اعتناق الإسلام سِرًّا طوال العمر

فقد أجمع العلماء على أنه لا يشترط لصحة الإسلام إشهارُه، لكن يجب عليه الاعتقاد الصحيح والنطق بكلمة التوحيد فيما بينه وبين الله تعالى،

  • التصنيفات: العقيدة الإسلامية -

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد أجمع العلماء على أنه لا يشترط لصحة الإسلام إشهارُه، لكن يجب عليه الاعتقاد الصحيح والنطق بكلمة التوحيد فيما بينه وبين الله تعالى، فإخفاء الإسلام قد يكون فيه مصلحة شرعية معتبرة لما يترتب على الإشهار من الضرر والأذى لمن أسلم، وفي القرآن الكريم دليل على جواز ذلك، قال الله تعالى: {(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) } [سورة غافر الآية: 28]؛ فهذا الرجل مؤمن بنصِّ القرآن مع أنه كان يُخفي إيمانه عن فرعون وقومه خوفًا على نفسه، وكذلك ثبت في السُّنَّة النبويَّة في قصة إسلام أبي ذرٍّ الغِفاري رضي الله عنه حين قال له الرسول ﷺ: «“يا أبا ذر اكتم هذا الأمر” » (أمر إسلامه). رواه البخاري في صحيحه.

بناء عليه: فإذا كان إعلان -إشهار- إسلامه فيه ضرر لا يُحتمل فلا مانع من كتم إيمانه، بشرط أن لا يفعل ما يدل على أنه كافر كسجود لصنم مثلًا.. ونحوه، إلا في حالة الإكراه كما قال الله تعالى: {(مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) } [سورة النحل آية: 106].

والله تعالى أعلم.

جمعية الاتحاد الإسلامي