زوجي المدمن سيهدم حياتنا
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوَّجْتُ منذ 4 سنوات تقريبًا، وكان زوجي رجلاً حنونًا، لكنه عصبي، وكان يُدَخِّن لكن خارج البيت!
اكتشفتُ أنه يتعاطَى الحشيش، وواجهتُه فأنكر، ثم بدأ يتغيَّر معي، فأصبح شديدًا جدًّا في معاملته، يُعَلِّق على كل شيء، على لبسي وبيتي.
خصص لنفسه غرفة يجلس فيها وحده ويدخن فيها، ولا يسمح لأحد أن يدخلها، وأصبح عنيفًا معي في كل شيء!
لا يتحمل أن يجلسَ معنا دقائق، وأصبحتْ رائحته كريهة، وأهمل صلاته ونظافته الشخصية.
تعبتُ منه ومِن معاملته، وأدعو له بالهداية، ونصحتُه كثيرًا، لكن كل ذلك لم يؤثرْ عليه في شيء.
فكَّرتُ في إخبار أهله، لكني لم أخبرهم بذلك، ولا أدري هل مِن الصواب أن أفتحَ الموضوع معهم أو لا؟
أشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ أخشى أن تهدمَ حياتنا التي تعبنا في بنائها.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقبل الدخول في سُبُل العلاج لمشكلتك، أُحِبُّ أنْ أُنَبِّهك أيتها الفاضلة لأمرٍ تضعينه في الحساب، حتى لا تُفاجئي بشيءٍ، ولا تُصدمي من شيء، وهو أنَّ الحياة الزوجية مع زوجٍ مدمنٍ للحشيش مستحيلة، خصوصًا وأن المخدرات في السنوات الأخيرة أصبحتْ تُغَشُّ بموادَّ مجهولةِ التركيب، تُؤَثِّر سلبًا على كيمياءِ مخِّ الإنسان، وتتسبب في تلَف بعض الخلايا، مما يعمل على تدهْوُر القوى العقلية - كما ذكر ذلك الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي سابقاً، ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي -.
وهذا ما يُفَسِّر الخلَل الظاهر عند المتعاطين للمُخَدِّرات، وما يصدر منهم مِن تصرفات غير طبيعية، ويُفَسِّر أيضًا التغيُّرات التي استجدَّتْ على زوجك، مِن قفل الأبواب عليكم، وإهمال نظافته الشخصية، وعدم قَبوله النُّصح، إلى غير ذلك مما ذكرت، وهذه الأشياءُ تتطوَّر سريعًا ما دام الشخصُ مُقْبِلاً على المخدِّرات ولم يُعالَجْ.
أما علاجُ مشكلة زوجك، فيبدأ بإخبار أسرتك وأسرة زوجك بالحقيقة كاملة؛ ليساعدوك على علاج زوجك، والذهاب به لمصحة نفسية، أو إحدى دور علاج الإدمان والتأهيل النفسي، فليس الإقلاع عن إدمان المخدرات بالأمر الهين، وإنما هو طريق شاقٌّ يتطلَّب تضافُر الجهود للخروج مِن تلك الأزمة، أما فعلُ أي شيء مع زوجك قبل ذلك فحديث خرافة، لا طائل من ورائه، وإنما ينبغي عليك أن تشعريه بخوفك عليه، ورغبتك الصادقة في شفائه، وحرصك على تماسُك أسرتكما.
كما ينبغي أن يعلمَ أن الصبرَ عليه مشروطٌ بالكفِّ عن التعاطي، والسعي في العلاج، وأن له حدودًا وليس مفتوحًا، ليكون على بصيرة، ويعلم أن تماديه سيهدم البيت، ويجني على الأبناء، ومِن ثَمَّ يجب عليه مجاهَدة نفسه، وترْك المخدِّرات، واستعيني بالله واصبري، واحتسبي الأجْر عند الله.
وفقك الله لكل خيرٍ، وتاب على زوجك وعلى عُصاة المسلمين.