هل يجوز للحاج المتاجرة أثناء موسم الحج فضلًا عن بعده

السؤال:

قمت أنا وأهلي وأمي بأداء فريضة الحج؛ وبعد مناسك الحج اشتريت بعض الهدايا وبعض الأشياء التي أريد بيعها بعد رجوعي من الحج. مع العلم أنني لم أنوِ التجارة قبل سفري إلى الحج ولا أثناء المناسك. 
ما حكم الشرع في ذلك؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التجارة في موسم الحج أمر مشروع، ولا حرج فيه إن شاء الله، سواء أثناء الموسم أو بعد انتهاء الحج، وهذا لا ينافي الإخلاص، لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:198].
قال القرطبي في تفسيره عند هذه الآية: ففي الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج مع أداء العبادة، وأن القصد إلى ذلك لا يكون شركًا، ولا يخرج به المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه. 
وقد ذكر ابن جرير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية عند جمع غفير من السلف: أن هذه الآية نزلت في التجارة في موسم الحج، من هؤلاء ابن عباس، وابن عمر، ومجاهد، وعطاء، وعكرمة، وغيرهم، فعلى هذا فلا بأس بالتجارة في أثناء موسم الحج، فضلًا عن التجارة بعده.
والله أعلم.