أمُ الشَّرِ.. إيران
يحيى الزهراني
كم للرافضة من تطاولات وتعديات على شريعة الإسلام، رموزًا وشرعة ومنهاجًا، فقد أساءوا الأدب مع الخالق تبارك وتعالى، فوصفوا ربنا -جل وعلا- بأوصاف تعالى الله عنها علوًا كبيرًا، اتهموه بالنسيان والجهل بما يسمى عندهم بعقيدة البداء..
- التصنيفات: مذاهب باطلة -
الحمد لله أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، رضي لنا الإسلام دينًا، ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الأمين، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أزواجه الطاهرات المبرءات أمهات المؤمنين، وعلى صحابته الطيبين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..أما بعد:
الإساءة لرب العزة والجلال:
فكم للرافضة من تطاولات وتعديات على شريعة الإسلام، رموزًا وشرعة ومنهاجًا، فقد أساءوا الأدب مع الخالق تبارك وتعالى، فوصفوا ربنا -جل وعلا- بأوصاف تعالى الله عنها علوًا كبيرًا، اتهموه بالنسيان والجهل بما يسمى عندهم بعقيدة البداء.
أي أن الله يقدر أمرًا ثم يبدوا له أن غيره أفضل منه فيتراجع عنه ويقضي أمرًا آخر، وهذا من أعظم الكفر بالله تعالى، ومن أعظم الفرية على الله عز وجل، كيف وقد قضى وكتب المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسمائة عام، فهم بهذه العقيدة قد كفروا بالله ونسبوا إليه ما لا يليق به عز وجل.
الإساءة للأنبياء والرسل:
واتهموا الأنبياء بما لا يجوز أن يتهم به أي إنسان آخر، وقد عصمهم الله -تعالى- من الزيغ والخطأ فيما يبلغون به عن ربهم، فهم معصومون فيما يبلغون به عن ربهم، ومعصومون من الوقوع في الخطأ والمعصية، بل اتهموا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه لم يبلغ البلاغ المبين، وأنه خائف من الصحابة، وأنه لم يستطع إرساء العدل والحق في الأرض إبان رسالته، ولولا خشية الإطالة لذكرت ذلك من أقوال أولئك المعممين المغفلين، ولكن هناك الإنترنت يمكن لكل طالب للحق أن يعرف ما يقوله الرافضة عن الله وعن أنبيائه، لقد اتهموهم بأشنع الاتهامات، وألصقوا بهم أسوأ الألقاب، وأساءوا الأدب معهم، فهم بذلك قد كفروا بفعلهم وقولهم الذي تفوهوا به.
الإساءة للقرآن الكريم:
ومن عقائد الرافضة القول بتحريف القرآن الكريم، فهم لا يعترفون بهذا القرآن الذي بين أيدينا، وإن قال بعضهم ذلك، فإنما يقولونه تقية كما يزعمون، وسبحانك ربي كيف يكون دين تقية، وعقيدة خفية، فإذا كانوا كذلك، فهم كفار، لأن الله -عز وجل- أنزل القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتكفل بحفظه، فلا يمكن لأي أحد كائنًا من كان أن يستطيع تحريفه أو تبديله أو تغييره، أو زيادته أو نقصه، قال -تعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر9].
فالله جل في علاه أنزل القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعهد بحفظه مِن أن يُزاد فيه أو يُنْقَص منه، أو يضيع منه شيء.
وقال -سبحانه وتعالى-: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت42].
لا يأتيه الباطل من أي ناحية من نواحيه ولا يبطله شيء، فهو محفوظ من أن يُنقص منه، أو يزاد فيه، تنزيل من حكيم بتدبير أمور عباده، محمود على ما له من صفات الكمال.
ومن قال بأن هذا القرآن نقص من شيء أو زيد فيه، فهو كافر ضال مبتدع، وهذا هو حال الرافضة.
