السيطرة على الكلام والأفعال

مراحل المراهقة ثلاثة، فالمرحلة الأولى: تتناول النمو الجسمي أو البدني، والمرحلة الثانية: هي النمو النفسي، والثالثة والتي أنت فيها: هي النمو الاجتماعي، طبعا مع وجود تداخل فيما بينها.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري20 سنة، اجتماعية وأثق بنفسي -ولله الحمد-، ولكن منذ سنتين انتابني شعور غريب وكأني فقدت نفسي، وأصبحت لا أسيطر على كلامي، وأنفعل بشكل دائم لأتفه الأمور، ولا أسيطر على أفعالي، وكثيرًا ما ألوم نفسي لماذا فعلت كذا، ولم أفعل كذا؟

هذا الأمر يزعجني كثيرًا، فدائماً أراجع أخطائي اليومية بعد عودتي من الجامعة، وأحيانًا في الوقت ذاته، فأصبحت أشعر بالضيق، وأصبح كلامي به شيء من التأتأة بعد أن كان واضحًا وسريعًا، ولم أكن بهذه الصورة من قبل.

زاد هذا الأمر في الآونة الأخيرة، مما جعلني أعتزل الأغراب من الناس منعًا للإحراج، أما علاقتي مع إخوتي فهي طبيعية ولم يلاحظ أحد منهم ما أعاني منه. أرغب بتوجيهكم حتى لا يتطور الأمر، جزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

شكراً لك على الكتابة إلينا بما في نفسك في هذا السؤال.
ليس فيما وصفت من مرض نفسي، وإنما هي مجرد مرحلة تمرّين بها، وخاصة أنك في هذا السن من الشباب في العشرين من العمر، وربما السبب الرئيسي لهذه المشاعر التي أشرت إليها هو: أنك في المرحلة المتقدمة للمراهقة والشباب، وأنت تحاولين أن تتعرفي على حقيقة شخصيتك، وعلى دورك ومكانك في المجتمع من حولك، وهي المرحلة الأخيرة من مراحل المراهقة، فالمرحلة الأولى: تتناول النمو الجسمي أو البدني، والمرحلة الثانية: هي النمو النفسي، والثالثة والتي أنت فيها: هي النمو الاجتماعي، طبعا مع وجود تداخل فيما بينها.

وكثير مما ورد في سؤالك هي أمور طبيعية معروفة ومتوقعة في هذه المرحلة العمرية، وعند الكثير من الشباب، وخاصة مع وجود الحساسية الشديدة، وواضح أنها موجودة عندك، وإن كان غالبية الشباب لا يتحدثون في الأمر، ولا يكتبون لموقعنا لأسباب متعددة، منها الخجل من الحديث في هذا الأمر، ولكن من الواضح أنك قد تجاوزت هذا النوع من الخجل، مما يؤكد كلامك من أن عندك ثقة جيدة في نفسك وبأنك اجتماعية.

وربما حساسيتك هذه هي التي جعلتك ترتبكين أمام الآخرين، مما سبب عندك بعض التأتأة، والتي غالباً ستزول من نفسها عندما تطمئنين لنفسك ولتعاملك مع الآخرين، وغالباً أن عندك بعض المهارات التي ستعينك على تجاوز هذه الصعوبات التي تمرّين بها، وعليك بوضع هذه المهارات محل التطبيق، مع بعض الصبر، فمثل هذه الأمور النفسية والسلوكية والاجتماعية تحتاج بعض الوقت، فارفقي بنفسك، وأعطها مساحة واسعة ووقتاً مناسباً للتطبيق.

والغالب أنك ستستطيعين تغيير حالك للأفضل، وبنفسك ودون مساعدة من أحد، ولكن إن طال الأمر وشعرت بالإنزعاج، فأنصحك بمراجعة الأخصائية النفسية عندكم في الجامعة، وستقوم هي بالتعرف على تفاصيل هذه الصعوبة التي لديك، وترشدك لأفضل الطرق للتعامل أو التكيّف معها.

وفقك الله، وذلل لك الصعاب، وجعلك من المتفوقات.
------
د.مأمون مبيض.