أعظم ما قدّمه رسل الله

حسين عبد الرازق

لتعلم أن أعظم ما قدّمه رسل الله للناس وأعظم ما قدّمه الصادقون من أتباعهم ليس زُخرف الدنيا وزينتُها، بل : نورُ الوحي 
الهدى ..القسط ..شريعةُ الله

  • التصنيفات: نصائح ومواعظ -

تدبرْ:
 أول رسول (نوح) عليه السلام قال للملأ من قومه: {وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ..}

وآخرُهم محمد صلى الله عليه وسلم أمره اللهُ؛

«قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ»

لتعلم أن أعظم ما قدّمه رسل الله للناس وأعظم ما قدّمه الصادقون من أتباعهم ليس زُخرف الدنيا وزينتُها وناطحات السحاب واستضافة المونديال والاستهلاك ومُتعة الجسد ونحوه 
بل : نورُ الوحي 
الهدى ..القسط ..شريعةُ الله 
رسولٌ من الله يتلو صُحفا مُطهرة فيها كتبٌ قيمة

فطلب ذلك النور وفقهه وتربية الأبناء وتنشئة الشباب وإصلاح الأسرة والمجتمع به= هذا أعظم معنى للتقدم والفلاح 
وتُسخّر كلُ موارد البلاد له 
ويكون المعيار والميزان للحكم على الفرد والأسرة والمجتمع والدول

فأعظم حقٍ وأوجبُ عدلٍ وأولُ القِسط:
حقُ الله على العبد:
1-إخلاص الدين لله 
2-والاهتداء بُهداه

إسلامُ الوجه لله مُحسنًا.

ولو أن بلدا وفّرت كل صورة العدل والقِسط لأفرادها ولم تسعى في حفظ دينهم:
إخلاص الدين الله
والاهتداء بِهُداه= فقد ظلمتْهم أعظم الظلم 

وتلك الدول التي توفّر وسائل الراحة والرفاهية والمتعة والمرافق وتسعى في ترفيه شعوبها وشهواتهم وتوفّر لهم سبل الإلحاد وطمس الفطرة من عمل قوم لوط وغيره من الفواحش= هي جائرة أعظم لهم الجور  لو كانوا يعلمون!

ولذلك قال الهُدهد (العالمُ بالله) لسليمان عليهم السلام:

{إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ (24) أَلَّاۤ يَسۡجُدُواْۤ لِلَّهِ ٱلَّذِي يُخۡرِجُ ٱلۡخَبۡءَ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُخۡفُونَ وَمَا تُعۡلِنُونَ (25) ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩}

ولكن لأن أكثر الناس يُحبون العاجلة ويطمئنون للحياة الدنيا ويرضون بها ولا يرجون لقاء الله فلا ينتبهون، بل لا يشغلهم أصلا دينُهم 
وأعظم الفتنة:
أن يكون من يُوفّر لك المعاشَ هو الذي يُضلُّك عن المعاد!