القرآن والحوزات العلمية:
بل من تأمل واقع المسلمين في مناهجهم يجد أن القرآن يحتل مرتبة أولى في التدريس، فالطلاب يدرسون القرآن من الصف التمهيدي وفي الابتدائية منهج كامل من حفظ وتلاوة، إلى يلتحق الطالب بأي كلية أو جامعة أو معهد، وإلى أن يتخرج بل إلى أن يموت والقرآن دستوره ونوره، فله بكل حرف يقرؤه عشر حسنات، أما الرافضة فلا يعترفون بالقرآن ولا يدرس في مدارسهم، ولا في حوزاتهم العلمية التي تخرج الملالي والمعممين، بل يتخرجون وهم لا يعرفون من القرآن ولا تفسيره ولا علومه شيئًا، فهم يكفرون بالقرآن، ومن رد القرآن ولم يؤمن به كفر بالله لأنه كلامه سبحانه وتعالى.
بل يقولون أن لديهم قرآنًا أخفاه علي رضي الله عنه، فهو عند مهديهم المنتظر، ولا يظهر إلا إذا خرج المهدي هذا، وقد جاء في الصحيحين، عن يزيد بن شريكِ بن طارِقٍ، قَالَ: رَأيتُ عَلِيًّا -رضي الله عنه- عَلَى المِنْبَرِ يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يقُولُ: لاَ واللهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ كِتَابٍ نَقْرؤُهُ إِلاَّ كِتَابَ اللهِ، وَمَا في هذِهِ الصَّحِيفَةِ، فَنَشَرَهَا فَإذَا فِيهَا أَسْنَانُ الإبِلِ، وَأشْيَاءُ مِنَ الجَرَاحَاتِ، وَفِيهَا: قَالَ رسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: « » (متفق عَلَيْهِ).
قال النووي -رحمه الله تعالى- في شرح صحيح مسلم 5/121: " هذا تصريح من علي رضي الله -تعالى- عنه بإبطال ما تزعمه الرافضة والشيعة، ويخترعونه من قولهم: إن عليًا -رضي الله تعالى عنه- أوصى إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمور كثيرة من أسرار العلم وقواعد الدين وكنوز الشريعة، وأنه -صلى الله عليه وسلم- خص أهل البيت بما لم يطلع عليه غيرهم، وهذه دعاوى باطلة واختراعات فاسدة، لا أصل لها ويكفي في إبطالها قول علي -رضي الله عنه- هذا ".
فيا سبحان الله ما أجهل الرافضة وما أحلم الله عليهم، إذ كيف يكون هناك قرآن فيه توضيح الحلال والحرام، والبيان إلى طريق الجنة والنار، ولم يره الناس منذ ألف سنة إلى يومنا هذا، فما حال من مات ولم يرى ذلك القرآن ولم يقرؤه، أين مصيره، أإلى النار، أم إلى الجنة؟
وكيف يعرف الناس أن ما يقومون به من قول وعمل حلال أم حرام، ومكتسباتهم ومعيشتهم أحرام هي أم حلال؟
أسئلة تطول لمن تأمل وتدبر، ولن يجد لها جوابًا شافيًا كافيًا.
دين الرافضة باطل:
إن دين الرافضة دين باطل، دين خرافة، دين كذب وافتراء، دين شهوة، شهوة مال وجنس، دين يعتمد على الخمس، وعلى المتعة بالنساء، واستعارة الفروج، يزنون باسم المتعة، ويسرقون باسم الخمس، فإلى متى يظل عوام الشيعة في هذه الغفلة والتيه والذهول، أليس لهم عقول بها يفكرون، وبها يعقلون، وبها يتضح لهم طريق الحق من الباطل، وطريق الصدق من الكذب، وطريق الشيطان من طريق الرحمن.
قال الشَّافِعِيَّ -رحمه الله-: "لَمْ أَرَ أَحَدًا أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ".
فعلى ما ذُكر فالرافضة كفرة فجرة، شرهم خطير، وضررهم مستطير، أشد خطرًا على المسلمين من اليهود.
