التصرف مع سليطي اللسان
كثيراً ما يكون هناك أناسٌ عديمو التربية وقليلو الحياء وسليطو اللسان، لا يحترمون الناس أيّاً كانوا، فمن المواقف التي واجهتني مع مثل هؤلاء..
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
أسأل الله أن يوفق الإدارة والمشرفين فرداً فرداً فيما يقومون به من جهدٍ في سبيل نشر الخير.
وسؤالي هو: كثيراً ما يكون هناك أناسٌ عديمو التربية وقليلو الحياء وسليطو اللسان، لا يحترمون الناس أيّاً كانوا، فمن المواقف التي واجهتني مع مثل هؤلاء:
كان هناك موعد سفرٍ إلى إحدى المناطق، وكان مطلوباً منِّي طبع الخرائط لمعرفة طريق الذهاب لتلك المنطقة، فنسيت أن أطبعها. فما كان من أحد الشباب إلا أن أخذ يوبِّخ ويزبد ويرعد: "لقد أخَّرتنا، لقد أخَّرتنا"؛ فاعتذرتُ، واعترفتُ أني أخطأتُ، فما كان من هذا الشخص إلا أن أخذ يزيد الكلام ويكثر اللوم. عندها أحسست أن الموضوع أخذ منحنى آخر: (الإهانة بدلاً من التوجيه والعتاب اللطيف).
لم أعلم بم أردُّ عليه، خصوصاً أن ذلك كان أمام جميع الشباب, هل أرد عليه بزبد ورعد وأنا المخطئ منذ البداية؟ أقول في نفسي: حتى إن كنت المخطئ، فليس له الحق أن يطيل العتاب! فكيف يُتصرَّف مع هذه النوعية من الناس؟
جزاكم الله خيراً.
شكراً لثقتك الغالية.
ما حدث في ذلك اليوم أمرٌ مزعجٌ بلا شك، ولكن: هل تعلم أن له ميزةً أيضاً؟!
تمنحنا الحياة عبر مثل هذه المواقف الدروسَ والعبرَ، وتنمِّي فينا مهارات التعامل مع الناس على اختلاف أصنافهم، وتعلِّمنا أيضاً – وهو الأهم – مهارات التعامل مع أنفسنا، مع مشاعرنا، مع سلوكنا وتصرفاتنا، وهذه المهارات - للأسف - لم يعلمنا إيَّاها أحدٌ في المدارس أو الجامعات، ولم يلقِ لها معظم آبائنا أيَّ انتباه.
نعم، ما حدث كان سيئاً؛ لكنه حمل في طياته خيراً كبيراً.
سأناقش هنا نقطتين مهمتين:
النقطة الأولى: في كثير من هذه المواقف قد لا يحتاج الأمر سوى الصمت، وتجاوز الأمر برمَّته، بعد اعتذار واضح وصريح.
إن أي ردَّة فعل قد تصدر نتيجة استفزاز صاحبك ستعود بأسوأ النتائج؛ لذا اقفل أذنيك، ودعه ينتهي من (زبده)، ثم اسعَ لبذل الجهد في التعامل مع نسيان الخرائط أو غيرها.. لا تعتقد أن الصمت هو فعلٌ أو موقفٌ سلبيٌّ؛ بل يحتاج منك إلى جهد كبير تبذله مع نفسك.. وما أصعبه!!
النقطة الثانية: سيمر عليك في حياتكَ - وأنتَ في مقتبلها - الكثير من الناس الذين يعلونك مرتبةً ومكانةً، ممن يتلذذون بانتقادك لأقل تقصير, ويسعون باجتهاد لإخراج ما في عملك من عيب, ولا يقدِّرون عملك مهما فعلت!! ستقابل - لا محالة - مثل هؤلاء المزعجين, ولابد أن تتدرب على التعامل معهم من الآن، وتذكر دائماً أنه لا يوجد قانون عالمي يحميك من الانتقاد اللاذع؛ بل أنت مَنْ يستطيع تحسين مهاراتك في التعامل مع هذا النقد. قال أحدهم: "لا أحد يستطيع أن يؤذيك دون رضاك"!!
وفَّقكَ الله إلى كل خير