التوحيد في أرض فلسطين
لما بُعث إبراهيم عليه السلام في مدينة أور بالعراق، ثم حدث بينه وبين النمرود صراعات، وأُلقي في النار؛ أمره الله سبحانه وتعالى بالهجرة إلى فلسطين (الأرض المباركة) كما قال الله تعالى: {ونجَّيناهُ ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}.
- التصنيفات: - ثقافة ومعرفة -
لما بُعث إبراهيم عليه السلام في مدينة أور بالعراق، ثم حدث بينه وبين النمرود صراعات، وأُلقي في النار؛ أمره الله سبحانه وتعالى بالهجرة إلى فلسطين (الأرض المباركة) كما قال الله تعالى: {ونجَّيناهُ ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}.
ومن قبل ذلك كان يسكنها الكنعانيون، وظلت فلسطين تُسمى بأرض كنعان حتى عام 1200 ق.م.
عاش سيدنا إبراهيم في قرية تسمى شكين بالقرب من نابلس، وقيل أنّه تجوّل في مدن فلسطين كبيت لحم، والقدس.
في الفترة التي عاش فيها إبراهيم عليه السلام فلسطين كان يحكمها الهكسوس الذين انتشروا في بلاد الشام، واحتلوا مصر بعد ذلك، والهكسوس لم يكن لديهم عصبية دينية تجاه، فقد كانوا شعوبًا وثنية، فأعطوا الفرصة لسيدنا إبراهيم في نشر دينه بدون تضييق.
لما ذهب سيدنا إبراهيم إلى مصر والقصة معروفة، ثم تزوج بهاجر رجع مرة أخرى إلى فلسطين، وأنجب فيها إسماعيل، ثم هاجر إلى شبه الجزيرة العربية، وبعدها رجع أيضًا إلى فلسطين وأنجب فيها إسحاق، الذي من نسله جاء يعقوب، والذي يُسمي (إسرائيل).
عاش يعقوب عليه السلام في أرض فلسطين مع أهله، ولما ذهب يوسف إلى مصر، وسُجن، ثم بعد ذلك أصبح وزيرًا في مصر كما هو معروف في قصته؛ استدعى يعقوبَ عليه السلام وأهلَه إلى أرض مصر، فعاشوا فيها لسنوات، وكما قال المؤرخون أنّ الفترة التي كان فيها يوسف عليه السلام في مصر كان يحكم مصر آنذاك الهكسوس، فلما مات يعقوب ويوسف، استمرت حياة بني إسرائيل في مصر لفترة من الزمن إلى أن تم طرد الهكسوس من مصر، وحكم الفراعنة مصر، واتهموا بني إسرائيل بالعمالة مع الهكسوس، واضطهدوهم وعذبوهم.
قيل أنّهم عاشوا حوالي 300 سنة في اضطهاد وظلم وبطش وذل، ثم أصبحوا بعد ذلك وثنيين ومشركين، إلى أن جاء موسى عليه السلام، وتربى في قصر فرعون، ثم قتل رجلاً بالخطأ فذهب إلى مدين، ثم عاد إلى مصر وتحدّى فرعون وآمن معه السحرة وأغرق اللهُ فرعون، وعبر موسى البحر هو ومَن آمن معه وذهبوا إلى أرض سيناء، ثم ذهب إلى جبل الطور ليُكلم الله، واستخلف على قومِه هارون، فلما رجع وجدهم قد عبدوا العجل، فحرقه، ثم أمرهم الله بدخول الأرض المُقدسة: {يا قومِ ادخلوا الأرضَ المُقدسة التي كتبَ اللهُ لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين}.
فلم يطيعوا أمر الله وأمر نبيه، وخافوا من دخول أرض فلسطين المُقدسة، فقالوا: {إنّ فيها قومًا جبّارين وإنّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون}.
وهؤلاء الجبارين هم من الكنعانيين الوثنيين الأقوياء الذين يعيشون في هذه الأرض، فكتب اللهُ على بني إسرائيل التيه في أرض سيناء، فتاهوا في هذه الأرض.
ظهر بعد ذلك في الجيل الجديد يوشع بن نون الذي استنفر بني إسرائيل لدخول الأرض المقدسة، وبالفعل دخلوها وهزموا مَن فيها، وحكم يوشع فلسطين وعاش فيها مدة من الزمن، ثم مات وجاء بعده الكثير من الأنبياء.
