هل الرقية تشفي أخي المريض؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الذكر والدعاء - فتاوى طبية - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال: لي أخٌ عزيزٌ مصابٌ بمرضٍ نفروزيٍّ، كُلويٍّ، حادٍّ، منذ أكثر من عشر سنوات؛ تعاطَى جميع الأدوية المخصصة لذلك المرض، سافر إلى عدة بلدانٍ دون جدوى، مع أنَّ وظائف الكُلى ممتازة!
ذات يوم وهو في غفوة من النوم سمع مَن يكلمُه ويقول له: سوف أفجِّر كليتك! فعزم على أن يؤدِّي عمرة، وأن يدعو الله بالشفاء، قررتُ أن أذهبَ معه، ولكنني أحببتُ أن أذهب لراقٍ ليرقيه، فما رأيكم في ذلك؟
ذات يوم وهو في غفوة من النوم سمع مَن يكلمُه ويقول له: سوف أفجِّر كليتك! فعزم على أن يؤدِّي عمرة، وأن يدعو الله بالشفاء، قررتُ أن أذهبَ معه، ولكنني أحببتُ أن أذهب لراقٍ ليرقيه، فما رأيكم في ذلك؟
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
أسأل اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَك، أَذْهِبِ الباسَ ربَّ الناس، اشفِ وأنت الشافي؛ لا شفاءَ إلا شفاؤُكَ، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا، وبعدُ:
فإنَّ الله تعالى يَبتلِي مَن شاءَ مِن عباده، بما شاء مِن الأمراضِ والأوجاع؛ تكفيرًا لسيئاتهم، ورفعًا لدرجاتهم، وقد شرع اللهُ تعالى لعباده طَلَبَ الدواءِ، والبحثَ عنه؛ كما في قولِه صلى الله عليه وسلم: "تداوَوْا عبادَ الله؛ فإنَّ الله لم يضعْ داءً إلا وَضَعَ له شفاءً، أو دواءً إلا داءً واحدًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما هو؟ قال: الهرَمُ" [رواه أصحابُ السُّنن].
والأدويةُ إمَّا تجريبيَّة يعرفُها الأطباءُ بالتجربة، أو روحانيةٌ بالرقية الشرعيَّة بالقرآن، والأدعيةِ النبويةِ، والكلماتِ النافعةِ، والقرآنُ الكريمُ كلُّه شفاءٌ ورحمةٌ؛ كما قال تعالى: {ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفاءٌ ورحمةٌ} [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44].
قال العلَّامة ابن سعدي: "أي: يهديهم لطريق الرُّشد، والصراطِ المستقيم، ويُعلِّمُهم من العُلوم النافعةِ ما تحصُلُ به الهدايةُ التامة، وشفاءٌ لهم من الأسقام البدنيَّة، والأسقام القلبيَّة". اهـ من "تيسير الكريم الرحمن" (4 / 403).
وفي "صحيح مسلم" من حديث عوف بن مالك الأشجعيِّ قال: كنا نرقي في الجاهليَّة، فقلنا: يا رسولَ الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرِضُوا عليَّ رُقاكم، لا بأسَ بالرُّقَى ما لم يكنْ فيه شِرْكٍ".
ولا بأسَ أن تَعْرِضَ أخاك عَلَى بعضِ الرُّقاةِ المعالجين بالقرآن، ولكن احذرْ مِن الاغترار بكل أحدٍ.
وأنبهكَ أخي الكريم إلى أن ما رآه أخوك وسمعه من حلم مفزع سببه الشيطان؛ ليُحزِنه بها، وليس بضارِّه شيئًا إلا بإذن الله عز وجل.
وقد روى مسلم عنْ جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: رأيتُ في المنام كأن رأسي قُطِعَ! قال: فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: "إذا لعِب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدِّثْ به الناس".
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: إن كنتُ لَأَرَى الرؤيا تُمْرِضُني، قال: فلقيتُ أبا قتادة، فقال: وأنا كنتُ لَأَرَى الرؤيا فتُمْرِضُنِي، متى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدِّثْ بها إلا من يُحِبُّ، وإن رَأَى ما يكرهُ، فليتْفُلْ عن يساره ثلاثًا، وليتَعَوَّذْ بالله من شرِّ الشيطان، ولا يحدث بها أحدًا، فإنها لن تضرَّه" [متفق عليه، واللفظ لمسلم]، وفي رواية: "وليَتَحَوَّلْ عن جنبِهِ الذي كان عليه"، وفي رواية عند مسلم أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن رَأَى أحدُكُم ما يكرهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ..".