حقيقة واقعية:
لقد فعلوا بالمسلمين ما لم تفعله إسرائيل ولا أمريكا ولا روسيا ولا الصين ولا الهند ولا غيرها من دول الكفر بالمسلمين في بلدانهم، وفعلوا بكتاب الله -تعالى- ما لم تفعله دولة أخرى، وجنوا على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- جناية عظيمة ما فعلتها الدنمارك وغيرها من بلاد الكفر.
فإن كان أولئك قد رسموا نبينا بصور لا تليق به صلى الله عليه وسلم، فالرافضة اتهموه بأنه سوف يدخل النار لتطهره، لأنه تزوج بعائشة وحفصة، واتهموه في عرضه حيث قذفوا زوجته وحبيبته عائشة -رضي الله عنها- بالفاحشة، وهل يقال هذا في عرض نبي؟
قتلوا المسلمين، وكذبوا القرآن العظيم، وكَفَّروا كل من لم يؤمن بإمامة علي -رضي الله عنه-: أي من لم يؤمن بأن علي ونسله هم الأرباب وهم المستحقون للعبادة من دون الله، وهم الذين يعلمون الغيب، ويعلمون متى يموتون إلى آخر ذلك من الخرافات والكفر الصريح.
يدَّعون الإسلام وهم يهدمونه؟ لم يتركوا ركنًا من أركانه إلا وعطلوه، ولم يتركوا رمزًا من رموزه إلا وبالبطل رموه وقذفوه، لقد هدموا الدين ومن أساسه نسفوه، فما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين.
لقد أجمع العلماء على تكفير الرافضة الجعفرية الاثني عشرية الصفوية المجوسية، ولا يشك عاقل بكفرهم وردتهم وزندقتهم.
التقارب مع الرافضة:
لا يجوز أبدًا الدعوة إلى التقارب معهم، لأنهم لا يقرون بهذا التقارب مع أهل السنة والجماعة، فمن لم يكفر بالله فليس من دينهم، ومن لم يسيء للنبي والأنبياء من قبله فما هو على مذهبهم، ومن لم يكفر الصحابة وأهل السنة فليس من عقيدتهم، ومن لم يذم أمهات المؤمنين فليس من شيعتهم، وهل بعد ذلك الكفر من كفر، فلا تجوز الدعوة إلى التقارب مع الرافضة، لأنهم رافضة رفضوا دين الله تعالى، واتخذوا عباده آلهة لهم من دون الله.
وإن كان هناك من دعوة فهي دعوة وتحاور ومناظرة، إلى الهداية والبيان وإلى طريق الحق، وأنهم على غير سبيل المؤمنين، ومن ناظرهم يعلم علم اليقين أنهم قوم لا يريدون إلا الخمس والفرج لا غير، ولأجل ذلك يستميتون ويهلكون.
لا يرضون إلا بسفك الدماء، وتدمير الخلق، وما مناداتهم عبر القنوات والشبكات إلى سيطرة إيران على العالم العربي والإسلامي، ونبذ دين الإسلام وراء الظهور، إلا أكبر دليل على حقد القوم الكافرين، فليموتوا بغيظهم لن ينالوا خيرًا.
الرافضة وتكفير الصحابة:
اتهموا الصحابة بالكفر والردة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يستقر للناس دين، وقد كَفَّروا من أتانا به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الصحابة في نظرهم كفار فمن أين نأخذ ديننا إذن؟ إنهم هم الكفار.
ولم يستثنوا إلا ثلاثة أو أربعة نفر هم: أبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي.
ومقصدهم من تكفير الصحابة الإطاحة بكل ما يروونه من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا سقطت عدالة أولئك الصحابة رضوان الله عليهم، سقط كل ما يروون، وبالتالي لا عبرة بما نقلوه من مشكاة النبوة، وبذلك يسقط كل الدين الآتي من الحبيب -صلى الله عليه وسلم- أي من السنة النبوية، فيصبح لا دين، وهو ما يرمون إليه، ويسعون إلى تحصيله، وللأسف الشديد أنه اتبعتهم ثلة من المغفلين من عامة الشيعة.
