ما الحل مع استعلاء مديري علي

كل من يعمل في المجال الخيري لستوا صغارا!، بل أنتم الكبار والله، عند الله وعند خلقه! ولكم الحق بل كل الحق في الدعم المعنوي والمادي...وأو ل داعم لكم هو الله تعالى! وأبشرك بقوله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". الله لن يضيع تعبكم ولا جهودكم، ومن عمل لهذا الدين أعلاه الله تعالى وجزاه بالإحسان إحسانا.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

ماذا أفعل عندما تكون الإدارة المباشرة لعملي تتعامل بطبقية واستعلاء وحب الظهور على حساب الغير علماً أن رسالتهم نشر تعاليم الإسلام وحفظ كتاب الله عزّ وجل وسنته ربما لا يعمل مجلس الإدارة بذلك لكن عليه أن يسأل موظفيه عن مستوى رضاهم في العمل أليسوا أهل القرآن الذين يجب يكونوا قدوتنا أليس الصغار بحاجة للدعم المعنوي والمادي وفتح مجالات له لإبداعاته ونجاحه في العمل الخيري!؟

الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

حياك الله أختي الكريمة.

بادئ ذي بدء تعاملاتنا في العمل وغير العمل هي مع رب العمل قبل العمل، ولله سننه في خلقه.. والوضع الذي تسألين عنه غاليتي يحدث في العمل الخيري وغير العمل الخيري لكنه دائما وأبدا يكون أقبح ممن يمثلون الدين أو بالأصح ممن يراهم الناس يمثلون الدين.

 

وأنا معك في أن بعض من يعمل في مثل هذه الأعمال أو الوظائف محسوب على الدين وعلى أهل القرآن وعلى من يعملون في العمل الخيري

 

لكن عن تجربة واقعية ممن تعمل في العمل الخيري وغيره: الخير في أمة محمد لكن بعض من ينتمون إليها قد يسيئون بقصد أو بدون قصد!

 

ويسيء من حيث أراد الإحسان...إما لجهل وإما لحماس زائد وإما لمنافسة بحماس زائد، وإما لغرور وإما ليشتهروا على حساب العمل الخيري والذي أصبح - نوعا ما – أصر الطرق للشهرة العالمية بحكم أن التركيز عليه في عصرنا أصبح ضرورة ملحة.

 

ومنهم من خلط عملا صالحا وآخر سيئا!، فالكل أراد خيرا والكل بنيته!، والله أعلم بالنيات "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى"...وفوق أن من يعمل في المجال الخيري مراقب من أعين الناس فهو فوق هذا قدوة تكاد لا تغفر زلته.. خاصة أن يتعامل مع أضعف الناس وأقل الناس في كل الأحوال!

 

لكن أريد أن أقول كلمة حق في حق كل من يعمل في العمل الخيري ومنهم من أراد الشهرة: أن الخير فيهم إلى قيام الساعة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم: "الخير فيّ وفي أمتي إلى قيام الساعة"...وأضيف هنا أمرا مهما: أن من عملوا في الأعمال الخيرية من غير المسلمين عندما كان هناك من يحتاج إغاثات قاموا بإغاثة أهل ملتهم، لكن أهل الإسلام في العمل الخيري أغاثوا المسلمين وغير المسلمين لأن الإنسانية جزء لا يتجزأ من هذا الدين العظيم! ومن قال إن أدعي هذا فليأتوا لي بطفل مسلم واحد فقط أغاثته "ديانا" أو "تريزا"!

 

وأبشرك أن الذي يصمد في هذا العمل وهو العمل الخيري هومن سيمحص الله نيته له، ويعطيه من الصبر ما يجعله يتحمل كثرة مسألة الناس، واتهاماتهم، والطعن في ذممهم!

