أخي يشاهد المواقع الإباحية، فماذا أفعل؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: قضايا الشباب - مساوئ الأخلاق - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال: عَرَفتُ أن أخي يُشاهد المواقع الإباحية دون أن يعرفَ أني علمت ذلك، فما الحل لإيقاف ذلك؟ وماذا أفعل؟
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فبدايةً أخي الكريم احْذَرْ أن تخبرَ الأهل بما عَرَفت؛ لأنه سوف يكسر عنده حاجز الحياء، وقد يجعله لا يُبالي بعد ذلك، ثم قد تأتي ردة فعل الأهل ضعيفةً، فيفتح له باب شر أكبر، أو تكون قويةً أكثر مِن المطلوب، فتحدث العلل النفسيَّة.
وقبل أن أُجِيبك أخي الكريم أحبُّ أن نتعامَل مع الأمر بواقعيَّة، وإدراك للواقع الذي نحياه؛ فقد ابْتُلي كثيرٌ مِن شبابنا بالدخول إلى تلك المواقع الجنسيَّة، ولا غرابة في هذا إذا علمنا أن انتشارَ ذلك بين المسلمين مِن تدبير اليهود؛ حيث نصُّوا في بروتوكولاتهم على أنَّ سلاحهم في إفساد الأمم بالجنس والمخدِّرات، فيُلْهون المسلمين عن دينهم وقضاياهم الكبيرة بتلك السفاسف، حتى أصاب الجميع رجالًا ونساءً السعار الجنسي.
وقد تعيَّن عليك النهي عن هذا المنكر؛ لاطِّلاعك على مخالفات أخيك، وحِفاظًا عليه من الانجراف في تلك الفتنة، ببذلِ النُّصح له، وبيان خطورة ما يفعله، وتتسلح بالعلم والصبر، والرغبة الصادقة في إصلاحه، مع معرفة أنَّ طريق الدعوة والصلاح شاقة، وتحتاج لجهد مُتواصل وتضحيات، واحتساب الأجر عند الله تعالى الذي أخبر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: "فوالله، لأن يُهدَى بك رجلٌ واحد خير لك من حُمْر النَّعَم" [متَّفَق عليه]، فأكثرُ الخلق لا ينقادون للحقِّ إلا قهرًا، فساعِدْه، وشجِّعه، ولا تَلُمْه، ولا تُوَبِّخه، واقتربْ منه، ولا تبتعد عنه.
تقرَّبْ إليه أولًا، ولتُحسن إليه، واحذرْ أن تُظهِرَ استعلاءً عليه، بل أظْهِر الشفقة والرحمة به، والخوف عليه، مع الرِّفق واللين، وإنشاء حوار عقلي، تستدعي فيه الأدلة الشرعيةَ، والقِيَم والمبادئ الصحيحة، فهذا أدْعى إن شاء الله للقبول، ولا تعجل عليه، ولا تستعجل النتائج، ولا تُكثر عليه، ولتكنْ على درايةٍ بأن ترْكَ هذا النوع من المعاصي يحتاج إلى مجاهدةٍ ذاتيةٍ، وصراعٍ مع النفس؛ لإخراج الهوى مِن القلب الذي هو حجاب عن الله والدار الآخرة، وينتصر فيه الإيمان الكامن في النفس أخيرًا؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]؛ فليبدأ بالمجاهدة، وسيُعينه الله.
وكذلك لتعلم أن مفتاحَ ذلك كله صِدْق التأهُّب عند أخيك، وتقوية المراقَبة عنده لله، والاستعداد الصادق للإقْلاع عنها.
حاوِرْه، وليكنْ حِوارك معه بالحكمة والموعظة الحسنة، فبيِّن له مثلًا أن استخدام الشبكة العالمية الإنترنت ليس للفساد، وإنما للتزوُّد من المعلومات والخبرات العلمية، ومعرفة أخبار العالم والمسلمين.
ووضِّح له أن هذه المواقع الإلكترونية، أول مَن أنشأها هم الكفار، ومهما أرادوا بها، فقد استخدمها بعضُهم لتشويهِ الإسلام وضربه، وإفساد المسلمين وإخراجهم من دينهم، واذكرْ له بعض الأمثلة لبعض المواقع الفاسِدة المفْسِدة، ومنها المواقع الإباحية.
