مظلوم في عملي، فهل أقدم استقالتي؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الربا والفوائد - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال: أنا موظَّف في بنكٍ، وقبل أسبوع تمَّ توزيعُ الزيادات وإعطاء العلاوات، ولم آخذ شيئًا من العلاوات ولا الزيادات، وأنا على هذه الحال منذ سبع سنين، إلا مرَّة واحدة!
حاولتُ معرفة الأسباب، فلم أستطعْ؛ إدارة الفرع تقول: هذا مِن عند الإدارة، وإدارة البنك تقول: مِن إدارة الفرع، وأنا ضائع في الوسط، رغم أن تقييمي كل سنة: "ممتاز"، وآخذ أعمال غيري لأنجزها، ولا أتذمر من العمل، وأتَّبع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "من عَمِلَ منكم عملًا، فليتقنْه".
في السنوات الأخيرةِ بدأتُ أشعر بعدم راحة من الناحية الدينيَّة؛ إذ الراتب يدخُل فيه بعض الشبهات مِن ربًا وغيره، وأنه يوجد بالبنك أناس ظالمون، وخلال السنوات الماضية كنتُ أبحث عن عملٍ غيرِه، لكن بلا فائدةٍ، وكل مرة أستخير لأقدِّم الاستِقالة، ولكن يضيق صدري.
استخرتُ قبل توزيع العلاوات؛ أي: الأسبوع الماضي بتقديم الاستقالةِ، فشعرتُ بيومٍ عجيب لم أشعر مثله في حياتي بسعادة رهيبةٍ، كتبتُ الاستقالة، وتقدمتُ بها إلى إدارة الفرع، وكلي حماس، ومتوكل على الله، ولكن بدأتْ تأتيني الشكوك؛ فعندي أقساطٌ لم أنْتَهِ منها، وعليَّ ديون، ومتزوِّج، بدأت الوساوسُ تطاردني، استعذتُ بالله، ثم استخرتُ لأرجع إلى العمل، فضاق صدري، ورأيتُ أحلامًا مزعجة، إحداها تفسر بـ: أن هذه السنة ستكون سنة تعب، وهمٍّ، وغمٍّ، والعلم عند الله.
فلا أدري ما العمل؟ أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء، وغفر لنا ولكم، ولوالدينا ولجميع المسلمين.
حاولتُ معرفة الأسباب، فلم أستطعْ؛ إدارة الفرع تقول: هذا مِن عند الإدارة، وإدارة البنك تقول: مِن إدارة الفرع، وأنا ضائع في الوسط، رغم أن تقييمي كل سنة: "ممتاز"، وآخذ أعمال غيري لأنجزها، ولا أتذمر من العمل، وأتَّبع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: "من عَمِلَ منكم عملًا، فليتقنْه".
في السنوات الأخيرةِ بدأتُ أشعر بعدم راحة من الناحية الدينيَّة؛ إذ الراتب يدخُل فيه بعض الشبهات مِن ربًا وغيره، وأنه يوجد بالبنك أناس ظالمون، وخلال السنوات الماضية كنتُ أبحث عن عملٍ غيرِه، لكن بلا فائدةٍ، وكل مرة أستخير لأقدِّم الاستِقالة، ولكن يضيق صدري.
استخرتُ قبل توزيع العلاوات؛ أي: الأسبوع الماضي بتقديم الاستقالةِ، فشعرتُ بيومٍ عجيب لم أشعر مثله في حياتي بسعادة رهيبةٍ، كتبتُ الاستقالة، وتقدمتُ بها إلى إدارة الفرع، وكلي حماس، ومتوكل على الله، ولكن بدأتْ تأتيني الشكوك؛ فعندي أقساطٌ لم أنْتَهِ منها، وعليَّ ديون، ومتزوِّج، بدأت الوساوسُ تطاردني، استعذتُ بالله، ثم استخرتُ لأرجع إلى العمل، فضاق صدري، ورأيتُ أحلامًا مزعجة، إحداها تفسر بـ: أن هذه السنة ستكون سنة تعب، وهمٍّ، وغمٍّ، والعلم عند الله.
فلا أدري ما العمل؟ أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء، وغفر لنا ولكم، ولوالدينا ولجميع المسلمين.
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإنَّك لم تبيِّنْ إن كان البنكُ الذي تعمل فيه ربويًّا، كما هو حال أكثر البنوك، أو إسلاميًّا؛ فإنْ كان العملُ المذكور تابعًا لبنكٍ إسلاميٍّ، فلا حرَج فيه.
وأمَّا إذا كان البنكُ ربويًّا، فلا يجوز لك العمل فيه، حتَّى وإن كان عملُك بعيدًا عن التَّعامُلات الربويَّة؛ كالحِوالات، والحراسة، والنَّظافة، وغير ذلك؛ لما فيه مِن إعانةٍ على ما حرَّم الله تعالى؛ قال الله عزَّ وجلَّ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
وقد روى مسلم عن جَابِرٍ رضي الله عنْه قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم آكِلَ الرِّبَا ومُؤْكِلَهُ وكَاتِبَه وشَاهِدَيْه"، وقَالَ: "هُمْ سَوَاءٌ".
