زوجي لا يكفيني
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال: أنا مُتزوِّجة منذ سنين، وزوجي لا يستطيع أن يَكفِي شَهوتي!
في أول زواجِنا كان يُحاول إقناعي بأني السبب في عدم قُدرتِه على ذلك، وكان يُجبِرني على مُشاهَدة الأفلام الجِنسيَّة!
رزَقني الله منه أولادًا، وحَمِدتُه على ذلك، ولكنه لا يَكفيني، وأنا أخاف أن أُغضِب الله، ولا أُريد ذلك.
فكَّرتُ في الطَّلاق، ولكن ما يَمنعني هُم أولادي، فلا أريد أن يأخذَهم مني، فماذا أفعل وأنا شابَّة ومُحتاجة لهذه العلاقة دائماً؟
كما أن أهله يَعرِفون عن بَيتِنا كلَّ شيء، حتى حين نُقيم عَلاقة الزوجيَّة.
ماذا أفعل؟ أجيبوني أرجوكم؛ فأنا أخاف ألا أُقيم حدود الله!
في أول زواجِنا كان يُحاول إقناعي بأني السبب في عدم قُدرتِه على ذلك، وكان يُجبِرني على مُشاهَدة الأفلام الجِنسيَّة!
رزَقني الله منه أولادًا، وحَمِدتُه على ذلك، ولكنه لا يَكفيني، وأنا أخاف أن أُغضِب الله، ولا أُريد ذلك.
فكَّرتُ في الطَّلاق، ولكن ما يَمنعني هُم أولادي، فلا أريد أن يأخذَهم مني، فماذا أفعل وأنا شابَّة ومُحتاجة لهذه العلاقة دائماً؟
كما أن أهله يَعرِفون عن بَيتِنا كلَّ شيء، حتى حين نُقيم عَلاقة الزوجيَّة.
ماذا أفعل؟ أجيبوني أرجوكم؛ فأنا أخاف ألا أُقيم حدود الله!
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه. أما بعدُ:
فالذي يظهر مِن كلامِكِ أن زَوجكِ يُعاني مِن مشكلاتٍ جنسيَّة، تجعله يُقصِّر معكِ في حُقوقكِ الزوجية، وهذه مسألةٌ دقيقة يجب التعامُل معها بحَذَرٍ؛ نظرًا لحساسيتها الشديدة، ولطبيعة بعضِ الرجال المتَّسمة بالعُنجُهيَّة لا سيما في هذا الباب، بل الكثير مِن الخَلقِ لا يُجِيزون للمرأة المُطالَبة بذلك الحقِّ، ويَعتبِرون طلبه مِن العَيب؛ فالرجلُ يستبدُّ به؛ إن شاء أعطاه، وإن شاء منَعه، وكلُّ هذا خِلاف الشرع الحنيف الذي أوجب على الرجل أن يعفَّ امرأته بقدْر حاجَتِها وقُدرتِه؛ كما قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في "مجموع الفتاوى" (32/ 271): "يجب على الرجل أن يطأَ زوجته بالمعروف؛ وهو مِن أَوكَدِ حقِّها عليه؛ أعظم مِن إطعامها، والوطْء الواجِب: قيل: إنه واجب في كلِّ أربعة أشهر مرةً، وقيل: بقدْر حاجتِها وقُدرتِه؛ كما يُطعِمها بقدْر حاجَتِها وقُدرتِه، وهذا أصحُّ القَولين، والله أعلم".
فافتَحي نِقاشًا معه في هذا الموضوع، واستَوضِحي منه الصورة كاملةً في جلسة مُصارَحة، ووضِّحي حاجتكِ لهذا الأمر ككُلِّ امرأة طبيعيةٍ؛ بأسلوب جميلٍ، رقيق هادِئ، وأَشعِريه قولًا وعملًا أنكِ زوجته المُحِبَّة، وأنَّ مِن حُقوقكِ عليه أن يُشبِع رغبتَكِ التي أودعها الله عز وجل فيكِ، وأن إهمال الزَّوج لامرأته في هذا الجانب يُشعِرها بأنها غير مرغوب فيها، ونحو ذلك مِن الكلام، وإن ذكَر لك أسبابًا لهذا التأخُّر، فحاولي تَقديرها، والعمل معه على حلِّها، لا سيما والأدوية الحديثة قد حلَّت الكثيرَ مِن هذه المشكلات، فإن رفَض النِّقاش، أو وجدتِ صُعوبةً في النِّقاش معه؛ فأرسلي له رسالةً رقيقةً اشرَحي فيها وجهة نَظرِك؛ فهي أيضًا وسيلةٌ جيدة نافِعة بإذن الله في حلِّ بعض المُشكِلات.