ثم اجتهدْ في إقناعه بفسادِها وضلالها، وعاقبتها الوخيمة، وأنها تُوقِع الإنسان مِن حيثُ لا يشعر في الرذيلة، وتصدُّه بذلك عن الفضيلة، علاوةً على ذلك؛ تجعله عبدًا لها، فيمكث طوال نهاره وليله أمامها، لا يرده في ذلك إلا النوم، بل يتسبَّب في بعض الأحيان إلى ترْكِ الدراسة أو الوظيفة، والبحث عن مُزاولة الفاحشة، وبيِّن له أنه وُجِد بعض الشباب قد أصابه المرضُ مِن جراء ذلك، ولا يعلم أحد السبب الحقيقي في ذلك، منهم مَن يقول: إن السبب جنٌّ، ومنهم مَن يقول: إنه عين، ومنهم مَن يقول: إنه بسبب العِشْق أو الغرام الذي سببه له مشاهدة المواقع الضالة المضلَّة، وحقيقة الأمر مهما كان السبب أنها عقوبة مُعَجَّلة في الدنيا قبل الآخرة، أو قد تكون عظةً وموقظةً، وقد تكون تمحيصًا وتطهيرًا.
وسَلْه: أَلَا تتفق معي أن الواجب إغلاقها، وعدم الدخول إليها؟ وإذا كنتَ لا تستطيع البعد عنها، فاترك الإنترنت كله.
قلْ له: إن الإنترنت أفْقَد كثيرًا من الشباب عقولهم في بعض المواقع الفاسدة، هل تتصوَّر أنها ذهبت بالعفة والشرف والمروءة؟ هل تعلم أنها سلختْ بعض الشباب من دينهم؟ هل تعلم أنها أفقدتْ أهل الفضل فضلهم؟ وهكذا، قرِّر له فساد مثل هذه المواقع وضررها، وآثارها الفجة.
وسَلْه عن ردِّ فعله لو علم أن بعض إخوانه أو أخواته، يدخل هذه المواقع.
واستخدم معه الخطوات التالية:
1- تذكيره بالاستعداد للقاء الله؛ فمَن استعدَّ للقاء الله خمدتْ مِن قلبه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى الله، وعكفتْ هِمَّتُه على الله، وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدث همة أخرى، وعلومًا أُخَر، وولد ولادةً أخرى.
2- حدِّثه عن الحياء من الله، وأنه سبحانه مُطَّلع عليه في جميع أحواله، يعلم خائنة عينه وما يخفي صدره؛ ليتعلم كيف يراقبه سبحانه في أفعاله، واضربْ له مثلًا: لو أنَّ شخصًا مهيبًا، وصاحب دين وخلق، اطَّلع عليه وهو مُنهَمِك فيما هو فيه، مُسرِف على نفسه، كيف سيكون حاله؟ كما قال النبي: "أن تَستَحْيي من الله تعالى كما تستحيي من الرجل الصالح من قومه" [صحيح؛ رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي].
3- استعنْ على نُصحِه بالدعاء الصادق والمستمرِّ له، بالهداية في ظهْرِ الغيب، واصدقْ في دعائك أن يعصمَه الله مِن المعاصي، ويبغِّضها له، ويحبِّب إليه الإيمان ويزيِّنه في قلبه، وأن يَهْديَ قلبه، ويوفِّقه للهُدَى، ويجعل عمله في رضاه سبحانه والله سميع مجيب.
4- وذكِّره بكلام ابن القيم في كتاب "الجواب الكافي" عند معرض كلامه عن علاج إطلاق النظر للحرام؛ حيث قال: "وكم مِن نظرةٍ أوقعتْ في قلب صاحبها البلاء، فصار والعياذ بالله أسيرًا لها؟ كم مِن نظرة أثَّرتْ على قلب الإنسان حتى أصبحَ أسيرًا في عِشْق الصور؟ ولهذا يجب على الإنسان إذا ابْتُلي بهذا الأمر، أن يرجعَ إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيَه منه، وأن يُعرِض عن هذا، ولا يرفع بصره إلى أحدٍ مِن النساء، أو أحد من المُرد، وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه، وسؤال العافية من هذا الداء؛ سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى.
5- أن تحرصَ على إصلاح دينه، وتعمل على تقوية إيمانه، ورعاية حدود الله؛ فهذه أعظم الخطوات وأشدها تأثيرًا، فإنَّ صلاح الدين هو الصلاح في الخُلُق.