ولأنَّ العمل فيه إقرارٌ للمنكر، وتركٌ لإنكاره، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإن لم يستطعْ فبلسانه، فإن لم يستطعْ فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان" [رواه مسلم].
ومن المقرَّر: أنه لا يجوز أن يجلس المسلمُ في مكانٍ يُعصَى فيه الله، ولا ينكرُه.
وقد رأيتَ ما سرَّ خاطرَك لمَّا استخرتَ الله لترْك ذلك العمل، ورأيت عكس ذلك مِن ضيقِ صدرٍ، وأحلام مزعجة، لما استخرت للرجوع للعمل.
ولتعلم أنَّ مَن يتَّقِ الله يجعل له مخرجًا، ويرزقْه من حيثُ لا يحتسب، وأن مَنْ ترَك شيئًا لله؛ عوَّضه الله خيرًا منه؛ كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3]، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعِي: أنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ أجَلَها، وتستوعِبَ رزقها؛ فاتقوا الله، وأَجْمِلوا في الطَّلَب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزقِ أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته" [رواه أبو نُعَيْم في "الحلية"، من حديث أبي أمامة، وصحَّحه الألباني].
والله تعالى لم يُبِح إلا الكَسْب الطيِّب، ونهى عن أكل كلِّ خبيث؛ كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره، عن أبي بكر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ جَسَدٍ نَبَتَ من سُحْتٍ؛ فالنَّار أوْلَى به".
كما أنه لا شكَّ في أن مريد الآخرة لا بُدَّ أن يَصبِرَ عن متاع الحياة الدنيا، ويَحرِص على ألَّا يَبِيعَ دينه بدنياه، فما قُدِّر للإنسان في هذه الحياة سيأتيه لا محالة، والواجبُ عليه أن يتَّقيَ الله سبحانه ويُحِسنَ الطَّلب، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والرِّزق الحلال.
فإنَّك لم تبيِّنْ إن كان البنكُ الذي تعمل فيه ربويًّا، كما هو حال أكثر البنوك، أو إسلاميًّا؛ فإنْ كان العملُ المذكور تابعًا لبنكٍ إسلاميٍّ، فلا حرَج فيه.
وأمَّا إذا كان البنكُ ربويًّا، فلا يجوز لك العمل فيه، حتَّى وإن كان عملُك بعيدًا عن التَّعامُلات الربويَّة؛ كالحِوالات، والحراسة، والنَّظافة، وغير ذلك؛ لما فيه مِن إعانةٍ على ما حرَّم الله تعالى؛ قال الله عزَّ وجلَّ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2].
وقد روى مسلم عن جَابِرٍ رضي الله عنْه قَالَ: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم آكِلَ الرِّبَا ومُؤْكِلَهُ وكَاتِبَه وشَاهِدَيْه"، وقَالَ: "هُمْ سَوَاءٌ".
ولأنَّ العمل فيه إقرارٌ للمنكر، وتركٌ لإنكاره، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده، فإن لم يستطعْ فبلسانه، فإن لم يستطعْ فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان" [رواه مسلم].
ومن المقرَّر: أنه لا يجوز أن يجلس المسلمُ في مكانٍ يُعصَى فيه الله، ولا ينكرُه.
وقد رأيتَ ما سرَّ خاطرَك لمَّا استخرتَ الله لترْك ذلك العمل، ورأيت عكس ذلك مِن ضيقِ صدرٍ، وأحلام مزعجة، لما استخرت للرجوع للعمل.
ولتعلم أنَّ مَن يتَّقِ الله يجعل له مخرجًا، ويرزقْه من حيثُ لا يحتسب، وأن مَنْ ترَك شيئًا لله؛ عوَّضه الله خيرًا منه؛ كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3]، وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعِي: أنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ أجَلَها، وتستوعِبَ رزقها؛ فاتقوا الله، وأَجْمِلوا في الطَّلَب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزقِ أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته" [رواه أبو نُعَيْم في "الحلية"، من حديث أبي أمامة، وصحَّحه الألباني].
والله تعالى لم يُبِح إلا الكَسْب الطيِّب، ونهى عن أكل كلِّ خبيث؛ كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره، عن أبي بكر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كلُّ جَسَدٍ نَبَتَ من سُحْتٍ؛ فالنَّار أوْلَى به".
كما أنه لا شكَّ في أن مريد الآخرة لا بُدَّ أن يَصبِرَ عن متاع الحياة الدنيا، ويَحرِص على ألَّا يَبِيعَ دينه بدنياه، فما قُدِّر للإنسان في هذه الحياة سيأتيه لا محالة، والواجبُ عليه أن يتَّقيَ الله سبحانه ويُحِسنَ الطَّلب، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والرِّزق الحلال.