العلاقات السابقة قبل الخطبة

محمد بن إبراهيم السبر

شاب شُغف بفتاة كانت لها علاقات سابقة مع غيره، وهو في حيرة من أمره: هل يظل معها أو يتركها؟

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

تعرَّفت على فتاة، وأحببتها حبًّا كبيرًا، فقد جعلتني أشعر بمعنى الحياة بعد أن كنتُ فقدت الأمل في كل شيء، أخبرتها أنني أريد خِطبتها والزواج منها، فرِحتْ ولكنها كان في تردُّد وخوف دائمًا كلما حادثتها في الأمر، فسألتها عن السبب، فأخبرتني بأنها لا تريد أن تجرحني، فهناك أشياء سيئة في ماضيها، فأخبرتها أن تتكلم لنرى ما إذا كنت سوف أتحمل تلك الأشياء أو لا، فأخبرتني أنها كانت في علاقات سابقة مع شباب، منهم شاب أحبته وفعَلا معًا أفعالًا جنسية، ولكنها ما زالت عذراءَ، فنزل الأمر عليَّ كالصاعقة؛

لسببين: الأول: أنني فعلت نفس الفعل مع خطيبتي الأولى، ولكنه كان ضعفًا، وأنها فعلت أمورًا لا داعيَ لذكرها، فاللهم اهدِها واهدني واهدِ كلَّ عاصٍ، والسبب الثاني أني أحبها لدرجة أنني لا أعلم كيف يمكن أعيش دونها، أنا من طبعي أني أفكِّر قبل أن أتخذ قرارًا، لكن عقلي في هذه المرة عاجز عن التفكير، فنفسي منقسمة ومتنازعة، فهناك جزء بداخلي يقول لي: كيف تتزوج من امرأة بهذا الماضي؟

وماذا لو فعلتْ ذلك مستقبلًا؟ ماذا لو تقابلت مع هذا الشخص؟ وجزء آخر يقول لي: كلنا خطَّاؤون والله غفور رحيم، وقد كانت صغيرة، وقد اعترفت لك بخطئها؛ مما يعني أنها تحبك وأنها تريدك، فهل تتركها؟

أنا من طبعي أني أنسى الماضي، لكن ثمة أشياء لا تُمحى بسهولة، أرشدوني في أمري، وأرجو منكم الدعاء، وجزاكم الله خيرًا.


 

الإجابة:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فبعد الاطلاع على رسالة الأخ الفاضل وفَّقه الله نقول:

عليه بالتوبة والاستغفار، وترك محادثة هذه الفتاة؛ لأنها علاقة محرمة لا تجوز، هذا أول أمر يقوم به.

 

ثانيًا: هو يقول إنها أتَتْهُ في وقت كان فيه متضايقًا وكارهًا للحياة، وهنا من الصعوبة الحكم على حبه لها أو حبها له، فلا بد أن يكون الحكم في الأوضاع الطبيعية للإنسان.

 

ثالثًا: مصارحتها له بما قامت به من أمور محرمة، هذا خطأ عظيم وجسيم، وفيه من عدم الستر على النفس، وقد أقرها الشارع الحكيم لمصالح عظيمة.

 

وهي بهذا أحد أمرين: إما أن تكون جاهلة وبها غفلة لتقول مثل هذا الكلام، أو أنها معجبة بالأفعال، وترغب في الفعل المحرَّم نفسه معه، وتحاول استمالته للعلاقة المحرمة دون زواج شرعي.

 

رابعًا: هذه لا تصلح زوجة لك، والأسباب واضحة جدًّا، إلا أن تتوب توبة صادقة، وأنت لو تزوَّجتها، فلن تكون في راحة بال وطمأنينة؛ لأن فكرك وعقلك سيكون مشغولًا بما سمعته منها من أحداث جسيمة، فإن كنت صادقًا في الزواج الشرعي، وحريصًا على نفسك، فاظفر بذات الدين تَرِبَتْ يداك.

 

فالزواج هو استقرار وراحة، وفيه تنشئة جيلٍ طيب ونفوس طاهرة تبني الحياة، وليس مجرد نزوة حبٍّ وعشق، وفضح للنفس بالعلاقات المحرمة.

 

فابتعد عن هذه البنت، واتقِ الله في نفسك، وإياك ومواصلة المسير في هذا الطريق معها أو مع غيرها، ومن أراد الحلال والزواج، فهو يعرف طريقة تمامًا.

 

هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.