• فكِّري في أَقصَر وأفضل الطُّرُق للوصول لقلبِه، وتزيَّني وتعطَّري بما يَروقُه، ويَجذِب قلبه، مع الحِرص على التجديد مِن النمَط اليوميِّ للحياة؛ حتى تُغنيه عن مُشاهَدة الحَرام.
• عبِّري عن حُبِّكِ وتَقديركِ بكلماتٍ جميلة، ورسائلَ مُعطَّرة، وطُرقٍ مُبتكَرة مُختلِفة، كأن تَضعي كلمات تُسعِده على المرآة مثلًا، أو تُقدِّمي له هديةً، وتَكتُبي عليها كلمات مِن قَلبِك، تدلُّ على مَحبَّتِك له.
• تزيَّني بالرِّفق واللِّين والابتسامة؛ فلهذا فعل السِّحر مع الزَّوج.
• تقرَّبي له بما يُحبُّ مِن الكلمات أو التصرُّفات، إلى غير ذلك، مُحتسِبةً الأجر عند الله عزَّ وجلَّ.
• احرِصي على زيادة إيمانكِ، والقُربِ مِن الله تعالى؛ فتلك وسيلةٌ ناجِعة في صَلاح الأزواج والذرِّية.
• وسِّعي دائرة اهتماماتِك؛ كالأعمال العامَّة والقراءة، وذلك سيُبعِد تَفكيرك قليلًا عن زَوجِك مما يُهدِّئ مِن نَفسِك.
• أَكثِري مِن الدُّعاء في أوقات وأحوال الإجابة؛ فذلك مِن صِفات عباد الرحمن؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
• إن استجاب بعد مدة، وتحسَّنتْ عَلاقته الخاصَّة بكِ؛ فبقية الأمور مما ذَكرتِ مِن مشكلاتٍ أسرية؛ كإفشائه لأسرارِكما الداخليَّة، يُمكِن تَدارُكها بالتفاهُم والنِّقاش الهادئ، وإن تطلَّب الأمر علاجًا طبيًّا يحتاج لمدة زمنية مُحدَّدة، فاصبِري عليه؛ مُحتسِبةً ذلك عند الله.
• ولكن إن لم يُبدِ تفاهُمًا، أو رفَض العلاج، أو هوَّن مِن المسألة، أو لم يتفهَّم حاجتكِ؛ فالأمر إليك إن كنتِ تَستطيعين الصبر على ذلك، ولْتَشغلي نفسَكِ بما يَصرِفكِ عن طلب تلك الحاجَة، أما إن كنتِ لا تستطيعين الصبر كما ذكرتِ أنَّك دائمًا تحتاجِين لها، ففي تلك الحال لك أن تَطلُبي الطَّلاق؛ وقد علَّمنا الشارع الحَكيم أنه إذا تعذَّر الاتِّفاق بين الزَّوجَين، فإنه لا بأس بالفِراق؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} [النساء: 130]، فأخبر سبحانه وتعالى أن الزَّوجَين إذا تفرَّقا، فالله يُغنيه عنها، إن كانت ظالمةً له، ويُغنِيها عنه إن كان ظالمًا لها، ويُعوِّضه مَن هو خير له، ويُعوِّضها مَن هو خير لها، مِن فضله وإحسانه الواسع الشامِل.
فالذي يظهر مِن كلامِكِ أن زَوجكِ يُعاني مِن مشكلاتٍ جنسيَّة، تجعله يُقصِّر معكِ في حُقوقكِ الزوجية، وهذه مسألةٌ دقيقة يجب التعامُل معها بحَذَرٍ؛ نظرًا لحساسيتها الشديدة، ولطبيعة بعضِ الرجال المتَّسمة بالعُنجُهيَّة لا سيما في هذا الباب، بل الكثير مِن الخَلقِ لا يُجِيزون للمرأة المُطالَبة بذلك الحقِّ، ويَعتبِرون طلبه مِن العَيب؛ فالرجلُ يستبدُّ به؛ إن شاء أعطاه، وإن شاء منَعه، وكلُّ هذا خِلاف الشرع الحنيف الذي أوجب على الرجل أن يعفَّ امرأته بقدْر حاجَتِها وقُدرتِه؛ كما قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة في "مجموع الفتاوى" (32/ 271): "يجب على الرجل أن يطأَ زوجته بالمعروف؛ وهو مِن أَوكَدِ حقِّها عليه؛ أعظم مِن إطعامها، والوطْء الواجِب: قيل: إنه واجب في كلِّ أربعة أشهر مرةً، وقيل: بقدْر حاجتِها وقُدرتِه؛ كما يُطعِمها بقدْر حاجَتِها وقُدرتِه، وهذا أصحُّ القَولين، والله أعلم".