6- ذكِّره بالصلاة؛ فإنها مفتاحُ كلِّ خير، وتَنهَى عن كل شرٍّ، وحُثَّه على صلاة الجماعة، واصحبْه للمسجد.
7- حاولْ أن تبحثَ له عن بعض الصداقات مِن أهل الصالحات؛ ليتأثَّر بهم؛ فـ "المرءُ على دين خليله" كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والظاهرُ أنَّ هوَس أخيك بالأفلام ناجمٌ أيضًا عن فراغٍ عاطفي؛ لبُعْده الشعوري عن والديه وإخوانه، فأشعرْه بقُربك، وحثَّ باقي أفراد الأسرة على التواصل معه، وقد يكون الأمر عسيرًا في البداية حتى يعتاد الحياة الاجتماعية، ويترك الوحدة.
8- حاولْ أن تبحث له عن بدائل مباحة؛ مثل: القراءة، أو هواية محببة إليه، وكذلك أشركوه في الجلسات العائلية.
9- إهداؤه مواد دعوية وَعْظِية صوتية أو مرئية مُناسبة ومُؤثِّرة، وإعطاؤه كتابًا أو كتيبًا يتحدَّث عن الإيمان وسبل تقويته، أو عن الموت، أو عن خطورة المواقع الإباحية.
10- اصحبْه معك في محاضرةٍ دعوية، وتحدَّث معه في حوارٍ هادئ عن مَغَبَّة هذا الطريق، وخطورته عليه في الدنيا والآخرة.
11- اصحبْه للمقابر؛ ليتذكَّر الموت وسكرته، والقبر وظلمته.
12- لا تستعظمْ هدايته أو توبته، ولا تتصوَّر أنها بعيدة المنال، وإنما عليك أن تبحث عن بذور الصلاح فيه، فتعمل على إحيائها في قلبه، وإيقاظها في رُوحِه، وتذكَّر أن أكابر الصحابة كانوا مشركين، ثم فتح الله قلبهم للتقوى، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مِن أشدِّ أعداء الإسلام حتى قال قائلهم: "لو أسلم حمار آل الخطاب، ما أسلم عمر"، وشاء الله أن يُسلِم، ويكون إسلامه فتحًا للإسلام.
وتابع سُلوكَه دون أن يشعرَ بأنك تُراقِبه، وهكذا، لا تتركه فترة طويلة.
13- توجَّه إلى مَن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
فبدايةً أخي الكريم احْذَرْ أن تخبرَ الأهل بما عَرَفت؛ لأنه سوف يكسر عنده حاجز الحياء، وقد يجعله لا يُبالي بعد ذلك، ثم قد تأتي ردة فعل الأهل ضعيفةً، فيفتح له باب شر أكبر، أو تكون قويةً أكثر مِن المطلوب، فتحدث العلل النفسيَّة.
وقبل أن أُجِيبك أخي الكريم أحبُّ أن نتعامَل مع الأمر بواقعيَّة، وإدراك للواقع الذي نحياه؛ فقد ابْتُلي كثيرٌ مِن شبابنا بالدخول إلى تلك المواقع الجنسيَّة، ولا غرابة في هذا إذا علمنا أن انتشارَ ذلك بين المسلمين مِن تدبير اليهود؛ حيث نصُّوا في بروتوكولاتهم على أنَّ سلاحهم في إفساد الأمم بالجنس والمخدِّرات، فيُلْهون المسلمين عن دينهم وقضاياهم الكبيرة بتلك السفاسف، حتى أصاب الجميع رجالًا ونساءً السعار الجنسي.
وقد تعيَّن عليك النهي عن هذا المنكر؛ لاطِّلاعك على مخالفات أخيك، وحِفاظًا عليه من الانجراف في تلك الفتنة، ببذلِ النُّصح له، وبيان خطورة ما يفعله، وتتسلح بالعلم والصبر، والرغبة الصادقة في إصلاحه، مع معرفة أنَّ طريق الدعوة والصلاح شاقة، وتحتاج لجهد مُتواصل وتضحيات، واحتساب الأجر عند الله تعالى الذي أخبر على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: "فوالله، لأن يُهدَى بك رجلٌ واحد خير لك من حُمْر النَّعَم" [متَّفَق عليه]، فأكثرُ الخلق لا ينقادون للحقِّ إلا قهرًا، فساعِدْه، وشجِّعه، ولا تَلُمْه، ولا تُوَبِّخه، واقتربْ منه، ولا تبتعد عنه.