 

واختصارا لإجابة سؤالك عن الطبقية وحب الظهور وغيرها مما ذكرت حبيبتي سأقول لك حلا جازما قاطعا لا ريب فيه يزيل كل هذا وذاك في عدة نقاط:

 

الأولى:

"المعاملة": أفضل طريقة لتعليم الناس، وتوجيههم بطريقة عملية صامتة مؤثرة!!...ولن أجد أو تجدي أصدق من النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "الدين المعاملة" كملة واحدة قالها صلى الله عليه وسلم تعلّم فيها الدين بأكمله!! ما هي؟ الإجابة منه صلى الله عليه وسلم: " المعاملة"...والمعاملة لن تكون حتى يبدأ كل أحد بنفسه هو أو لا!...مثال: إذا أردت أن أعلم ولدي درسا في الصدقة لابد أن أتصدق أمامه، هذا الفعل بحد ذاته يكفي عن الكثير من الدروس والدورات في الصدقة.

 

الثانية:

النصيحة...ف"المؤمن مرآة أخيه" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. والنصيحة لله. لذا لابد من أن نناصح بعضنا بعضا وإلا انتشر النفاق والتعامل على أساس "الطبقات" كما ذكرتِ..."لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"...فأنا وأنت نحب أن نُنصح كما نحب أن نَنصح...لذا يُعد أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر...ومن فضل الله تعالى أن كم من يعمل في هذه الميادين لم يصلوا البتة إلى دركة الجَور! وهذا من أدلة خيرية من يعمل في المجال الخيري.

 

الثالثة:

الدعاء...الدعاء سر وسحر عجيب غفل عنه الكثير مع أن الله تعالى غير بسببه نفوسا وقلوبا وأحوالا لا يكاد يصدقا العقل لكن الله تعالى تتجلى قدرته في التغيير بأسباب يسببها ويهدي بفضله ورحمته إليها.

 

أخيرا: تأملت طويلا جملتك: " يجب يكونوا قدوتنا أليس الصغار بحاجة للدعم المعنوي والمادي وفتح مجالات له لإبداعاته ونجاحه في العمل الخيري!!!؟؟؟ "

 

أما قولك:"قدوتنا" فهذه صدقت والله فيها ولا غبار عليها، ونحن وأنت سندهم بالتعامل والنصيحة والدعاء...والله أن من يعمل في هذا المجال لهو أحوج للدعاء أكثر من غيرهم، لأن حياتهم غالبا في خطر! يذهبون للإغاثات في بلاد قد تكون وعرة أو بـها حروب، أو كوارث طبيعية من زلازل أو أعاصير!. فهؤلاء أرواحهم أشبه ما تكون على أكفهم فأقل حق لهم هو الدعاء لهم...الأمر الآخر أن الرحمة بهم أو لي! لأن المرؤوس يوجه وينصح ويجد من ينبهه ويسنده، أما المسؤول فمسكين يبتعد الناس عن نصحه خوفا منه!، أو يأسا منه!..، وقد لا يكونوا قد جربوا نصيحته!...فالدعاء لهم بأن يريهم الله حقا ويرزقهم اتباعه، ويريهم الباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه أعظم ما ينفعهم.

 

أما قولك: " أليس الصغار بحاجة للدعم المعنوي والمادي وفتح مجالات له لإبداعاته ونجاحه في العمل الخيري!!!؟؟؟ "

 

فأنتم وكل من يعمل في المجال الخيري لستوا صغارا!، بل أنتم الكبار والله، عند الله وعند خلقه! ولكم الحق بل كل الحق في الدعم المعنوي والمادي...وأو ل داعم لكم هو الله تعالى! وأبشرك بقوله تعالى: "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". الله لن يضيع تعبكم ولا جهودكم، ومن عمل لهذا الدين أعلاه الله تعالى وجزاه بالإحسان إحسانا.

 

ولا تنتظروا أحدا يفتح لكم المجال بل اسألوا الله تعالى ذلك، فالله أعظم من سُئل، وأكرم من أعطى.

اسأل الله لك أختي السداد والتوفيق والعلوفي الدين والدنيا والآخرة.

 

المستشار: أ. أنوار الغيثاني