لكن وبفضل من الله -تعالى- لقد فتحوا على أنفسهم أبوابًا ونوافذ لا يمكن أن تغلق إلا بظهور الحق، وذلك عندما فتحوا قنوات وشبكات للنيل من هذا الدين ورموزه، كالنيل من القرآن والقول بتحريفه، والنيل من الصحابة رضوان الله عليهم، فقد انبرى لهم جمع من العلماء وطلاب العلم والدعاة وعامة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، وفضحوهم وبين مخططاتهم ونياتهم، بل ألبسوهم ثوب العار والشنار، واتضح لكل مسلم طالب للحق أن أهل العمائم ليسوا بشيء، وإنما هم أداة لإسرائيل وأمريكا وغيرهما لتدمير الإسلام كما فعلوا بالعراق وأفغانستان ولم يتركوا سنيًا إلا وقتلوه أو ألحقوا به الضرر أو أخرجوه من داره ودولته.
فرب ضارة نافعة، وكما قال ربنا -تبارك وتعالى-: {لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم}، فكانت هذه الانتفاضة العارمة في بقاع الأرض للرد على المعممين وبيان بطلان عقيدتهم، وكذب دينهم، وهاهي الحملات والمحاضرات والكلمات والخطب والاجتماعات تقام في كل مكان للدفاع عن الإسلام ورموزه، حتى يظهر الحق ولو كره الكافرون والمشركون والرافضون الصفويون المجوس.
قتل الرافضة:
في مسند أبي يعلى 12 / 116: عن زينب بنت علي عن فاطمة بنت محمد قالت: نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى علي فقال: « » (قال حسين سليم أسد محقق الكتاب: إسناده صحيح).
وفي كتاب ظلال الجنة 2 / 194: قال -صلى الله عليه وسلم-: « » (رواه الطبراني وإسناده حسن، هكذا قاله الألباني رحمه الله تعالى).
وإننا والله لنتقرب إلى الله -عز وجل- بقتل كل معمم رافضي يطعن في دين الله تعالى، ونقدمهم قرابين كل يوم وليلة كما قدموا صدام حسين -رحمه الله- قربًا يوم عيد الأضحى المبارك، وكما يقدمون كل يوم قرابين من أهل السنة في إيران والعراق وسوريا ولبنان وغيرها من الحكومات الشيعية بمختلف مشاربها.
الرافضة هدموا الدين:
نعم إن الرافضة ما تركوا طريقًا يمكن أن يؤخذ منه الدين إلا وهدموه وأبطلوه، حتى لا يبقى دين، وهذا ما يريده الرافضة، يريدون الناس كالبهائم لا تعرف معروفًا، ولا تنكر منكرًا، وهذه هي حياتهم من قديم الزمان وإلا يومنا هذا، يعيشون حياة البهائم، أكل وجنس ونوم، ولا مكان للعبادة، إلى أن يأتي رجل رشيد يجتث جرثومتهم، ويستأصل شأفتهم، ويريح البلاد والعباد من رجسهم ونجسهم، فهم في الأصل مجوس، عباد النار، يقدسون قبر أبيهم أبو لؤلؤة المجوسي الذي طعن أمير المؤمنين وخليفة خليفة رسول الله، عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وأرضاه المبشر بالجنة وهو يسير على الأرض، الذي يفر الشيطان من طريق يسلكه عمر رضي الله عنه، الذي وافقه القرآن في مواضع عدة، الملهم من ربه، الحاكم العادل، الذي ملأ الأرض قسطًا وعدلاً حتى مات رضي الله عنه.