تقرَّبْ إليه أولًا، ولتُحسن إليه، واحذرْ أن تُظهِرَ استعلاءً عليه، بل أظْهِر الشفقة والرحمة به، والخوف عليه، مع الرِّفق واللين، وإنشاء حوار عقلي، تستدعي فيه الأدلة الشرعيةَ، والقِيَم والمبادئ الصحيحة، فهذا أدْعى إن شاء الله للقبول، ولا تعجل عليه، ولا تستعجل النتائج، ولا تُكثر عليه، ولتكنْ على درايةٍ بأن ترْكَ هذا النوع من المعاصي يحتاج إلى مجاهدةٍ ذاتيةٍ، وصراعٍ مع النفس؛ لإخراج الهوى مِن القلب الذي هو حجاب عن الله والدار الآخرة، وينتصر فيه الإيمان الكامن في النفس أخيرًا؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]؛ فليبدأ بالمجاهدة، وسيُعينه الله.
وكذلك لتعلم أن مفتاحَ ذلك كله صِدْق التأهُّب عند أخيك، وتقوية المراقَبة عنده لله، والاستعداد الصادق للإقْلاع عنها.
حاوِرْه، وليكنْ حِوارك معه بالحكمة والموعظة الحسنة، فبيِّن له مثلًا أن استخدام الشبكة العالمية الإنترنت ليس للفساد، وإنما للتزوُّد من المعلومات والخبرات العلمية، ومعرفة أخبار العالم والمسلمين.
ووضِّح له أن هذه المواقع الإلكترونية، أول مَن أنشأها هم الكفار، ومهما أرادوا بها، فقد استخدمها بعضُهم لتشويهِ الإسلام وضربه، وإفساد المسلمين وإخراجهم من دينهم، واذكرْ له بعض الأمثلة لبعض المواقع الفاسِدة المفْسِدة، ومنها المواقع الإباحية.
ثم اجتهدْ في إقناعه بفسادِها وضلالها، وعاقبتها الوخيمة، وأنها تُوقِع الإنسان مِن حيثُ لا يشعر في الرذيلة، وتصدُّه بذلك عن الفضيلة، علاوةً على ذلك؛ تجعله عبدًا لها، فيمكث طوال نهاره وليله أمامها، لا يرده في ذلك إلا النوم، بل يتسبَّب في بعض الأحيان إلى ترْكِ الدراسة أو الوظيفة، والبحث عن مُزاولة الفاحشة، وبيِّن له أنه وُجِد بعض الشباب قد أصابه المرضُ مِن جراء ذلك، ولا يعلم أحد السبب الحقيقي في ذلك، منهم مَن يقول: إن السبب جنٌّ، ومنهم مَن يقول: إنه عين، ومنهم مَن يقول: إنه بسبب العِشْق أو الغرام الذي سببه له مشاهدة المواقع الضالة المضلَّة، وحقيقة الأمر مهما كان السبب أنها عقوبة مُعَجَّلة في الدنيا قبل الآخرة، أو قد تكون عظةً وموقظةً، وقد تكون تمحيصًا وتطهيرًا.
وسَلْه: أَلَا تتفق معي أن الواجب إغلاقها، وعدم الدخول إليها؟ وإذا كنتَ لا تستطيع البعد عنها، فاترك الإنترنت كله.
قلْ له: إن الإنترنت أفْقَد كثيرًا من الشباب عقولهم في بعض المواقع الفاسدة، هل تتصوَّر أنها ذهبت بالعفة والشرف والمروءة؟ هل تعلم أنها سلختْ بعض الشباب من دينهم؟ هل تعلم أنها أفقدتْ أهل الفضل فضلهم؟ وهكذا، قرِّر له فساد مثل هذه المواقع وضررها، وآثارها الفجة.
وسَلْه عن ردِّ فعله لو علم أن بعض إخوانه أو أخواته، يدخل هذه المواقع.
واستخدم معه الخطوات التالية:
1- تذكيره بالاستعداد للقاء الله؛ فمَن استعدَّ للقاء الله خمدتْ مِن قلبه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى الله، وعكفتْ هِمَّتُه على الله، وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدث همة أخرى، وعلومًا أُخَر، وولد ولادةً أخرى.
