نِعَم الله على الأمهات

سوزان بنت مصطفى بخيت

لو تأملنا حال الأم، لرأينا لطف الله ورحمته يغمران حياتها بكل تفاصيلها، فهو لا يضيع جهدها ولا يذهب تعبها سدى، كما يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -

لو تأملنا حال الأم، لرأينا لطف الله ورحمته يغمران حياتها بكل تفاصيلها، فهو لا يضيع جهدها ولا يذهب تعبها سدى، كما يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.

فعندما تعتنين ببيتك وأسرتك ابتغاء مرضاة الله، وتتحلين بالإحسان فيما تفعلين، يعدك الله بأجر عظيم يوازي جهدك وصبرك. بل وأكثر من ذلك، حين تجمعين بين عبادة الصيام، وعبادة الرعاية، وعبادة الإحسان، فإن أجرك يضاعف أضعافًا كثيرة. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك». 

وعلى قدر اجتهادك وعطائك، وعلى قدر تعبك في أداء مهامك برضا وإخلاص، يكون أجرك عند الله مضاعفا.

وفوق كل ذلك، أنت في نعمة عظيمة يتمناها الكثيرون؛ فقد جعل الله مهمتك في رعاية أبنائك بابًا من أبواب العبادة والقربة إليه. وحين تؤدين هذا الدور مستشعرة أنك تعبدين الله من خلاله، ستجدين السكينة تملأ قلبك، وستشعرين بلذة العبادة ترافقك في كل خطوة.

وهناك نعمة أخرى تفيض على روحك، وهي ذلك الشوق العظيم للأعمال التعبدية الأخرى، كالصلاة وقراءة القرآن. هذا الشوق الذي يزداد في خضم انشغالك يجعلك تتلهفين لتلك اللحظات الصافية من المشاغل وتستشعرين حلاوتها كلما أتيحت لك الفرصة لأدائها. إنه شوق قد لا يعرف قيمته من يتوفر له الوقت الواسع دون انشغال.

فلنحمد الله على عظيم فضله، ولنستحضر وعده سبحانه: {لَىِٕن شَكَرتُم لَأَزِیدَنَّكُم}، ولنجعل كل لحظة من حياتنا ذكرى إيمانية جميلة:
•  أثناء رعايتنا لأسرتنا، يمكننا ترديد الأذكار بصوت خافت، فيسمعه أبناؤنا ويغرس في قلوبهم حب ذكر الله.
•  أو نستغل وقت العمل المنزلي في استذكار بعض الآيات أو الاستماع لتلاوة القرآن، فتغمر بيوتنا بنور الإيمان.

بهذه النوايا، ترافقنا العبادة في كل تفاصيل حياتنا، ونصنع ذكريات روحانية ترافق أبناءنا وتكون لهم نبراسا يذكرهم دائما بحب الله وطاعته.
فهنيئا لكل أم تبذل وتجتهد في سبيل عبوديتها لله، وخاصة في رمضان، حيث الأجر الأعظم، والفضل الأكبر.