زوجي بعيد ولا يسأل عني

سيدة متزوجة مِن قريب لها، يعيش كلٌّ منهما في مدينةٍ بعيدة عن الأخرى بسبب ظُرُوف العمل، وتشكو من إهمالِه لها وعدم سؤاله عنها.

  • التصنيفات: قضايا الزواج والعلاقات الأسرية - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

أنا متزوجة من قريب لي وهو إنسان خَلوق، حاليًّا أنا أسكن في مدينة وهو في مدينة أخرى لظُرُوف عملي.

 

المشكلة التي أشكو منها هي عدم اهتمامه بي، وعدم السؤال عني، ودائمًا أنا مَن أبادر بالسؤال عنه، وأتصل به باستمرار، لكنه لا يجيب إلا على فترات متباعدة.

 

أنا حامل وعلى وشك الولادة، وبالرغم من ذلك لا أجد ذلك الاهتمام الذي يشعرني بخوفه عليَّ، بل أجده يُعاند على أقل الأسباب.

 

حاولتُ كثيرًا أن أتفاهَمَ معه برفق، لكنه لا يعطيني فرصة، بل يتكلم كلامًا سلبيًّا.

 

الحمد لله أنا أهتم بنفسي، لكنه لا يُعطيني اهتمامًا، ولا يُثني عليَّ، ولا يمدحني، ومنذ أن تزوجتُه وإلى الآن لا يُنفق عليَّ؛ لأن ظروفه المادية صعبة، وأنا أنفق على نفسي مِن مالي، وأحاول ألا أكلفَه شيئًا، لكن بالرغم مِن ذلك لا أجد حبًّا أو اهتمامًا أو أي مشاعر منه تجاهي، بل يتكلم عن الزواج الثاني باستمرار، لكني آخذ الموضوع بمزاحٍ ولا أناقشه فيه.

 

أخبروني كيف أتصرف مع زوجي؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فاستمري في تجاهلك، وابقي على نفس الطريقة مِن السؤال والمراسلة، محتسبة ذلك كله، ولا تفعلي ذلك وأنت تنتظرين المقابلة بالمِثل؛ لأنه حتمًا سيأتي يوم وستجدين ثمرة ذلك بإذن الله، واعلمي أن هذه المرحلة في الحياة الزوجية غالبًا لا تخلو مِن مصادمات، ويظهر فيها تباين الطباع، ويستمر ذلك لفترة قد تطول وقد تقصر، ويعود ذلك - بعد توفيق الله - إلى الزوج بالدرجة الأولى؛ لأنه الجانب الذي يُؤثر ولا يَتَأَثَّر.

 

ذكرتِ أنَّ زوجك رجل طيب وذو خُلُق، فلعل ذلك يكون مِن أسباب سرعة التغيُّر والتوافق، والذي أقترحه عليك التخفيف من السؤال والكلام، فقد يكون زوجك لا يُحب ولا يرغب في ذلك، واكتفي بإرسال الرسائل بين الحين والآخر، فإن وجدتِ الأمرَ عادَ عليك بالإيجابية فالْزَمي ذلك.

 

وذكرتِ أنك تعيشين في مكانٍ وزوجك في مكان، فهل هناك أسباب اضطرارية لذلك؛ حيث إني أخشى أن يكون ما تجدينه من مشاعر الجفاف بسبب ذلك البُعد بينكما؟

 

أخيرًا أوصيك بالدعاء، وعدم المبالَغة في الموضوع لهذه الدرجة، ولكن لا يمنع ذلك مِن المصارحة والمحاورة ليعرفَ حقيقة مشاعرك ومدى تأثُّرك، ولا تكثري العتاب والنقاش.

 

لديَّ ملاحظةٌ وهي متعلقة بمسألة الإنفاق؛ حيث ذكرتِ أنك تتحملين المصاريف كاملة مِن أجل عدم إرهاق زوجك ماديًّا؛ نظرًا لصعوبة الوضع المادي، فهل هذا الحال حقًّا يستدعي أن تتحمَّلي المصاريف كاملة؟ فهناك حقيقة لا بد أن تعرفها المرأة عن الزوج وهي: أن الحرص على إراحة الزوج وإعفائه ماديًّا بشكل مبالغٍ فيه - أمرٌ لا ينبغي ولا يُسْتَحسَن؛ وذلك لأن ذلك قد يكون سببًا في الاعتماد التام الذي يشعره باستغناء الزوجة عنه، مما يكون له الأثر السيئ على العلاقة الزوجية، وذلك بعكس ما تتصوَّر المرأة، كما أنَّ ذلك مِن أسباب دفع الزوج لأن يتصرف تصرفات قد تكون مزعجةً أحيانًا للمرأة، وقد تتسبب في حدوث صدمات غير متوقعة، فلا تتواني في تحميله المسؤولية بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ.

 

أصلح الله لك الحال والبال