2- حدِّثه عن الحياء من الله، وأنه سبحانه مُطَّلع عليه في جميع أحواله، يعلم خائنة عينه وما يخفي صدره؛ ليتعلم كيف يراقبه سبحانه في أفعاله، واضربْ له مثلًا: لو أنَّ شخصًا مهيبًا، وصاحب دين وخلق، اطَّلع عليه وهو مُنهَمِك فيما هو فيه، مُسرِف على نفسه، كيف سيكون حاله؟ كما قال النبي: "أن تَستَحْيي من الله تعالى كما تستحيي من الرجل الصالح من قومه" [صحيح؛ رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي].
3- استعنْ على نُصحِه بالدعاء الصادق والمستمرِّ له، بالهداية في ظهْرِ الغيب، واصدقْ في دعائك أن يعصمَه الله مِن المعاصي، ويبغِّضها له، ويحبِّب إليه الإيمان ويزيِّنه في قلبه، وأن يَهْديَ قلبه، ويوفِّقه للهُدَى، ويجعل عمله في رضاه سبحانه والله سميع مجيب.
4- وذكِّره بكلام ابن القيم في كتاب "الجواب الكافي" عند معرض كلامه عن علاج إطلاق النظر للحرام؛ حيث قال: "وكم مِن نظرةٍ أوقعتْ في قلب صاحبها البلاء، فصار والعياذ بالله أسيرًا لها؟ كم مِن نظرة أثَّرتْ على قلب الإنسان حتى أصبحَ أسيرًا في عِشْق الصور؟ ولهذا يجب على الإنسان إذا ابْتُلي بهذا الأمر، أن يرجعَ إلى الله عز وجل بالدعاء بأن يعافيَه منه، وأن يُعرِض عن هذا، ولا يرفع بصره إلى أحدٍ مِن النساء، أو أحد من المُرد، وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه، وسؤال العافية من هذا الداء؛ سوف يزول عنه إن شاء الله تعالى.
5- أن تحرصَ على إصلاح دينه، وتعمل على تقوية إيمانه، ورعاية حدود الله؛ فهذه أعظم الخطوات وأشدها تأثيرًا، فإنَّ صلاح الدين هو الصلاح في الخُلُق.
6- ذكِّره بالصلاة؛ فإنها مفتاحُ كلِّ خير، وتَنهَى عن كل شرٍّ، وحُثَّه على صلاة الجماعة، واصحبْه للمسجد.
7- حاولْ أن تبحثَ له عن بعض الصداقات مِن أهل الصالحات؛ ليتأثَّر بهم؛ فـ "المرءُ على دين خليله" كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والظاهرُ أنَّ هوَس أخيك بالأفلام ناجمٌ أيضًا عن فراغٍ عاطفي؛ لبُعْده الشعوري عن والديه وإخوانه، فأشعرْه بقُربك، وحثَّ باقي أفراد الأسرة على التواصل معه، وقد يكون الأمر عسيرًا في البداية حتى يعتاد الحياة الاجتماعية، ويترك الوحدة.
8- حاولْ أن تبحث له عن بدائل مباحة؛ مثل: القراءة، أو هواية محببة إليه، وكذلك أشركوه في الجلسات العائلية.
9- إهداؤه مواد دعوية وَعْظِية صوتية أو مرئية مُناسبة ومُؤثِّرة، وإعطاؤه كتابًا أو كتيبًا يتحدَّث عن الإيمان وسبل تقويته، أو عن الموت، أو عن خطورة المواقع الإباحية.
10- اصحبْه معك في محاضرةٍ دعوية، وتحدَّث معه في حوارٍ هادئ عن مَغَبَّة هذا الطريق، وخطورته عليه في الدنيا والآخرة.
11- اصحبْه للمقابر؛ ليتذكَّر الموت وسكرته، والقبر وظلمته.
12- لا تستعظمْ هدايته أو توبته، ولا تتصوَّر أنها بعيدة المنال، وإنما عليك أن تبحث عن بذور الصلاح فيه، فتعمل على إحيائها في قلبه، وإيقاظها في رُوحِه، وتذكَّر أن أكابر الصحابة كانوا مشركين، ثم فتح الله قلبهم للتقوى، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مِن أشدِّ أعداء الإسلام حتى قال قائلهم: "لو أسلم حمار آل الخطاب، ما أسلم عمر"، وشاء الله أن يُسلِم، ويكون إسلامه فتحًا للإسلام.
وتابع سُلوكَه دون أن يشعرَ بأنك تُراقِبه، وهكذا، لا تتركه فترة طويلة.
13- توجَّه إلى مَن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.