التشيع في العالم:
فالحذر الحذر يا حكام العرب والإسلام، ويا عامة المسلمين، فالرافضة لكم بالمرصاد، وخططهم لتسوير الجزيرة العربية مكشوفة، وألاعيبهم معروفة، لا تدعوا لهم الفرصة سانحة فالخطر داهم، والشر قائم، والعدو هائم، ويا أسفى كثير منا نائم، فخذوا حذركم، وأجمعوا أمركم، وأخرجوا كل رافضي، جعفري، اثني عشري، من بلادكم فهم جواسيس لأم الشر إيران نعم إنها دولة الإرهاب والخوف والقتل على الهوية، وأذنابهم في كل دولة عربية مسلمة أبية، يسعون لإشاعة مذهبهم بين الناس في كل دولة، ويبذلون لذلك كل غالٍ ونفيس، لقد فاقوا التبشير والتنصير والتهويد، فيدخل في دينهم الكاذب بعض المسلمين من أهل السنة، أتدرون لماذا؟
لأننا تخلينا عن إخواننا في المصائب والكوارث والمدلهمات، وأمسكنا أيدينا عنهم، فمدت لهم إيران يدها، لتطعنهم بالأخرى، لتمزيق وحدة المسلمين، وضرب بعضهم ببعض، أعطتهم الأموال، وأغدقت عليهم ما يحتاجونه من المؤن، فظنوا أنها دولة مسلمة، وهي دولة إراقة الدماء، ونشر الأشلاء، ولا أدل على ذلك من القتل الوحشي الذي ترتكبه ضد أهل السنة في البحرين وإيران والعراق وأفغانستان وسوريا ولبنان، والدولتان اللتان سقطتا بخيانة شيعية كما قال حكام إيران اليوم، نعم لقد سقطت العراق وأفغانستان بخيانة إيرانية، كما فعل أشياعهم من قبل، اليوم فقدنا العراق، نعم فقدنا العراق دولة العروبة والسنة والعلماء، حتى أصبحت دولة شيعية بأكملها، فوأسفًا على العراق، وأسفًا على بغداد، وأسفًا على بلاد الرافدين، لكن لكل ليل صباح، ولكل ظلمة انقشاع، فنسأل الله -تعالى- أن تقر أعيننا بعودة العراق سالمة غانمة إلى حياض السنة والجماعة؟ ونسأل الله الفرج القريب للمسجد الأقصى المبارك، من أيدي اليهود الغاصبين، وأن يشع نور الإسلام من جديد أصقاع المعمورة، ويذهب جفاء الرافضة، فعساه قريبًا بإذن الله تعالى.
وإن كان يدخل في دين الرافضة شخص أو اثنان، فالذين يخرجون منه عشرات الآلاف، وفق إحصاءات دقيقة في العالم، وليس المجال لنقل العدد، لكن هذا هو واقع الرافضة ودعوتهم إلى دينهم، فلا يدخل شخص في دين الرافضة إلا ويأتي عليه يوم يعود إلى دين الإسلام وهو دين أهل السنة والجماعة.
قول حق في الرافضة:
قال في الإبانة الكبرى لابن بطة (2/212): "وأما الرافضة فأشد الناس اختلافًا وتباينًا وتطاعنًا، فكل واحد منهم يختار مذهبا لنفسه يلعن من خالفه عليه، ويكفر من لم يتبعه، وكلهم يقول: إنه لا صلاة، ولا صيام، ولا جهاد، ولا جمعة، ولا عيدين، ولا نكاح، ولا طلاق، ولا بيع، ولا شراء إلا بإمام، وإنه من لا إمام له فلا دين له، ومن لم يعرف إمامه فلا دين له، ثم يختلفون في الأئمة، فالإمامية لها إمام تسوده وتلعن من قال: إن الإمام غيره، وتكفره، وكذلك الزيدية لها إمام غير إمام الإمامية، وكذلك الإسماعيلية، وكذلك الكيسانية والبترية، وكل طائفة تنتحل مذهبًا وإمامًا، وتلعن من خالفها عليه، وتكفره، ولولا ما نؤثره من صيانة العلم الذي أعلى الله أمره، وشرف قدره، ونزهه أن يخلط به نجاسات أهل الزيغ وقبيح أقوالهم ومذاهبهم التي تقشعر الجلود من ذكرها، وتجزع النفوس من استماعها، وينزه العقلاء ألفاظهم وأسماعهم عن لفظها لذكرت من ذلك ما فيه عبرة للمعتبرين، ولكنه. قد روي عن طلحة بن مصرف، -رحمه الله- قال: لولا أني على طهارة لأخبرتكم بما تقوله الروافض.
