الخوف والتأنيب من العادة السرية
إن بقاء أفكار الشك وتأنيب الضمير هو ما سيضعف قوتك الجنسية بعد الزواج وليست العادة السرية!! لذا؛ انتبه من هذه الأفكار التي تولِّدها بنفسك، وأنت أقدر الناس على تحدِّيها وطردها.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
بدايةً؛ أودُّ أن أشكركم على ما تقدِّمونه من جهود لخدمة هذا الدين؛ فجزاكم الله خيرًا.
أما عن مشكلتي:
فأنا شابٌ ملتزمٌ - ولله الحمد - ومنذ كنتُ في التعليم - سواء في المدرسة أو الجامعة - وأنا لا أخالط النساء أو أتحدث معهنَّ، وأغضُّ بصري قدر الإمكان.
وما سبق لي - ولله الحمد - أن تحدَّثت مع فتاة، أو أقمت أيَّة علاقة، بالرغم من التبرُّج والفتن التي تحيط بمثلي من الشباب في بلدنا، ولعل مما ساعدني على هذا سماعي للدروس والخطب، وإطلاق لحيتي.
ولكن منذ عدة أعوام اشتدَّت عليَّ شهوتي، وخاصةً مع ما كنت أراه - أحياناً - في الجامعة من متبرجات يرتدين ملابس شبه عارية؛ فابتُليتُ - عافاكم الله - بممارسة العادة السرية! وكنت أتوب وأقلع عنها، ثم لا ألبث أن أعود.. وهكذا مرات ومرات، ولكنني تُبت منها منذ مدة ولله الحمد.
ثم قدَّر الله لي الخير؛ فعقدتُ على أخت ملتزمة، يعلم الله كم أحبها، وكم شكرتُ المولى - عزَّ وجلَّ - على أن رزقني إياها.
ومشكلتي الآن؛ أنه - ومع اقتراب موعد البناء - تطاردني هواجس الماضي؛ فأحسُّ أحياناً أن قدرتي الجنسية صارت ضعيفة، وأخشى أحياناً أني لن أستطيع أن أوفي زوجتي حقَّها في الفراش؛ كعقاب من المولى - عزَّ وجلَّ - خاصةً وأنا لم أصدُق في التوبة من هذا الذنب عدة مرات.
فهل من سبيل للتخلص من هذا؟ وكيف أعرف أن الله لن يعاقبني بذنبي هذا، وعمَّا اقترفتُ قبل توبتي؟
في انتظار ردِّكم الكريم.
بدايةً:
لا يستطيع أحدٌ أن يقدِّر قوته الجنسية قبل الزواج؛ إذ تمتزج في الزواج العاطفة الجميلة مع الشعور بالاستمتاع بالحلال، وما تمنحه العلاقة الجنسية من توثيق للعلاقة الزوجية.. كل هذه العوامل تجتمع لتمنح الإنسان القوة والقدرة في العملية الجنسية, ولا شك أن التنبؤ بذلك الآن ضربٌ من الخيال والمستحيل.
أريدُكَ أن تراجع معي النقاط التالية:
أولاً: جاء في الحديث القدسي الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ، ذكرتُه في ملإٍ خيرٍ منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبر، تقرَّبتُ إليه ذراعاً، وإن تقرب إليَّ ذراعاً، تقرَّبتُ إليه باعاً، وإن أتاني يمشي، أتيتُه هرولةً)).
فالله – سبحانه – أكرم من أن يعاقب عبداً تاب وأناب إليه، وإن تكرَّر منه الذنب والخطيئة؛ جاء في الحديث القدسي – أيضاً -: ((يا ابن آدم, إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لكَ على ما كان فيك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبُكَ عَنَان السماء ثم استغفرتني، غفرتُ لكَ ولا أبالي...)) إلى آخر الحديث.
لذا؛ كن واثقاً بالله - سبحانه وتعالى - وراجياً كرمه وعطاءه العظيم.
ثانياً: إن بقاء أفكار الشك وتأنيب الضمير هو ما سيضعف قوتك الجنسية بعد الزواج وليست العادة السرية!! لذا؛ انتبه من هذه الأفكار التي تولِّدها بنفسك، وأنت أقدر الناس على تحدِّيها وطردها.
ثالثاً: أريدُ منكَ أن تصرف بعض الوقت قبل البناء في كسب قدر من الثقافة عن الزواج والعملية الجنسية؛ فلهذا أهمية كبيرة بالنسبة لك، وهي الثقافة الموجودةٌ في عدد كبير من الكتب المتاحة في المكتبات، وإن شعرت بشيء من الحرج في شرائها؛ فهناك العديد من المواقع على الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) عن هذا الموضوع الحيوي والهام. لا تتردد في ذلك؛ فستساعدك كثيراً.
أخيراً:
كُنْ مع الله يَكُنْ اللهُ معكَ، واجعل نيَّتك في الزواج هي قصدُ بناء بيت يعبد الله ويذكره.
وفَّقكَ الله إلى كل خير، وأهلاً بك دوماً.
الكاتب: د. ياسر بكار.