أحب فتاة ولست مؤهلا للزواج، فما العمل؟

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: العلاقة بين الجنسين -
السؤال:

أنا شابٌّ في بداية العشرينيات من عمري، طالبٌ في السنة الثانية من الجامعة، مشكلتي أني أعمل في مكانِ عملٍ مختلَطٍ أيام الجمعة، والسبت؛ أي: في العطل، وتوجد لي زميلةٌ في العمل، طالبةٌ جامعيةٌ، أعجبتْني شخصيتُها، وأحببتُها دون أن أبوحَ لها بذلك؛ لأني شابٌّ محافظٌ متديِّنٌ، ولا أريد أن أغضبَ ربي، وغير مؤهلٍ للخِطبة والزواج في هذه الفترة؛ بسبب تعليمي الجامعي.

ومِن جهة ثانية: أخاف -بسبب عدم مصارحتي لها- أن تضيع مني، وأن تتزوَّج بشابٍّ آخر.

أنا متردِّدٌ، هل أُصارحها وأخبرها بأني معجبٌ بها، وأريدها على سنة الله ورسوله، وأطلب منها أن تنتظرني حتى أنهي دراستي؟ أو عندما أنهي دراستي أتقدَّم لها، وإن كان لي نصيبٌ أخذْتُها؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:

فشكر الله لك -أيها الابن الكريم- حِرْصك على عدم الوقوع فيما حرَّم الله، والْتَزِم ما أنت عليه مِن عدم الانبساط لتلك الفتاة؛ لأنك لو فعلتَ غير هذا، تكون قد خطوت خطوةً من خطوات الشيطان التي لا تنتهي إلا بالأَلَم والحسرة، والطريقُ أمامك واضحٌ؛ فإن كنت حقًّا تُريد الفتاة، وليس الأمر مجرد ميلٍ طبيعي مِن شابٍّ تجاه فتاةٍ كما يحدُث دائمًا، فبإمكانك أن تُعلمها باستخدام أسلوبٍ مشروعٍ تحافظ فيه على الفتاة، وتصون نفسك، وتجعلها بعيدةً عن الآفات، والعلاقات المحرَّمة، فترسل لها -مثلًا- بعض أخواتك، فتخبرها برغبتك في التقدُّم لخطبتها بعد تخرُّجك -بإذن الله عزَّ وجلَّ- وتكون هي بالخيار، وتنظر لنفسها، وتخبر أهلها إن رغبت في الأمر، ولا مانع إن وافقوا أن تزورهم مع بعض أهلك، ويحصل اتفاقٌ مبدئيٌّ، ولو من غير خطبةٍ لحين إنهاء دراستك، فهذا أمرٌ لا حرَج فيه، فإن تمَّ هذا، فاحذرْ مِن التساهُل معها، بل استمر في حفظ نفسك، وأحذرك ثانيةً مِن أن تكلمها مباشرةً حتى لا تسبب لها إحراجًا شديدًا، وربما أساءتْ بك الظن، وحسبتك كشباب اليوم؛ فالأسْلَمُ عاقبةً ما نصحتك به؛ ففيه تحقيقُ مَقْصدك، والبُعد عن التهمة، وعدم تعريض النفس لموضع التهمة؛ فوقوفك معها في أي مكانٍ يجلب لك ولها الظن السيئ من الناس، ويظن أنكما على علاقة، وغير ذلك مِن الظنون الواجب البُعد عنها، وقطع القيل والقال.
 

وتأمَّل -رعاك الله- ما رواه البخاري وغيره: أنَّ صفية -رضي الله عنها- أتت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو معتكفٌ، فلما رجعتْ مشى معها، فأبصره رجلٌ من الأنصار، فلما أبصره دعاه فقال: «تعالَ، هي صفية - وربما قال سفيان: هذه صفية - فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم»، وفي رواية: قالا: سبحان الله، يا رسول الله، وكبر عليهما ذلك، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا، أو قال: شرًّا».

قال الإمام أبو سليمان الخطَّابي في ''معالم السُّنَن'' (4/ 134):''فيه من العلم استحباب أن يتحرزَ الإنسان مِن كل أمرٍ مِن المكروه مما تجري به الظنون، ويخطر بالقلوب، وأن يطلب السلامة من الناس بإظهار البراءة من الريب''.

 

وأكْثِر التضرُّع والدعاء أن يرزقك الله الرزق الحلال، وأن يجمع بينك وبين مَن ترغب على خيرٍ، وأسأل الله العلي الأعلى أن ييسرَ أمرك، ويفتح لك أبواب الخير.