نظر الرافضة إلى أهل السنة:
يقول الشيخ حسين الموسوي -شيعي سابق اهتدى للإسلام-: "عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا، نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء: فسموهم العامة، وسموهم النواصب، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له: عظم سني في قبر أبيك، وذلك لنجاسة السني في نظرهم، إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته.
ما زلت أذكر أن والدي -رحمه الله- التقى رجلاً غريبًا في أحد أسواق المدينة النجف وكان والدي -رحمه الله- محبًا للخير إلى حد بعيد، فجاء به إلى دارنا ليحل ضيفًا عندنا في تلك الليلة فأكرمناه بما شاء الله -تعالى، وجلسنا للسمر بعد العشاء وكنت وقتها شابًا في أول دراستي في الحوزة، ومن خلال حديثنا تبين أن الرجل سني المذهب ومن أطراف سامراء، جاء إلى النجف لحاجة ما، بات الرجل تلك الليلة، ولما أصبح أتيناه بطعام الإفطار فتناول طعامه ثم هم بالرحيل، فعرض عليه والدي -رحمه الله- مبلغًا من المال فلربما يحتاجه في سفره، شكر الرجل حسن ضيافتنا، فلما غادر أمر والدي بحرق الفراش الذي نام فيه، وتطهير الإناء الذي أكل فيه، تطهيرًا جيدًا لاعتقاده بنجاسة السني، وهذا اعتقاد الشيعة جميعًا، إذ أن فقهاءنا قرنوا السني بالكافر والمشرك والخنـزير وجعلوه من الأعيان النجسة ولهذا:
1- وجب الاختلاف معهم وعدم جواز العمل بما يوافق العامة ويوافق طريقتهم:
وهذا باب عقده الحر العاملي في كتابه وسائل الشيعة فقال: "والأحاديث في ذلك متواترة.. فمن ذلك قول الصادق -عليه السلام- في الحديثين المختلفين: أعرضوهما على أخبار العامة، فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه، وقال الصادق -عليه السلام-: "إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم"، وقال -عليه السلام-: "خذ بما فيه خلاف العامة، وقال: ما خالف العامة ففيه الرشاد".
2- أنـهم لا يجتمعون مع السنة على شيء:
قال السيد نعمة الله الجزائري: "إنا لا نجتمع معهم أي مع السنة على إله، ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنـهم يقولون: إن ربـهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بـهذا الرب، ولا بذاك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا".
ويتبادر إلى الأذهان السؤال الآتي:
لو فرضنا أن الحق كان مع العامة في مسألة ما أيجب علينا أن نأخذ بخلاف قولهم؟ أجابني السيد محمد باقر الصدر مرة فقال: "نعم يجب الأخذ بخلاف قولهم، لأن الأخذ بخلاف قولهم وإن كان خطأ فهو أهون من موافقتهم على افتراض وجود الحق عندهم في تلك المسألة".
إن كراهية الشيعة لأهل السنة ليست وليدة اليوم، ولا تختص بالسنة المعاصرين بل هي كراهية عميقة تمتد إلى الجيل الأول لأهل السنة وأعني الصحابة ما عدا ثلاثة منهم وهم أبو ذر والمقداد وسلمان، ولهذا روى الكليني عن أبي جعفر قال: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة: المقداد بن الأسود وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري" (روضة الكافي 8/246).
لو سألنا اليهود: من هم أفضل الناس في ملتكم؟ لقالوا: إنـهم أصحاب موسى.
ولو سألنا النصارى: من هم أفضل الناس في أمتكم؟ لقالوا: إنـهم حواريو عيسى.
ولو سألنا الشيعة: من هم أسوأ الناس في نظركم وعقيدتكم؟ لقالوا: إنـهم أصحاب محمد -صلى الله عليه وآله-.
إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضًا لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم، وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتي النبي صلوات الله عليه، ولهذا ورد في دعاء صنمي قريش: "اللهم العن صنمي قريش أبو بكر وعمر وجبتيهما وطاغوتيهما، وابنتيهما عائشة وحفصة.. إلخ"، وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة لدى الشيعة. وكان الخميني يقوله بعد صلاة الصبح كل يوم.
إن الموضوع لا يحتاج إلى أكثر من استعمال العقل للحظات.
روى الكليني: "إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا" (الروضة 8/135)، ولهذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم، فعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله -عليه السلام-: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل" (وسائل الشيعة 18/463، بحار الأنوار 27/231)، وعلق الخميني على هذا بقوله: فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس.
وقال نعمة الله الجزائري: "إن علي بن يقطين وزير الرشيد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين، فأمر غلمانه وهدموا أسقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل" (الأنوار النعمانية 3/308).
وتحدثنا كتب التاريخ عما جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها، فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ، بحيث صبغ نـهر دجلة باللون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنة، فأنـهار من الدماء جرت في نـهر دجلة، حتى تغير لونه فصار أحمر، وصبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه، وكل هذا بسبب الوزيرين النصير الطوسي ومحمد بن العلقمي فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي، وكانا شيعيين، وكانت تجري بينهما وبين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد وإسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها، وكانت لهما اليد الطولى في الحكم، ولكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنـها تدين بمذهب أهل السنة، فدخل هولاكو بغداد وأسقط الخلافة العباسية، ثم ما لبثا حتى صارا وزيرين لهولاكو مع أن هولاكو كان وثنيًا.
مع ذلك فإن الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين والطوسي والعلقمي، ويعتبر ما قاموا به من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام.
وأختم هذا الباب بكلمة أخيرة وهي شاملة وجامعة في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب أهل السنة فقال: "إنـهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنـهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة" (الأنوار النعمانية 2/206-207).
وهكذا نرى أن حكم الشيعة في أهل السنة يتلخص بما يأتي: أنهم كفار، أنجاس، شر من اليهود والنصارى، أولاد بغايا، يجب قتلهم وأخذ أموالهم، لا يمكن الالتقاء معهم في شيء لا في رب ولا في نبي ولا في إمام ولا يجوز موافقتهم في قول أو عمل، ويجب لعنهم وشتمهم وبالذات الجيل الأول أولئك الذين أثنى الله -تعالى- عليهم في القرآن الكريم، والذين وقفوا مع رسول الله -صلى الله عليه وآله- في دعوته وجهاده، وإلا فقل لي بالله عليك من الذي كان مع النبي -صلوات الله عليه- في كل المعارك التي خاضها مع الكفار؟، فمشاركتهم في تلك الحروب كلها دليل على صدق إيمانـهم وجهادهم فلا يلتفت إلى ما يقوله فقهاؤنا.
لما انتهى حكم آل بـهلوي في إيران على إثر قيام الثورة الإسلامية وتسلم الإمام الخميني زمام الأمور فيها، توجب على علماء الشيعة زيارة وتـهنئة الإمام بـهذا النصر العظيم لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء.
وكان واجب التهنئة يقع علي شخصيًا أكثر من غيري لعلاقتي الوثيقة بالإمام الخميني، فزرت إيران بعد شهر ونصف وربما أكثر من دخول الإمام طهران إثر عودته من منفاه بباريس، فرحب بي كثيرًا، وكانت زيارتي منفردة عن زيارة وفد علماء الشيعة في العراق.
وفي جلسة خاصة مع الإمام قال لي: "سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم، ولن نترك أحدًا منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة -عليهم السلام-، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ".
