زوجي على علاقة بامرأة أرملة

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: العلاقة بين الجنسين - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة في منتصف الأربعين من عمري، زوجي رجل طيب، والحمد لله بيننا تفاهم ومشاركة.

مشكلة زوجي أن ابنة عمه أرملة، وهو يتصل بها، وكان خاطبًا لها قبلي، ولم تكن موافقة عليه، ثم تزوجني.

هذه المرأة لديها أولاد، وتحب رجلاً آخر، حاول زوجي التقدم إليها وهي وافقت، لكن المشكلة في عمه. زوجي - حسب كلامه - خائفٌ عليها من أن تقع مع الذي تُحبه في الخطيئة.

وكلَّمْتُه كثيرًا، لكن لا فائدة. تعبتُ من كثرة الكلام معه، وأخاف عليه منها، وأولادي يَكرهونها، وبيننا مشكلات كثيرة بسببها!

طلبتُ الطلاق أكثر من مرة، لكنني أحبه، وأخاف على أولادي، وأفكِّر في أنْ أخبرَ العم، لكني أخاف من قطيعة الرحم.

ولا أعرف ماذا أفعل؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فشكر الله لك - أيتها الأخت الكريمة - صَبْرك على زوجك، وحرصك على صلة أرحامه.

أما ما يجب فعله مع زوجك، فلا تجعلي إخبار العم أول الحلول، بل آخرها، فانصحيه أولًا، وذَكِّريه بأنه لا يليق به - إن كان يريد أن يتزوج - أن يرتبط بامرأةٍ كهذه، تُحب شخصًا، وتريد أن تتزوجه، ومع ذلك هي تتساهل مع زوجك أيضًا، وتَلَطَّفي معه في الكلام، وليكُنْ نصحك برفقٍ ورحمةٍ، وأشعريه بخوفك عليه، وذكِّريه بأنه قدوةٌ لأبنائه؛ فلا يَصِحُّ ولا يليق أن يكونَ قدوةً غير حسنةٍ، بل يجب عليه أن يستقيمَ.

وتحلّي - أيتها الأخت الكريمة - بالصبر والاحتساب، وعدم التسرُّع في طلب الطلاق؛ لتتمكني مِن مُعاوَنة زوجك على جهاده نفسه، وعدم الاستسلام للنَّزَوات، وإصلاحه ما أمكن، وتذكيره بالله، وتخويفه منه، وإن تمادى وسِّطي أهل الخير ممن يحفظون السر؛ ليعاونوك في معركة الإصلاح والهداية، وجاهدي نفسك قدْر الإمكان؛ للإبقاء على أسرتك، وأن تبعدي عنها شبَح الفرقة، وتذكري أنكما زوجان من هذه المدة الطويلة التي هي بمفردها كفيلةٌ برأب أي صدعٍ بينكما؛ فأنت الحبيب الأول، وأم الأولاد، والعشرة القديمة ولا بد وأنها قد تأصلتْ في نفس زوجك، ولا يمكن نسيانها بسهولةٍ.

حافِظي على مستوى اهتمامك بنفسك وبزوجك، بل وازدادي في ذلك، ولا يدفعك الحزن أو الهم إلى إهمال مَظهرك، وترك التزيُّن، والاستعداد لاستقبال زوجك، بل كونُك - دائمًا - على مستوًى عالٍ من الاستعداد والأناقة والنظافة وحسن العشرة يجعلك تظلين أنت فوق الكل.

اعلمي أنَّ كثيرًا مِن الأزواج في أزمة منتصف العمر يقَعون في تلك المراهقات المتأخرة، ثم ما يلبثون أن يفيقوا منها، ويعودوا لِرُشدهم، والحياة الزوجية تقوم على التفاهُم والتغاضي عن الزَّلاَّت، والعفو عما سلَف من الكبوات.

وأخيرًا استعيني بالله تعالى، وعليك بالدعاء في أوقات الإجابة، واحتسبي أجر كل هذا عند الله تعالى، وهو سبحانه لا يضيع أجر المحسنين.

وفقك الله، وهدى زوجَك، ورَدَّه لِرُشْدِه وللصواب.