركة الرياح حينها، وتأثيرها على قلبك حين يكون قلبك خالياً من الأنوار..


إنّ الثبات نعمة من الله، ينعم بها على من شاء من عباده.. وإن القلب سريع التقلّب، شديد التذبذب، لذا كان الرسول الكريم يكثر من قول «يا مقلب القلوب ثبّت قلبي على دينك»، ذاك نبي الأمة، فماذا عن قلوبنا بني؟