فافتَحي نِقاشًا معه في هذا الموضوع، واستَوضِحي منه الصورة كاملةً في جلسة مُصارَحة، ووضِّحي حاجتكِ لهذا الأمر ككُلِّ امرأة طبيعيةٍ؛ بأسلوب جميلٍ، رقيق هادِئ، وأَشعِريه قولًا وعملًا أنكِ زوجته المُحِبَّة، وأنَّ مِن حُقوقكِ عليه أن يُشبِع رغبتَكِ التي أودعها الله عز وجل فيكِ، وأن إهمال الزَّوج لامرأته في هذا الجانب يُشعِرها بأنها غير مرغوب فيها، ونحو ذلك مِن الكلام، وإن ذكَر لك أسبابًا لهذا التأخُّر، فحاولي تَقديرها، والعمل معه على حلِّها، لا سيما والأدوية الحديثة قد حلَّت الكثيرَ مِن هذه المشكلات، فإن رفَض النِّقاش، أو وجدتِ صُعوبةً في النِّقاش معه؛ فأرسلي له رسالةً رقيقةً اشرَحي فيها وجهة نَظرِك؛ فهي أيضًا وسيلةٌ جيدة نافِعة بإذن الله في حلِّ بعض المُشكِلات.
• فكِّري في أَقصَر وأفضل الطُّرُق للوصول لقلبِه، وتزيَّني وتعطَّري بما يَروقُه، ويَجذِب قلبه، مع الحِرص على التجديد مِن النمَط اليوميِّ للحياة؛ حتى تُغنيه عن مُشاهَدة الحَرام.
• عبِّري عن حُبِّكِ وتَقديركِ بكلماتٍ جميلة، ورسائلَ مُعطَّرة، وطُرقٍ مُبتكَرة مُختلِفة، كأن تَضعي كلمات تُسعِده على المرآة مثلًا، أو تُقدِّمي له هديةً، وتَكتُبي عليها كلمات مِن قَلبِك، تدلُّ على مَحبَّتِك له.
• تزيَّني بالرِّفق واللِّين والابتسامة؛ فلهذا فعل السِّحر مع الزَّوج.
• تقرَّبي له بما يُحبُّ مِن الكلمات أو التصرُّفات، إلى غير ذلك، مُحتسِبةً الأجر عند الله عزَّ وجلَّ.
• احرِصي على زيادة إيمانكِ، والقُربِ مِن الله تعالى؛ فتلك وسيلةٌ ناجِعة في صَلاح الأزواج والذرِّية.
• وسِّعي دائرة اهتماماتِك؛ كالأعمال العامَّة والقراءة، وذلك سيُبعِد تَفكيرك قليلًا عن زَوجِك مما يُهدِّئ مِن نَفسِك.
• أَكثِري مِن الدُّعاء في أوقات وأحوال الإجابة؛ فذلك مِن صِفات عباد الرحمن؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
• إن استجاب بعد مدة، وتحسَّنتْ عَلاقته الخاصَّة بكِ؛ فبقية الأمور مما ذَكرتِ مِن مشكلاتٍ أسرية؛ كإفشائه لأسرارِكما الداخليَّة، يُمكِن تَدارُكها بالتفاهُم والنِّقاش الهادئ، وإن تطلَّب الأمر علاجًا طبيًّا يحتاج لمدة زمنية مُحدَّدة، فاصبِري عليه؛ مُحتسِبةً ذلك عند الله.
• ولكن إن لم يُبدِ تفاهُمًا، أو رفَض العلاج، أو هوَّن مِن المسألة، أو لم يتفهَّم حاجتكِ؛ فالأمر إليك إن كنتِ تَستطيعين الصبر على ذلك، ولْتَشغلي نفسَكِ بما يَصرِفكِ عن طلب تلك الحاجَة، أما إن كنتِ لا تستطيعين الصبر كما ذكرتِ أنَّك دائمًا تحتاجِين لها، ففي تلك الحال لك أن تَطلُبي الطَّلاق؛ وقد علَّمنا الشارع الحَكيم أنه إذا تعذَّر الاتِّفاق بين الزَّوجَين، فإنه لا بأس بالفِراق؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا} [النساء: 130]، فأخبر سبحانه وتعالى أن الزَّوجَين إذا تفرَّقا، فالله يُغنيه عنها، إن كانت ظالمةً له، ويُغنِيها عنه إن كان ظالمًا لها، ويُعوِّضه مَن هو خير له، ويُعوِّضها مَن هو خير لها، مِن فضله وإحسانه الواسع الشامِل.