أفكار طموحة لتربية وإصلاح الأجيال
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
أنا سيدةٌ متزوجةٌ أُحِبُّ العلم وأهله، وأطلب العلم. مِن مدةٍ تُراودني فكرة القيام بمشروعٍ يخدم الأمة، وأرى أن مسألة إصلاح الأمة تقوم أساسًا على الأجيال القادمةِ، التي تقوم على تنشئتها الأمهاتُ بشكلٍ كبيرٍ.
ومِن ثَمَّ كان لا بد من تربية هؤلاء الأمهات وتأهيلهنَّ لهذا الهدَف؛ هدَفِ إصلاح الأمة، وبالتوازي أرى أن الفتيات المُلْتَزِمات لا يَجِدْنَ نصيبًا مِن الدراسة كغيرهنَّ؛ فهن أمام خيارَيْنِ:
إما المُكوث في البيوت حتى لا يدرُسْنَ في الاختلاطٍ وغيره من الأمور المحظورة، وإما أن يتنازلْنَ ويَسِرْنَ مع الرَّكْبِ، ويدرسْنَ في ظل الاختلاط، والله المستعان.
كما أنَّ مَنْ يَسِرْنَ في الرَّكْبِ يتأخَّرْنَ في الزواج؛ بسبب حبِّ إكمال الدراسة، ولا يكنَّ أصلًا جاهزاتٍ للزواج، مِن جهة علمهنَّ بواجباتهنَّ تجاه الزوج والبيت، والأطفال وغير ذلك.
ومِن هنا أتتْ فكرتي أن يكونَ هناك مركزٌ خاصٌّ بهنَّ، على أن يتمَّ تأهيلهنَّ مِن خلال تدريسهنَّ القرآن، وشيئًا من العلوم الشرعية، وشيئًا من اللغات الأجنبية، مع تعلُّم بعض المهارات؛ كالحياكة والطبخ، وتعلُّم كيفية تربية الأطفال، مع إضافة شيءٍ مِن الرياضيات والعلوم الأساسية.
المشروعُ الآن مجرد فكرة وخاطرةٍ، وأحتاج إلى استشارة أهل العلم وأهل الدراية ممن أثق فيهم.
أنتظر توجيهاتكم بفارغ الصبر، فلا تبخلوا علينا بها.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَنْ والاه، أما بعدُ:
فشكر الله لك أيتها الأختُ الكريمة اهتمامك بأمور المسلمين، وحِرْصَك على الارتقاء بنساء الأمة.
فكلُّ مسيرات النجاح تبدأ بفكرةٍ في عقْلِ الإنسان، ومن ذلك المشاريعُ الكبيرةُ والاختراعاتُ التي غيَّرَتْ وجْهَ الأرض، فكلُّها بدأتْ بحلمٍ كبيرٍ، ثم سعَى أصحابُه لتطبيقِها، فراوحوا أماكنهم بهمة عاليةٍ، وجاؤوا بما في الإمكان، وحرَّضوا غيرهم عليه، واستثاروا هِمَمهم، وبذَروا الأملَ في النفوس.
أما ما تحلمين به مِن النهضة بالمرأة المسلمة، والتطلُّع لغدٍ أفضل لها وللمجتمع، فيتطلب منك بذْل الجهد الكبير في سبيل ذلك، فـ «
» (صحيح مسلم)؛ كما قال صلى الله عليه وسلم. وقال أيضًا: « » (رواه مسلم).ولكن بلا شك الأمرُ يحتاج إلى تكاتُف جهود مَن معك مِن المحيطين بك، ويحتاج أيضًا إلى مساعدة أو تبَنِّي بعض الجمعيات الكبيرة للفكرة، ومِن ثَم العمل على تنفيذِها، وقد نشأتْ في مجتمعاتنا العربيةِ مَشاريعُ مُشابهةٌ كانتْ في البداية أفكارًا وأحلامًا، وَجَدَتْ مَن يرعاها ويُنْشِئُها في صورةِ مُؤَسَّسات تعليميةٍ؛ كالمدارس، والجمعيات الخيريَّة، وانتقتْ لها المُدَرِّسين، واختارتْ أيضًا نوعيَّةَ الطلاب، وقد أتتْ ثِمارها، ونجحت الفكرة، ولكن ما زِلْنا في حاجةٍ إلى المزيد، وفي حاجة إلى تعليمٍ جامعيٍّ وفق الضوابط الشرعية.
وفقك الله لكلِّ خير.