إذا كنت نائمًا وفاتتني الصلاة أتكاسل عن قضائها، فما الحل؟

ما يتعلق بالطهارة والصلاة، وإعلاء قيمة الصلاة والحفاظ عليها مهما كانت الظروف.

  • التصنيفات: فقه الصلاة - فقه الطهارة -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أحاول المحافظة على الصلاة، والحمد لله ملتزم بها، ولكني إذا كنت نائمًا وفاتتني لا أتشجع على قضائها، ويأتيني كسل غريب، أما إذا كنت مستيقظًا فإني أحافظ عليها، كيف أتغلب على هذه المشكلة؟

الشيء الآخر أنني في صلاتي عندما أُكبر للصلاة يذهب عقلي للتفكير كثيرًا في أمور الدنيا، وفي كل مرة أحاول أن أنصت مع قراءة الإمام أجد نفسي تائهًا في التفكير، كيف أتغلب على هذه المشكلة؟

الشيء الأخير: الاغتسال، هل يدخل فيه الوضوء؟ يعني إن اغتسلت ولبست ثيابي وذهبت للصلاة، هل يجب علي الوضوء من جديد؟

شكراً لكم.

الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أما عن قضاء الصلوات التي تفوتك أثناء النوم فهو واجب بالإجماع، كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم– بقوله:   «نامَ عن صلاةٍ أو نسيَها فليصلِّها إذا ذَكرَها» (ابن تيمية [90\23]).

ومن رحمة الله تعالى بنا أن شرع لنا قضاء هذه الصلوات التي تفوتنا في المنام أو عند النسيان، وذلك لتحصيل منافع الصلاة، وما جعله الله تعالى فيها من أسباب السكينة وتهذيب الأخلاق وغذاء الروح، فهذا مما ينبغي أن نشكر الله تعالى عليه، ومن مظاهر الشكر أن نقوم بهذه العبادة ونجتهد في أدائها على الوجه الذي يُريده الله تعالى.

والصلاة –أيهَا الحبيبُ– عائدتها ترجع على الإنسان، أما الله سبحانه وتعالى فغني عن العالمين، وكما قال سبحانه في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر:15]، وكما قال سبحانه في الحديث القدسي:  «يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا» (صحيح مسلم)، فالعبادات التي نقوم بها فوائدها ترجع إلينا، والصلاة فيها فوائد عظيمة جدًّا، دنيوية وأُخروية.

فتذكُرك لهذه الفوائد وعواقب الصلاة يدفعك -بإذن الله تعالى– إلى الثبات والمداومة عليها، فهي سببٌ للسكينة والطمأنينة؛ لأن بها ذكر الله تعالى الذي قال عنه الله: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد من الآية:28]، وبها يُكفِّر الله عز وجل الذنوب والسيئات، وبها يُحمى الإنسان من كثيرٍ من الآفات والشرور، كما دلَّت على ذلك الأحاديث النبوية، وهي مانعة للعذاب في القبر، وهي سببٌ لأن تكون في زمرة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة، وأن تُحشرَ في أُمَّته، وهي سببٌ لخروج من يدخل النار من أهل النار، فإن الملائكة تأتي لإخراجهم فتنظر إلى مواضع السجود منهم فتجدها سليمة لم تأكلها النار، فتُخرجهم بإذنِ الله، وهي سببٌ لرفعة الدرجات في الجنة حين يدخل المؤمن الجنة.

هذه بعض فوائد الصلاة التي دلت عليها النصوص الشرعية، وما أكثر تلك الفوائد، ونحن ننصحك بأن تقرأ وتستمع إلى المحاضرات والدروس التي تتكلم عن فوائد الصلاة ومنافعها، فإن في ذلك ما يدفعك -بإذن الله تعالى– إلى المحافظة عليها، ومن ذلك أن تقرأ كتاب (لماذا نصلي؟) للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وهو كتاب صغير، موجود على الإنترنت.

ومما يعينك على الحضور في الصلاة والخشوع فيها أن تتفكّر في معاني الكلمات التي تسمعها أو تقولها، وأن تحاول إنهاء جميع أعمالك قبل الدخول في الصلاة، وهناك رسالة صغيرة فيها أسباب الخشوع في الصلاة موجودة أيضًا على الإنترنت، ننصحك بقراءتها، بعنوان: (ثلاثة وثلاثون سببًا للخشوع في الصلاة) للشيخ محمد صالح المنجد.

وأخيرًا إذا اغتسلت غُسلاً واجبًا –أي الغسل من الجنابة بصفته الشرعية وليس مجرد الاستحمام– فإن هذا الغسل يكفيك عن الوضوء، أما الغُسل المُستحب كالغسل ليوم الجمعة ونحوها من الأغسال الُمستحبة فذاك لا يكفي عن الوضوء، بل لا بد أن تتوضأ بنية الوضوء، وأن تغسل أعضاء الوضوء مرتَّبةً.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.