فمَن فعل هذه الأشياء عندما يرى ما يكرهه وهي: أن يستعيذَ بالله من الشيطان، ومن شر الرؤيا، وينفث عنْ يساره ثلاثًا فلن تضرَّه إن شاء الله تلك الرؤيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت مفزعةً ومقلقةً.
أسأل اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَك، أَذْهِبِ الباسَ ربَّ الناس، اشفِ وأنت الشافي؛ لا شفاءَ إلا شفاؤُكَ، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا، وبعدُ:
فإنَّ الله تعالى يَبتلِي مَن شاءَ مِن عباده، بما شاء مِن الأمراضِ والأوجاع؛ تكفيرًا لسيئاتهم، ورفعًا لدرجاتهم، وقد شرع اللهُ تعالى لعباده طَلَبَ الدواءِ، والبحثَ عنه؛ كما في قولِه صلى الله عليه وسلم: "تداوَوْا عبادَ الله؛ فإنَّ الله لم يضعْ داءً إلا وَضَعَ له شفاءً، أو دواءً إلا داءً واحدًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما هو؟ قال: الهرَمُ" [رواه أصحابُ السُّنن].
والأدويةُ إمَّا تجريبيَّة يعرفُها الأطباءُ بالتجربة، أو روحانيةٌ بالرقية الشرعيَّة بالقرآن، والأدعيةِ النبويةِ، والكلماتِ النافعةِ، والقرآنُ الكريمُ كلُّه شفاءٌ ورحمةٌ؛ كما قال تعالى: {ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفاءٌ ورحمةٌ} [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44].
قال العلَّامة ابن سعدي: "أي: يهديهم لطريق الرُّشد، والصراطِ المستقيم، ويُعلِّمُهم من العُلوم النافعةِ ما تحصُلُ به الهدايةُ التامة، وشفاءٌ لهم من الأسقام البدنيَّة، والأسقام القلبيَّة". اهـ من "تيسير الكريم الرحمن" (4 / 403).
وفي "صحيح مسلم" من حديث عوف بن مالك الأشجعيِّ قال: كنا نرقي في الجاهليَّة، فقلنا: يا رسولَ الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرِضُوا عليَّ رُقاكم، لا بأسَ بالرُّقَى ما لم يكنْ فيه شِرْكٍ".
ولا بأسَ أن تَعْرِضَ أخاك عَلَى بعضِ الرُّقاةِ المعالجين بالقرآن، ولكن احذرْ مِن الاغترار بكل أحدٍ.
وأنبهكَ أخي الكريم إلى أن ما رآه أخوك وسمعه من حلم مفزع سببه الشيطان؛ ليُحزِنه بها، وليس بضارِّه شيئًا إلا بإذن الله عز وجل.
وقد روى مسلم عنْ جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: رأيتُ في المنام كأن رأسي قُطِعَ! قال: فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال: "إذا لعِب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدِّثْ به الناس".
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: إن كنتُ لَأَرَى الرؤيا تُمْرِضُني، قال: فلقيتُ أبا قتادة، فقال: وأنا كنتُ لَأَرَى الرؤيا فتُمْرِضُنِي، متى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدِّثْ بها إلا من يُحِبُّ، وإن رَأَى ما يكرهُ، فليتْفُلْ عن يساره ثلاثًا، وليتَعَوَّذْ بالله من شرِّ الشيطان، ولا يحدث بها أحدًا، فإنها لن تضرَّه" [متفق عليه، واللفظ لمسلم]، وفي رواية: "وليَتَحَوَّلْ عن جنبِهِ الذي كان عليه"، وفي رواية عند مسلم أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن رَأَى أحدُكُم ما يكرهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ..".
فمَن فعل هذه الأشياء عندما يرى ما يكرهه وهي: أن يستعيذَ بالله من الشيطان، ومن شر الرؤيا، وينفث عنْ يساره ثلاثًا فلن تضرَّه إن شاء الله تلك الرؤيا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت مفزعةً ومقلقةً.