وهاهم يخططون الخطط الخمسينية للاستيلاء على جزيرة العرب بل على العرب بأكملهم حتى يعملوا فيهم القتل والذبح وانتهاك الأعراض، وما يحصل اليوم في البحرين وسوريا والعراق وإيران من تعذيب همجي، وقتل وحشي، وتخريب بلطجي، وخروج على القوانين الدولية لهو أعظم دليل على خبث نواياهم، وسوء مخططاتهم، وهاهي أم الشر إيران، تهدد المملكة العربية السعودية بعدم اللعب بالنار في منطقة الخليج، وتأمرها بإخراج قواتها قوات درع الجزيرة من البحرين، نتيجة لفضح مخططاتهم وفشلها، وعندما فشل جن جنونها، وهاهي تساعد في قتل المسلمين السنة في سوريا حتى لا يفشل مخططها الآخر هناك، فبشار النعجة يستعين بقوات الحرس الجمهور الإيراني، وجنود حزب الشيطان اللبناني، وقوات من اليهود للقضاء على أهل السنة في بلده، فحسبنا الله ونعم الوكيل، وها هي الكويت تكتشف مجموعة من الجواسيس الإيرانيين لديها، وحبالهم ممدودة في كل مكان، فقاتلهم الله أينما كانوا.
وبعد.. فهلا يوقن المسلمون أهل السنة بأن ناقوس الخطر قد دق حولهم، فلابد من أخذ الحيطة والحذر، لاسيما والشيعة اليوم قد أطلت رؤوسهم وحان قطافها، فهاهم يتبجحون ويتحدون ويهددون ولم يقطع دابرهم حتى الآن، فنسأل الله -تعالى- أن يقيض لهم من يدفنهم في عقر دارهم كما فعلوا بالمسلمين ويفعلون بهم اليوم.
الإسلام دين العدل والرحمة:
ديننا أهل السنة الإسلام دين عدل ورحمة ورأفة، ودين قسط وحق، ودين غيرنا سوى ذلك تماماً، فهو دعوة إلى الدمار وإلحاق الضرر، والسطو والقتل والمثلة وانتهاك الأعراض والانتقام من الغير.
وقد أمر الله -سبحانه- بالعدل ونهى عن الظلم في كتابه في أكثر من ثلاثمائة وخمسين آية، فالعدل هو ميزان الأرض، عملاً بقول الله -تعالى- في حق الآخرين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء 135]، وأما في حق الخصوم مسلمين كانوا أو غير مسلمين فإن الحد الأدنى في معاملتهم هو ما أمر الله به في قوله: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة 8].
ولذلك امتازت مرحلة الفتوح الإسلامية عبر التأريخ بسلوك العدل وقيمته السامية في جيوش المسلمين؛ فقد كانوا يفتحون البلاد تلو البلاد، لم ينهبوا فيها مالاً، ولم يقتلوا فيها شيخًا ولا امرأةً ولا طفلاً، حتى شهِدَ بذلك أحدُ كبار مُؤرِّخي الحضارة المعاصرة بأن التأريخ لم يشهد فاتحًا أرحم من المسلمين.
وبهذا نُوقِن أن المسلمين ضربوا أروع الأمثلة في الرحمة من دون ضعف، وفي القوة بغير عنف، فلم تكن فتوحاتهم بطشيةً ولا استكبارية، ولم يُمارِسوا ظلمًا سياسيًّا ولا عسكريًّا ولا اقتصاديًّا، ولم يكن للأنانية وإهلاك الحرث والنسل سبيلٌ فيها؛ إنما هي الدعوة إلى دين الله، ولإعلاء كلمة الله ممزوجةً بالرحمة والعدل، بخلاف ما سجَّله التأريخ من واقعٍ مُغايرٍ لواقع فتوحات المسلمين، والذي صار أكبر همِّه سباق التسلُّح، وامتلاكُ ما يُعدُّ دمارًا شاملاً وسلاحاً نووياً أفرز حروبًا عالميةً كان ضحيتها الملايين من البشر.
والحمد لله أولاً وآخرًا، وله الحمد على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل النار، ونسأل الله -تعالى- الهداية للشيعة علماء وعامة، والهداية لجميع البشر إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
يحيى بن موسى الزهراني